توافق بين الشعب الألماني وحكومته بشأن اللجوء

40 ألف لاجئ جديد في عطلة نهاية الأسبوع.. والداخلية الألمانية تنفي وجود عناصر من «داعش» بين اللاجئين

لاجئة جالسة في النقطة الأولى لاستقبال اللاجئين في إيزنبورغ بألمانيا أمس (أ.ب)
لاجئة جالسة في النقطة الأولى لاستقبال اللاجئين في إيزنبورغ بألمانيا أمس (أ.ب)
TT

توافق بين الشعب الألماني وحكومته بشأن اللجوء

لاجئة جالسة في النقطة الأولى لاستقبال اللاجئين في إيزنبورغ بألمانيا أمس (أ.ب)
لاجئة جالسة في النقطة الأولى لاستقبال اللاجئين في إيزنبورغ بألمانيا أمس (أ.ب)

كشفت نتائج استطلاع للرأي أجري في ألمانيا عن موافقة غالبية واضحة من المواطنين على سياسة الحكومة الخاصة
بالتعامل مع اللاجئين. وأعلنت القناة الثانية بالتلفزيون الألماني (زد دي إف)، أمس، أن الاستطلاع الذي أجراه برنامجها الشهري «بوليتباروميتر» أظهر أن 66 في المائة من الألمان يعتبرون قرار الحكومة باستقبال عشرات الآلاف من اللاجئين القادمين من المجر قرارا صحيحا مقابل معارضة 29 في المائة.
وأعرب 85 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بأن هذا القرار سيترتب عليه توجه المزيد من اللاجئين صوب ألمانيا فيما عارض 12 في المائة هذا الرأي.
وأعرب 62 في المائة من المستطلع آراؤهم (60 في المائة الشهر الماضي) عن قناعتهم بأن ألمانيا لديها القدرة على التغلب على مشكلة كثرة اللاجئين الوافدين إلى البلاد، مقابل 35 في المائة (37 في المائة الشهر الماضي) رأوا غير ذلك.
وقال متطوع أمام مدخل مركز استقبال للاجئين في برلين حيث يعمل منذ يومين «يرى الآخرون الألمان على أنهم باردون وعقلانيون. لكنهم في الحقيقة حساسون جدا، لا يتحملون رؤية أشخاص يتعذبون بهذا الشكل».
استقبلت ألمانيا 450 ألف لاجئ منذ بداية 2015 وتتوقع ارتفاع عددهم إلى رقم قياسي يبلغ 800 ألف حتى نهاية العام.
من جانبها أمرت أورزولا فون دير لاين وزيرة الدفاع الألمانية، بوضع آلاف من الجنود في حالة تأهب دائم لتقديم المساعدة للاجئين.
وتعليقا على تقرير لمجلة «دير شبيغل» في هذا الشأن، قالت متحدثة باسم الوزارة أمس، إن توجيها بذلك صدر أمس الخميس إلى القوات. وبموجب هذا التوجيه، أصبح ما يصل إلى أربعة آلاف جندي في حالة استعداد دائم لتقديم المساعدة للاجئين.
يشار إلى أن مطلع الأسبوع الماضي شهد الاستعانة بجنود ألمان في جميع أنحاء البلاد في عمليات إسكان آلاف اللاجئين الوافدين حديثا إلى البلاد.
وسيحصل الجنود على تعويض عن أوقات التأهب.
وتنتظر ألمانيا دخول 40 ألف لاجئ جديد في عطلة نهاية الأسبوع، حسب ما أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس في براغ.
وأشار شتاينماير إلى «أرقام جديدة كبيرة» مذكرا بأن ألمانيا تنتظر 800 ألف مهاجر هذه السنة وأفاد أنه دعا نظراءه المجري والبولندي والسلوفاكي والتشيكي إلى «الاتفاق على توزيع عادل للذين ما زالوا في طريقهم» إلى أوروبا، في حين رفض محاوروه مرة جديدة فرض نسب إلزامية على الدول الأوروبية.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس بأن هناك حاجة لآلية عادلة لإعادة توزيع المهاجرين في أوروبا، مضيفا أنه لا يمكن لدولة بمفردها مواجهة أزمة المهاجرين.
