البعثة الأممية تسلم الأطراف الليبية النسخة النهائية للاتفاق وتصفها بـ«الحل الوحيد»

مبعوثها أكد أنه في حال عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية سيؤدي إلى فراغ سياسي يصعب التعامل معه

البعثة الأممية تسلم الأطراف الليبية النسخة النهائية للاتفاق وتصفها بـ«الحل الوحيد»
TT

البعثة الأممية تسلم الأطراف الليبية النسخة النهائية للاتفاق وتصفها بـ«الحل الوحيد»

البعثة الأممية تسلم الأطراف الليبية النسخة النهائية للاتفاق وتصفها بـ«الحل الوحيد»

سلمت البعثة الأممية أطراف النزاع الليبي في منتجع الصخيرات بالمغرب، ليل الاثنين/ الثلاثاء نسخة الاتفاق السياسي النهائية بما فيها الملاحق، موضحة أنه "الخيار الوحيد" أمام الليبيين كي لا تسقط البلاد في فراغ سياسي ومصير مجهول.
وقال برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة الى ليبيا "أتيت هنا الليلة لأقول إن عملنا انتهى. لدينا نص وهو نهائي. إذن فقد انتهى الجزء الخاص بنا ضمن هذا المسلسل".
وأوضح ليون أن النص المقترح من طرف البعثة الأممية هو "الخيار الوحيد الموجود"، مؤكدا ان الأمم المتحدة تتفهم ان "كل ليبي ومؤسسة وكل منظمة سوف يرون عناصر لا تروقهم في الاتفاق، لكن هناك المزيد من العناصر التي ستروقهم".
وأضاف ليون "الآن الأمر متروك للطرفين والمشاركين في الحوار للرد على هذا النص، ولكن ليس بإضافة المزيد من المقترحات، أو بالعودة مرة أخرى بأمور للتفاوض (...) فقد حان الوقت لتقول الأطراف إنها جاهزة للعمل سوية من أجل تخطي التحديات".
وخاطب ليون أطراف الحوار الليبي بحضور مبعوثي وسفراء الدول الى ليبيا بالقول "نأمل في أن تعود الأطراف في الأيام المقبلة وتكون جاهزة لمناقشة الأسماء (التي ستشكل حكومة الوحدة الوطنية)، وهو ما تم التأكيد عليه مع جميع الأطراف دون استثناء".
وأوضح المبعوث الأممي أن تجاوز تاريخ 20 أكتوبر (تشرين الاول) دون الخروج بحكومة وحدة وطنية تنهي النزاع الدائر منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في 2011، سيؤدي الى فراغ سياسي يصعب التعامل معه كثيرا.
وأعدت البعثة الأممية برفقة السلطات المغربية مساء الاثنين لحفل كان من المتوقع أن يتم خلاله التوقيع على هذا الاتفاق النهائي، لكن الأمر لم يحدث.
واعتبر ليون أنه بإمكان الليبيين "اختيار رفض هذا الاقتراح، لكنهم سيختارون في هذه الحالة مصيرا مجهولا، وسيختارون التعقيدات والصعوبات في العمل مع المجتمع الدولي، ووضع البلاد في موقف صعب للغاية".
ودعا ليون الليبيين والمؤسسات المنخرطة في هذا الحوار الى أن تكون "مرنة وكريمة، وأن تضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار".
واستطرد ليون "على الذين يعارضون ما توصلنا اليه أن يخبرونا ما هي خياراتهم المتوفرة"، مضيفا "صراحة لا أرى هناك الكثير من الخيارات أمام الليبيين. سمعت الكثير من الانتقادات حول هذا العمل وحول الاتفاق، ونعلم أن هناك الكثير من الناس لا يحبون ما نقوم به، لكن ما هي الخيارات؟".



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.