فرنسا لرجال أعمال السعودية: إضراب عمالتنا «إشاعة».. ومائة شركة تحضر للرياض

انعقاد منتدى الأعمال السعودي ـ الفرنسي الشهر المقبل

فرنسا لرجال أعمال السعودية: إضراب عمالتنا «إشاعة».. ومائة شركة تحضر للرياض
TT

فرنسا لرجال أعمال السعودية: إضراب عمالتنا «إشاعة».. ومائة شركة تحضر للرياض

فرنسا لرجال أعمال السعودية: إضراب عمالتنا «إشاعة».. ومائة شركة تحضر للرياض

وجهت السفارة الفرنسية في الرياض دعوتها لرجال الأعمال السعوديين إلى ضخ مزيد من السيولة النقدية للاستثمار في بلادها، مؤكدة خلال مؤتمر صحافي عقد في الرياض أمس على عدم صحة ما يشاع حول كثرة إضراب الأيدي العاملة الفرنسية، وقالت: «إشاعة أن الأيدي العاملة الفرنسية الأعلى إضرابا بين الأيدي العاملة الأوروبية، غير صحيحة على الإطلاق».
وأوضح مسؤولون رفيعو المستوى في السفارة الفرنسية لدى السعودية، أمس، على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقد للإعلان عن إطلاق «منتدى الأعمال السعودي الفرنسي» في الرياض الشهر المقبل، أن المنتدى سيشهد مشاركة مائة شركة فرنسية، تعنى بالاستثمار في مجالات صناعة الغذاء، والأدوية، وصناعة أدوات التجميل، وصناعات الفضاء.
وفي هذا الصدد، قال براتران بزانسنو، السفير الفرنسي لدى السعودية، خلال المؤتمر الصحافي أمس، إن «العلاقات الاستراتيجية بين فرنسا والسعودية قديمة ومتجددة»، مبديا تفاؤلا كبيرا بقدرة «منتدى الأعمال السعودي الفرنسي» في نسخته الثانية، على طرح مزيد من الفرص الاستثمارية التي من الممكن أن يستفيد منها الجانبان.
من جهة أخرى، أوضح الدكتور محمد بن لادن رئيس مجلس الأعمال السعودي الفرنسي خلال المؤتمر الصحافي أمس، أن أهم توجهات السعودية في الشأن الاقتصادي ترتكز اليوم على خمسة محاور رئيسية، وقال: «المحاور الخمسة يمكن تلخيصها في تنويع مصادر الدخل، واستقطاب التقنيات الحديثة، والانتقال إلى الاقتصاد المعرفي، وإعطاء أهمية كبرى لملفي التعليم والعمل، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة».
ولفت الدكتور محمد بن لادن خلال حديثه، إلى أن مجلس الأعمال السعودية الفرنسي يعتزم إطلاق موقع إلكتروني جديد مع بدء أعمال منتدى فرص الأعمال، مضيفا: «من خلال الموقع الجديد، يمكن التعرف على فرص الاستثمار، وفرص التوظيف، ويمكن أيضا لمبتعثينا إلى الجامعات الفرنسية وضع سيرهم الذاتية كي تتم الاستفادة منها في سوق العمل».
وحول جاذبية السعودية للاستثمارات العالمية، قال الدكتور محمد بن لادن: «السعودية جاذبة بشكل كبير للمستثمر الأجنبي، فنحن لدينا معدلات فوائد قليلة ومستقرة، وأشدد هنا على (مستقرة)، فالسعودية لا تدرس بين حين وآخر إعادة النظر في حجم الضرائب المفروضة».
من جهة أخرى، شدد روميان كريفال، المستشار الاقتصادي الفرنسي، خلال المؤتمر الصحافي، أمس، على عدم صحة ما يشاع حول كثرة إضراب الأيدي العاملة الفرنسية، وقال: «إشاعة أن الأيدي العاملة الفرنسية الأعلى إضرابا بين الأيدي العاملة الأوروبية، غير صحيحة على الإطلاق، فالأرقام تثبت أن الأيدي العاملة الفرنسية منتجة للغاية».
وكشف كريفال خلال حديثه، عن أن المنتدى المزمع عقده في الرياض الشهر المقبل، سيشهد مشاركة مائة شركة فرنسية، تعنى بالاستثمار في مجالات صناعة الغذاء، والأدوية، وصناعة أدوات التجميل، وصناعات الفضاء، وسط حضور رفيع المستوى من قبل الجانب الفرنسي.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تعد فيه فرنسا شريكا اقتصاديا رئيسيا للسعودية؛ إذ احتلت خلال عام 2014 المرتبة التاسعة بين أكبر عشر دول مصدرة للسعودية، كما احتلت المرتبة الـ15 بين الدول التي تصدر لها السعودية، فيما تضاعف حجم التبادلات التجارية بين البلدين ليصل إلى أكثر من عشرة مليارات يورو في عام 2014، بزيادة 7 في المائة، مقارنة بعام 2013.
وتعمل في السعودية نحو 82 شركة فرنسية توظف 30 ألف شخص مع نسبة توطين تصل إلى 36 في المائة، فيما استثمرت هذه الشركات أكثر من 15 مليار دولار في السعودية، وبذلك تحتل فرنسا المرتبة الثالثة بين كبار المستثمرين الأجانب في السعودية، في حين بلغت قيمة الاستثمار السعودي في فرنسا نحو 829 مليون يورو.
ويعادل الاستثمار المباشر السعودي في فرنسا ما نسبته 3 في المائة من قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر السعودي في العالم، وما نسبته 30 في المائة من الاستثمار الأجنبي المباشر لدول مجلس التعاون في فرنسا.
وفي أبريل (نيسان) 2013 منحت الهيئة العامة للاستثمار تراخيص جديدة لعدد من الشركات الفرنسية لتأسيس مشروعات استثمارية داخل السعودية في قطاعات ومجالات مختلفة، فيما تشير آخر الإحصاءات عن حجم التبادل التجاري بين السعودية وفرنسا خلال عام 2014 إلى بلوغه حاجز 7 مليارات يورو، فيما بلغ حجم الصادرات السعودية إلى فرنسا نحو 3 مليارات يورو.
وشكلت زيوت النفط الخام ومنتجاتها، وميثانول (كحول الميثيل) الهيدروكربونات، وأثيرات أحادية الألكيل مع الإيثيلين، أهم السلع السعودية المصدرة إلى فرنسا العام الماضي، فيما كانت أهم السلع المستوردة من فرنسا تتركز في: مواسير وأنابيب الحفر للتنقيب عن البترول، والدجاج المجمد، والعطور السائلة أو الجامدة (بارفيوم)، والأدوية التي تحتوي على بنسلين، والشعير، وأغذية الأطفال التي أساسها الألبان.
وشكل منتدى فرص الأعمال السعودي الفرنسي الأول، الذي أقيم بباريس في أبريل 2013، أكبر تجمع اقتصادي سعودي فرنسي يهتم بالشؤون الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين البلدين، كما شكل لبنة أساسية لصرح العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين الصديقين.



