جراح أعصاب وملياردير عقارات يتصدران الجمهوريين في السباق إلى البيت الأبيض

شعبية كلينتون تهبط إلى أقل من 50 % لأول مرة

جراح أعصاب وملياردير عقارات يتصدران الجمهوريين في السباق إلى البيت الأبيض
TT

جراح أعصاب وملياردير عقارات يتصدران الجمهوريين في السباق إلى البيت الأبيض

جراح أعصاب وملياردير عقارات يتصدران الجمهوريين في السباق إلى البيت الأبيض

كشف استطلاع للرأي أمس أن مرشحي الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية الملياردير دونالد ترامب، وجراح الأعصاب من أصول أفريقية بنجامين كارسون، يتصدران مرشحي الحزب في السباق إلى البيت الأبيض، فيما تشير الاستطلاعات إلى تراجع شعبية المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ولأول مرة، أشار استطلاع صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن شعبية كلينتون هبطت إلى أقل من خمسين في المائة، بسبب تلاعبها بوثائق وزارة الخارجية عندما كانت وزيرة للخارجية بين عامي 2009 و2013.
وفي إجابات عن أسئلة حول رأي الأميركيين في السياسة والسياسيين، أشار سبعون في المائة من الأميركيين إلى أنهم لا يثقون في السياسيين، وقالت نسبة ستين في المائة إن «النظام السياسي الأميركي غير فعال»، واتفقت على هذه الآراء نسبة كبيرة من الجمهوريين، والديمقراطيين، والمستقلين.
وقالت نسبة ستين في المائة من الجمهوريين إنهم يريدون رئيس جمهورية من خارج حلقة السياسيين في واشنطن، ولهذا السبب أيدت نسبة كبيرة من الجمهوريين ترامب وكارسون.
وجاء ذلك على حساب سياسيين محترفين وقدامى مثل الحاكم السابق لولاية فلوريدا جيب بوش، وسناتور ولاية ساوث كارولينا ليندسي غراهام.
وأعلن مكتب الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان، في سيمي فالي بولاية كاليفورنيا، اكتمال استعداداته لعقد مناظرة جديدة بين المرشحين الجمهوريين، وأكد المكتب أن 11 مرشحا سيشاركون في المناظرة، وستنقلها قناة «سي إن إن» غدا.
وأشار استطلاع «واشنطن بوست» إلى أن ترامب على رأس قائمة الجمهوريين، وجاء معظم التأييد من الجمهوريين المسجلين، ومن المستقلين الذين يميلون نحو الجمهوريين.
وبهذا، قفز ترامب تسع نقاط مئوية منذ منتصف يوليو (تموز) الماضي، وقفز 29 نقطة مئوية منذ خمسة أشهر. وحاز على نسب كبيرة من تأييد معظم مجموعات الناخبين الجمهوريين، خاصة الذين ليست لديهم شهادات جامعية، ومن أصحاب الدخول المحدودة.
أما بالنسبة لجراح الأعصاب الجمهوري كارسون، فقد جاء في المرتبة الثانية، بعد ترامب، وحصل على تأييد 20 في المائة، وهي نسبة أعلى مما حصل عليه قبل شهرين، بزيادة 14 نقطة مئوية.
ومن المفارقات أن هذا المرشح من أصول أفريقية يحظى بتأييد نسبة كبيرة من الجمهوريين المحافظين، رغم أنه ينتمي إلى الجناح المعتدل في الحزب الجمهوري.
وحاكم فلوريدا السابق جيب بوش، الذي بدا في العام الماضي كأنه سيكون مرشح الحزب النهائي، لم يحصل سوى على نسبة 8 في المائة، وهو أدنى مستوى له منذ بداية السباق. وجاء بعده السيناتور تيد كروز من ولاية تكساس، والسناتور ماركو روبيو من ولاية فلوريدا، برصيد سبعة في المائة لكل منهما. وجاء الباقون مع نسب تقل عن خمسة في المائة.
أما هيلاري كلينتون، فتظل في صدارة مرشحي الحزب الديمقراطي، لكن، هبط التأييد لها إلى نسبة 42 في المائة. وهذه أول مرة تهبط نسبة التأييد لها إلى أقل من خمسين في المائة. وجاء بعدها السناتور المستقل بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت الذي حصل على نسبة 24 في المائة، ثم نائب الرئيس بايدن، الذي حصل على نسبة عشرة في المائة، رغم أنه لم يعلن ترشيح نفسه.
هبطت شعبية كلينتون على كل المستويات والمجموعات، وانخفض التأييد لها بنسبة 21 نقطة وسط الديمقراطيين منذ يوليو الماضي.
وأشار الاستطلاع إلى أن أغلبية الأميركيين، 55 في المائة، لا يوافقون على الطريقة التي عالجت بها كلينتون حساب البريد الإلكتروني الخاص بها أثناء عملها وزيرة للخارجية. وقالت نسبة كبيرة (51 في المائة) إنها خرقت القانون الحكومي.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.