اللاجئ السوري الذي أسقطته مصورة مجرية عمدا يحصل على حياة جديدة في إسبانيا

سيمنح الأوراق اللازمة للبقاء وبدء العمل

اللاجئ السوري الذي أسقطته مصورة مجرية عمدا يحصل على حياة جديدة في إسبانيا
TT

اللاجئ السوري الذي أسقطته مصورة مجرية عمدا يحصل على حياة جديدة في إسبانيا

اللاجئ السوري الذي أسقطته مصورة مجرية عمدا يحصل على حياة جديدة في إسبانيا

أعلن وزير الداخلية الاسباني، اليوم (الخميس)، أنّ اللاجئ السوري الذي أوقعته مصورة مجرية أرضا، وصل مساء أمس إلى اسبانيا حيث سيُمنح الاوراق اللازمة بأسرع وقت.
وصرح الوزير خورخيه فرنانديز دياز للاذاعة الوطنية "لن أفرض أي عراقيل أو اعتراض على أن يقوم هذا الشاب وهو مدرب لكرة القدم نعرف قصته، بإحضار عائلته من سوريا وأن يقيموا في خيتافي، احدى ضواحي مدريد، لبدء حياة جديدة سعيدة والاندماج في المجتمع الاسباني".
ووصل اسامة عبد المحسن الذي كان مدربا لاحدى فرق الدرجة الاولى لكرة القدم في سوريا مساء الخميس مع اثنين من ابنائه إلى خيتافي، بناء على دعوة من ناد لمدربي فرق كرة القدم.
وانتشر تسجيل في جميع أنحاء العالم يظهر عبد المحسن الهارب من قوات الامن المجرية وابنه زيد بين ذراعيه وهو يقع أرضا عندما اعترضته مصورة بساقها في التاسع من سبتمبر (أيلول)، ولا تزال زوجة عبد المحسن واثنين من ابنائهما في تركيا.
وكان ميغيل انخيل غالان مدير المركز الوطني لتأهيل مدربي كرة القدم وجه دعوة إلى اللاجئ السوري بعد أن قرأ في صحيفة أنّه كان مدربا لنادي الفتوة من فرق الدرجة الاولى.
وشدد الوزير على أنّ "المبدا الانساني يطغى فوق أي اعتبار".
إلّا أنّه أوضح أنّ الامر يتعلق "بحالة استثنائية... لا يمكن تعميمها"، مذكرا بموقف فرنسا التي تطالب بحل شامل يتضمن تدخلا في سوريا وإعادة المهاجرين الذين يغادرون بلادهم لاسباب اقتصادية، وإعداد خطة مساعدة لافريقيا.
وتعهدت اسبانيا باستقبال أكثر من 17 ألف لاجئ من أصل مئات الآلاف وصلوا إلى اوروبا منذ يناير (كانون الثاني)، هربا من النزاع في سوريا وغيرها.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.