الجزائر تدرس زيادات ضريبية وفرض رسوم على الواردات في 2016

لسد العجز مع انخفاض إيراداتها من الطاقة بـ50 %

الجزائر تدرس زيادات ضريبية وفرض رسوم على الواردات في 2016
TT

الجزائر تدرس زيادات ضريبية وفرض رسوم على الواردات في 2016

الجزائر تدرس زيادات ضريبية وفرض رسوم على الواردات في 2016

أظهرت مسودة أولية للموازنة الجزائرية لعام 2016، أن الجزائر تدرس تطبيق زيادات ضريبية وفرض رسوم على الواردات ورفع أسعار وقود الديزل والكهرباء المدعمة للمساهمة في سد عجزها بعد تقلص الإيرادات جراء هبوط أسعار النفط الخام.
وتعتمد الجزائر - العضو في منظمة أوبك وأحد أهم موردي الغاز لأوروبا - على إيرادات الطاقة في تمويل 60 في المائة من موازنتها العامة. وتشكل صادرات النفط والغاز 95 في المائة من إجمالي صادرات البلاد.
وبحسب «رويترز» في ضوء تهاوي أسعار النفط العالمية قالت الحكومة إنها تتوقع انخفاض إيراداتها من صادرات الطاقة بنسبة 50 في المائة إلى 34 مليار دولار هذا العام في حين من المتوقع أن تبلغ قيمة فاتورة وارداتها 3.‏57 مليار دولار دون تغير يذكر عن مستواها في 2014 البالغ 58 مليار دولار (الدولار يساوي 105 دينارات).
وقد تراجع احتياطي العملة الأجنبية في الجزائر نحو 20 مليار دولار خلال ستة أشهر، متأثرا بانخفاض أسعار النفط المصدر الأساسي للعملات الصعبة، بحسب البنك المركزي.
وأكد محافظ البنك محمد لكصاسي، أن احتياطي العملة الأجنبية بلغ نهاية يونيو (حزيران) الماضي نحو 159 مليار دولار مقابل أقل من 179 مليار دولار نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2014.
وقال لكصاسي خلال عرضه للتوجهات المالية ولنقدية للجزائر خلال السداسي الأول من 2015 إن هذه النتائج توضح «تقلصًا كبيرًا» لاحتياطات العملة للدولة ما بين نهاية يونيو 2014 إلى نهاية يونيو 2015».
وأرجع المسؤول سبب التراجع إلى «تأثير الصدمة الخارجية على ميزان المدفوعات الخارجية منذ الفصل الأخير من 2014».
وفي المقابل، لفت المحافظ إلى أن مستوى احتياطي العملة الأجنبية «يبقى ملائما لمواجهة الصدمة مع مديونية خارجية ضعيفة كان حجمها 3.353 مليار دولار نهاية يونيو 2015».
وتمكنت الجزائر من تسديد كامل ديونها الخارجية خلال العشر سنوات الماضية بفضل الارتفاع الكبير لأسعار النفط التي وفرت للبلاد ما يقارب 700 مليار دولار خلال عقد من الزمن.
وعدلت الحكومة ميزانية الدولة لسنة 2015 بتوقع انخفاض عائدات تصدير النفط والغاز إلى النصف.
وتتوقع الميزانية أن تحقق عائدات المحروقات، أهم مورد للبلاد، 34 مليار دولار مقابل 68 مليار دولار في 2014، أي بانخفاض نسبته 50 في المائة.
وأكد البنك المركزي الجزائري أن حجم صادرات الطاقة الجزائرية في النصف الأول من عام 2015 انخفض 59.‏4 في المائة مقارنة معه قبل عام، وأن الإيرادات انخفضت 1.‏43 في المائة.
وأضاف في تقرير أن صندوق ضبط الموارد التابع للدولة والذي يستخدم للاحتفاظ بفائض إيرادات النفط من أجل تغطية أي عجز شهد انخفاضًا قدره 3.‏33 في المائة في موارده على مدى الشهور الاثني عشر الماضية.
وتعتمد الجزائر على الطاقة في تدبير 60 في المائة من احتياجات الميزانية كما تشكل صادرات النفط والغاز 95 في المائة من إجمالي الصادرات.
وقال التقرير إن إيرادات صادرات الطاقة بلغت 10.‏18 مليار دولار في الشهور الستة الأولى من عام 2015 انخفاضًا من 97.‏31 مليار دولار في الفترة المقابلة من 2014. ولم يذكر تفاصيل بشأن حجم الصادرات.
وسجلت الجزائر عجزًا تجاريًا قدره 041.‏8 مليار دولار في الشهور السبعة الأولى من 2015 مقارنة مع فائض بلغ 9.‏3 مليار دولار قبل عام فيما يرجع إلى الانخفاض الحاد في إيرادات الطاقة بعد هبوط أسعار النفط العالمية.
وقالت الحكومة إنها تتوقع انخفاض إيرادات صادرات الطاقة 50 في المائة إلى 34 مليار دولار هذا العام وهو أقل بكثير من فاتورة الواردات التي تقدر بنحو 3.‏57 مليار دولار.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.