في غضون ذلك، نفت وزارة الداخلية الألمانية صحة تقارير نسبت إلى سلطات الأمن الألمانية بشأن تحديدها لهوية 29 مقاتلا لداعش في سوريا بين اللاجئين.
وقال متحدث باسم الداخلية الألمانية لوكالة الأنباء الألمانية أمس «يتكرر ظهور إشارات على إمكانية وجود مقاتلين لداعش بين اللاجئين، غير أن أيا من هذه الشواهد لم يتأكد على نحو محدد بعد».
وكانت صحيفة «باساور نويه برسه» الألمانية أوردت في عددها السابق تقريرا لها في هذا الصدد، استنادا إلى سلطات أمنية.
وذكرت الصحيفة استنادا إلى نفس المصدر أن إشارات ترد يوميا من مؤسسات الاستقبال الأولي للاجئين تفيد بوجود مقاتلين مزعومين لداعش.
وفي نيقوسيا، أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، أمس، أنه سيدعو قادة دول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين لاجتماع حول أزمة اللاجئين إذا لم يتم التوصل إلى حل الخلافات خلال اجتماع وزاري استثنائي في بروكسل الاثنين.
والتقى وزير الخارجية الألماني شتاينماير مدعوما من وزير خارجية لوكسمبورغ الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي ظهرا نظراءهما من دول مجموعة فيزغراد (بولندا، جمهورية تشيكيا، سلوفاكيا والمجر).
فهذه الدول التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في 2004 بدعم بارز من برلين تتحدى اليوم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تسعى إلى فرض سياسة «ملزمة» لتوزيع حصص استقبال اللاجئين باسم القيم المؤسسة للمشروع الأوروبي.
وبعد تردد انضمت فرنسا إلى هذا الموقف فيما تسعى المفوضية الأوروبية إلى توزيع 160 ألف لاجئ في دول الاتحاد الأوروبي اعتبارا من الأسبوع المقبل، الأمر الذي اعتبرته المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة غير كاف نظرا إلى أن «الحاجات أكبر بكثير» بحسب تقديراتها.
وأعلن شتاينماير للصحافيين بعد رفض محاوريه القبول بنسب إلزامية الجمعة أن أزمة الهجرة «قد تكون أكبر تحد في تاريخ الاتحاد الأوروبي» داعيا إلى الوحدة الأوروبية لمواجهتها.
وتابع: «إننا متحدون في وصفنا للوضع.. ينبغي أن نكون متحدين في القول: إن مثل هذا التحدي لا يمكن لدولة وحدها أن تواجهه. إننا بحاجة إلى تضامن أوروبي». حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ولكن رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو عبر عن رغبة في عدم الانصياع بقوله «عندما تقول ألمانيا وفرنسا شيئا، ليس علينا أن نركع ونردد أقوالهما».
وصرح شتاينماير في الأسبوع الفائت أنه «لا يحق لأوروبا الانقسام في مواجهة تحد كهذا (...) تبادل الاتهامات لن يساهم في حل المشكلة».
وتقف المجر في الصف الأول، حيث يعبرها آلاف المهاجرين الوافدين من مناطق البلقان للوصول إلى ألمانيا. وهي تسعى إلى وقف توافدهم اعتبارا من 15 سبتمبر (أيلول) من خلال سياج مزدوج من الأسلاك الشائكة على حدودها مع صربيا.
