مجلس الأنبار يطالب وزارة الدفاع بتحري مصدر قصف على بلدة تؤوي نازحين

نائب رئيسها: لدينا أدلة على أنها تأتي من مناطق خاضعة لسيطرة القوات الأمنية

مخيم لنازحي الأنبار في منطقة الغزالية غرب بغداد (أ.ب)
مخيم لنازحي الأنبار في منطقة الغزالية غرب بغداد (أ.ب)
TT

مجلس الأنبار يطالب وزارة الدفاع بتحري مصدر قصف على بلدة تؤوي نازحين

مخيم لنازحي الأنبار في منطقة الغزالية غرب بغداد (أ.ب)
مخيم لنازحي الأنبار في منطقة الغزالية غرب بغداد (أ.ب)

تتعرض بلدة الخالدية الواقعة شرق مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، والخاضعة لسيطرة القوات الحكومية بشكل يومي لقصف بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا يذهب ضحيته أبناء البلدة والنازحون إليها.
وكشف نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، فالح العيساوي، أن القذائف تنطلق من مناطق تخضع لسيطرة قيادة العمليات المشتركة، مضيفًا أن «هناك من يحاول تعكير استتباب الأمن خصوصًا بعد أن أصبحت مدينة الخالدية آمنة بعد الانتصارات المتحققة على أيد قوات جيشنا الباسل وقوات الشرطة الاتحادية والمحلية وجهاز مكافحة الإرهاب». وتابع: «بعد كل تلك النجاحات بدأت الخالدية تتعرض وبشكل يومي ومستمر لوابل من قذائف الهاون والصواريخ راح ضحيته الكثير من الشهداء والجرحى، لذا قررنا تشكيل لجان لمتابعة مصادر القصف ومحاولة القضاء عليه، وبعد التأكد من الأمر أصبح لدينا دليل قاطع وواضح بأن عمليات القصف لم تنطلق من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، بل تنطلق من أماكن هي تحت سيطرة القوات العراقية المشتركة ولدينا الدليل والإحداثيات بذلك». وطالب العيساوي: «وزارة الدفاع والعمليات المشتركة بالإسراع في فتح تحقيق عاجل».
ميدانيًا، أعلن مصدر أمني في قيادة شرطة محافظة الأنبار، عن نشر عدد كبير من المدرعات والدبابات شرق مدينة الرمادي. وقال المصدر، إن «الفرقة 16 من الجيش العراقي نشرت 40 مدرعة و10 دبابات وآليات عسكرية ثقيلة مختلفة في منطقة المضيق شرق مدينة الرمادي». وأضاف أن القوات الأمنية «تقوم كذلك بنشر مدافع وأسلحة خفيفة وثقيلة في مناطق مختلفة من مناطق شرق الرمادي، وتأتي هذه التحضيرات ضمن استعدادات القوات الأمنية لشن هجوم واسع النطاق على كل المناطق شرق المدينة تبدأ من منطقة السجارية باتجاه حي الضباط ووصولا إلى مركز المدينة».
من جانب آخر، كشف القائد في أفواج مقاتلي العشائر العراقية في الأنبار عاشور المحلاوي عن تشكيل خلايا دفاع شعبي من أبناء عشائر قضاء الرطبة قرب الحدود مع الأردن لقتال تنظيم داعش.
وقال المحلاوي، إن «خلايا الدفاع الشعبي استطاعت القيام بعمليات ضد تنظيم داعش من خلال نصب أحد الكمائن لمسلحي التنظيم، غرب الرطبة، وقتل خمسة منهم والاستيلاء على أسلحتهم».
وسيطر تنظيم داعش على مدينة الرطبة منذ منتصف عام 2014 بعد مواجهات واشتباكات مع القوات الأمنية دفعت بالأخير إلى الانسحاب من المدينة وسيطرة التنظيم على المدينة بالكامل.
وفي مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين أفاد مصدر محلي مسؤول، بأن أوامر عليا صدرت إلى ميليشيات الحشد الشعبي الموجودة في تكريت بالانسحاب من المدينة وتسليم مواقعها للشرطة الاتحادية وشرطة محافظة صلاح الدين. وقال المصدر، إن الميليشيات «تسلمت الأوامر وبدأت تعد العدة للانسحاب من المدينة فيما تستعد قوات الشرطة بالمقابل لأخذ المواقع التي تشغلها والتي تتركز في القصور الرئاسية على ضفاف دجلة وسط مدينة تكريت».
وكان مواطنون من أهالي تكريت عادوا إلى المدينة واشتكوا في وقت سابق من بعض الممارسات الخارجة عن القانون التي تمثلت بسرقة السيارات والمحلات والبيوت، فضلاً عن اعتقالات دون أمر قضائي وبعض حالات الاختفاء.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.