الاقتصاد الألماني يخشى «ضربة محتملة» من ترمب

ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
TT

الاقتصاد الألماني يخشى «ضربة محتملة» من ترمب

ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)

قال رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناغل، يوم الجمعة، إن اقتصاد ألمانيا سينكمش للعام الثاني على التوالي هذا العام، وسيكون تعافيه باهتاً، وربما يتفاقم بسبب حرب تجارية مع الولايات المتحدة.

وتعاني ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، منذ سنوات، منذ أن فقد قطاعها الصناعي القوي القدرة على الوصول إلى الطاقة الروسية الرخيصة، وأيضاً مع تضاؤل ​​شهية الصين للصادرات الألمانية.

ومن المتوقع الآن أن يشهد الاقتصاد الألماني ركوداً خلال أشهر الشتاء ثم يتعافى بأبطأ وتيرة ممكنة؛ حيث سيكون الارتفاع المتوقع في الاستهلاك الخاص أقل ما كان مرتقباً، وقد يضعف سوق العمل أكثر وتتعافى استثمارات الأعمال ببطء.

وقال ناغل: «الاقتصاد الألماني لا يكافح فقط الرياح الاقتصادية المعاكسة المستمرة، ولكن أيضاً المشاكل البنيوية. كما تستجيب سوق العمل الآن بشكل ملحوظ للضعف المطول للنشاط الاقتصادي».

