تونسية تعترف بانضمام ابنتيها إلى تنظيم داعش.. وتطالب السلطات بحماية بقية أطفالها

قيادات أمنية تدعو إلى سحب الجنسية عن المحاربين مع التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق

تونسية تعترف بانضمام ابنتيها إلى تنظيم داعش.. وتطالب السلطات بحماية بقية أطفالها
TT

تونسية تعترف بانضمام ابنتيها إلى تنظيم داعش.. وتطالب السلطات بحماية بقية أطفالها

تونسية تعترف بانضمام ابنتيها إلى تنظيم داعش.. وتطالب السلطات بحماية بقية أطفالها

فندت التونسية ألفة الحمروني، والدة الشقيقتين اللتين أعلن عن انضمامهما إلى تنظيم داعش، واللتين تلاحقهما أجهزة الأمن التونسي، معلومات وزارة الداخلية حول وجودهما داخل التراب التونسي، وقالت إن ابنتيها غفران ورحمة الحمروني توجدان حاليا في مخيم تدريبي بمدينة سرت الليبية وليس داخل تونس، حسبما تم الإعلان عنه في وسائل الإعلام المحلية.
وأضافت ألفة أن ابنتها غفران حامل، وستضع مولودها قريبا، وأن زوجها هو عبد المنعم عمامي، الذي نشرت وزارة الداخلية اسمه ضمن قائمة المطلوبين للعدالة، مؤكدة وجوده حاليا في سوريا، في حين أن التونسية فاتن عبس التي نشرت صورتها هي الأخرى ضمن القائمة موجودة في ليبيا.
وكانت وزارة الداخلية قد نشرت في العاشر من الشهر الحالي صور 16 إرهابيا مطلوبين للأجهزة الأمنية، من بينهم أربع فتيات، ودعت المواطنين إلى الإبلاغ عن مكان وجودهم، ووعدت بالإبقاء على سرية أسماء المبلغين عن العناصر الإرهابية. كما نشرت صور غفران وشقيقتها رحمة الحمروني اللتين تقطنان بمنطقة سوسة (وسط شرق).
وأكدت ألفة أمس في تصريح إعلامي تلقي ابنتيها لتدريبات خاصة، موضحة أن رحمة بصدد التحضير لعملية إرهابية تستهدف قوات الأمن. كما نفت تسلمها أموالا من التنظيمات المتطرفة جراء التحاق ابنتيها بالمجموعات المتشددة، وقالت إنهما تمكنت من الهرب إلى ليبيا بطريقة غير شرعية، رغم أن جوازَي سفريهما محتجزان لدى السلطات الأمنية.
واتهمت ألفة بعض الأئمة بالقيام بعملية غسل دماغ لابنتيها عندما كانت أعمارهما لا تزيد عن 14 سنة، وقالت إن إحدى المتطرفات ممن نشرت صورتهن ضمن المطلوبين للعدالة تمكنت من التأثير في ابنتيها، وأقنعتهما بالسفر إلى ليبيا المجاورة.
وبخصوص التغيير الكبير الذي طرأ على حياة ابنتيها، قالت ألفة إنها فوجئت بعد عودتها من ليبيا التي كانت تعمل فيها سنة 2012، بوجود طفلتيها في خيمة دعوية، مرخص لها من قبل السلطات، وإنهما أصبحتا تترددان بكثرة على المساجد، وارتدتا اللباس الشرعي، لتنقلب حياتهما رأسا على عقب، بعد أن أصبحتا من طلاب «الشهادة»، على حد تعبيرها.
وشددت والدة البنتين المتهمتين بالإرهاب على أنها فقدت ابنتها غفران يوم 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، لكن أختها رحمة أخبرتها بسفرها إلى سوريا، وعلى إثر ذلك قامت بإخبار قوات الأمن باختفائها، وطالبت بإنقاذها من براثن المجموعات التكفيرية، وقد أوقفها رجال الأمن لمدة ستة أيام قبل أن يفرج عنها، بينما تعرضت ابنتها الأخرى لمراقبة الأمن في أكثر من مناسبة بسبب توزيع مناشير تحرض على الإرهاب، ورفعها لافتة كتب عليها «اللهم ارزقني الشهادة»، لكن القضاء أطلق سراحها لعدم كفاية الأدلة، رغم اعترافها الصريح بالانتماء إلى تنظيم داعش، ومبايعتها للبغدادي وقراءتها البيعة كاملة.
وبخصوص التغير الذي طرأ على حياة ابنتها الثانية، قالت ألفة إنها كانت ضحية أختها الكبرى التي لا تكبرها سوى بسنة واحدة، بعد أن أثرت على طريقة تفكيرها حتى باتت هي الأخرى تحلم بـ«الشهادة»، وتجاهر بإمكانية استهداف قوات الأمن داخل تونس، في حال إقدامها على تنفيذ أعمال إرهابية، ولذلك طالبت الوالدة ألفة سلطات الأمن بحماية بقية أبنائها من تأثير التنظيمات المتطرفة، وقالت إن لديها ولدا وبنتين، وتخشى عليهما من إمكانية الانزلاق في متاهات التنظيمات المتشددة، على حد تعبيرها.
على صعيد متصل، دعت قيادات أمنية إلى سحب الجنسية التونسية عن كل المتطرفين المشاركين في قتل الأبرياء وذبحهم في سوريا والعراق، وطالبت باعتقالهم فور عودتهم إلى تونس. وفي هذا الصدد قالت فاطمة الورتاني، القيادية في نقابة موظفي إقليم أمن تونس، إن تمسك بعض السياسيين بقرار عودة المجموعات المتشددة إلى بلدهم سيكون بمثابة كارثة حقيقية على أمن البلاد، مشيرة إلى ضعف تقدير الخطر الذي تشكله هذه العناصر على سلامة المواطنين.
ويقدر عدد المتطرفين التونسيين الموجودين في سوريا ما بين 7 إلى 8 آلاف عنصر، وينتظر عودتهم إلى تونس في حال التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.