ويتوقع البنك المركزي الألماني الآن انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.2 في المائة هذا العام، بعد أن توقع في يونيو (حزيران) توسعاً بنسبة 0.3 في المائة، بينما تم خفض توقعات النمو لعام 2025 إلى 0.2 في المائة من 1.1 في المائة سابقاً.

ولكن حتى هذه الأرقام قد تكون مفرطة في التفاؤل، كما حذر البنك، نظراً للتهديدات الناجمة عن الحمائية المتزايدة والصراعات الجيوسياسية وتأثير التغيير الهيكلي على الاقتصاد الألماني.

وأضاف البنك المركزي الألماني أن محاكاة الرسوم الجمركية المتزايدة المتوقعة من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، تظهر أن الولايات المتحدة ستعاني من أكبر ضربة للنمو، ولكن ألمانيا ستخسر أيضاً ما بين 1.3 و1.4 في المائة من الناتج حتى عام 2027، وقد يرتفع التضخم أيضاً بسبب هذه التدابير.

وقال البنك المركزي الألماني إن التضخم سيرتفع بنسبة 0.1 إلى 0.2 في المائة سنوياً حتى عام 2027 بسبب سياسة الحماية التي ينتهجها ترمب، لكن نموذج المعهد الوطني للاقتصاد القياسي العالمي توقع انخفاضاً بنسبة 1.5 في المائة العام المقبل، و0.6 في المائة في عام 2026. وقال البنك المركزي الألماني: «المخاطر التي تهدد النمو الاقتصادي حالياً تميل إلى الجانب السلبي، والمخاطر التي تهدد التضخم تميل إلى الجانب الإيجابي»، مضيفاً أن الانتخابات الفيدرالية الألمانية في الأشهر المقبلة قد تغير التوقعات المالية.

وهذا الضعف المستمر هو أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس، والتلميح إلى المزيد من التيسير في المستقبل، مع تراجع مخاوف التضخم إلى حد كبير وتحول التركيز نحو النمو.

لكن البنك المركزي الألماني ليس مستعداً بعد لإعلان الفوز في معركة التضخم؛ حيث قال يوم الجمعة إن تضخم أسعار المواد الغذائية قد يقفز، وإن تضخم الخدمات سيظل مرتفعاً، مما يبقي الزيادات في الأسعار أعلى من متوسط ​​منطقة اليورو.

وفي غضون ذلك، أظهرت البيانات يوم الجمعة تراجع الصادرات الألمانية على نحو ملحوظ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في فيسبادن أن الصادرات انكمشت في أكتوبر بنسبة 2.8 في المائة مقارنة بسبتمبر (أيلول) السابق عليه، إلى 124.6 مليار يورو. كما انخفضت الصادرات بنفس النسبة على أساس سنوي.

وانخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة، أكبر سوق للصادرات الألمانية، بنسبة 14 في المائة على أساس شهري لتصل إلى 12.2 مليار يورو. وفي الوقت نفسه، انخفضت الصادرات الألمانية إلى الصين بنسبة 3.8 في المائة. وفي التجارة مع دول الاتحاد الأوروبي، انخفضت الصادرات الألمانية بنسبة 0.7 في المائة.

وكتب كبير الاقتصاديين في مصرف «في بي»، توماس جيتسل، أن بداية الربع الأخير من عام 2024 لا تبشر بالخير مع الانخفاض الذي سجلته الصادرات في أكتوبر الماضي، وأضاف: «حتى لو كان الانخفاض الكبير في الصادرات إلى الولايات المتحدة يتعلق على الأرجح بالطلبيات الكبيرة، فإن التراجع يعطي لمحة عما يمكن أن يحدث في حالة حدوث نزاعات جمركية كبيرة مع الولايات المتحدة».

وتسببت المنافسة المتزايدة في الأسواق العالمية من الصين، على سبيل المثال، فضلاً عن مشكلات هيكلية في الصناعة الألمانية، مثل ارتفاع تكاليف الطاقة والأعباء البيروقراطية الكثيرة، في إنهاك ألمانيا بوصفها دولة تصديرية لفترة طويلة. وكانت الصادرات قد انخفضت بالفعل في سبتمبر الماضي.

وانخفضت الواردات إلى ألمانيا بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر مقارنة بسبتمبر إلى 111.2 مليار يورو. وبالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، كانت هناك زيادة بنسبة 1.7 في المائة. وكان الميزان التجاري إيجابياً عند 13.4 مليار يورو.