وفي فيديو نشر مساء أول من أمس، وصور سرا في أكبر مخيم للمهاجرين في المجر على الحدود الصربية تبدو صور عملية توزيع الطعام على المهاجرين التي جرت في ظروف «غير إنسانية»، بحسب متطوعة نمساوية زارت مخيم روسكي الأربعاء الماضي وصورت التسجيل سرا.
ويبدو في الصور نحو 150 مهاجرا خلف سياج داخل قاعة كبرى يتدافعون لالتقاط أكياس من السندوتشات يلقيها إليهم شرطيون مجريون يضعون أقنعة صحية. وأعلنت الشرطة قبيل الظهر أنها فتحت تحقيقا «لتحديد الوقائع».
من جانبها، أعلنت المسؤولة في المفوضية العليا للاجئين الكساندرا كراوس أن نحو 7600 مهاجر دخلوا مقدونيا بين مساء الخميس وصباح أمس «أغلبهم سوريون» فيما ينتظر وصول مزيد منهم على متن حافلات «بحسب معلومات من زملائنا اليونانيين»، على ما نقلت وكالة الأنباء المقدونية الرسمية.
كما يتوافد المهاجرون إلى مداخل النمسا حيث عبر 8000 شخص أول من أمس معبر نيكلسدورف الحدودي. وعلقت فيينا إلى أجل غير مسمى حركة نقل القطارات مع المجر بسبب «الاكتظاظ الهائل».
من جانبها، أعلنت شركة السكك الحديدية الألمانية (دويتشه بان)، أمس، أن نحو 50 ألف لاجئ وصلوا إلى ألمانيا منذ يوم الجمعة الماضي على متن أكثر من 500 قطار. وتابعت (دويتشه بان) أن هذه الطريقة أوصلت الوافدين في أمان إلى مراكز الاستقبال المختلفة، ولفتت إلى أنها استخدمت حتى الآن نحو 30 قطارا استثنائيا للمشاركة في نقل اللاجئين.
وذكرت الشركة أن ميونيخ ودوسلدورف ودورتموند وبرلين، كانت في طليعة المدن التي استقبلت القطارات المحملة باللاجئين.
كما أفادت السلطات الألمانية بإسكان أكثر من 1000 لاجئ بصورة مؤقتة في معرض مدينة إرفورت عاصمة ولاية تورينجن شرقي ألمانيا. وقال بودو راميلوف رئيس حكومة ولاية تورينجن في إشارة إلى توافر الكثير من المعاونين المتطوعين والتبرعات الكثيرة إن «ما تم بذله هنا لا يمكن تعويضه بالمال».
واطلع راميلوف ووزير الهجرة في الولاية ديتر لاوينجر اليوم على وضع اللاجئين على الطبيعة داخل المعرض.
لكن الدعم الألماني الشعبي والحكومي في مسألة استقبال اللاجئين لم يكن مطلقا، حيث شهد رفضا من بعض وكشف إريش بيبا رئيس إحدى البلديات الألمانية عن تلقيه تهديدات بالقتل من يمينيين متطرفين بسبب دوره في دعم اللاجئين. وخلال مؤتمر صحافي، قال بيبا المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي رئيس إدارة دائرة ماين كينتسج بولاية هيسن أمس الجمعة إن هذه التهديدات مصدرها ما يعرف بـ«مبادرة كينتسجتال لحماية الوطن».
وورد في أحد الخطابات التي حصلت وكالة الأنباء الألمانية على نسخة منها، تهديد بيبا بأن من الممكن أن يقدم أحد الأشخاص على قتله، بل إن أحد هذه الخطابات حدد غدا الأحد (الثالث عشر سبتمبر الجاري) موعدا لذلك.
يذكر أن هذا اليوم ستشارك إدارة البلدية في الاحتفالية الترفيهية والرياضية «كينتسج توتال» التي تقام سنويا حيث يتم إغلاق الشوارع فيها أمام حركة النقل العادية والسماح فقط بالتنزه باستخدام الدراجات، وأعلن بيبا اعتزامه المشاركة في الاحتفالية رغم التهديدات.
ووفقا لإدارة دائرة ماين كينتسج، فإن هذه التهديدات لها صلة بإقامة مؤسسة استقبال أولي للاجئين في مدينة شلوشترن، وكان تقرير صحافي نقل عن بيبا قوله في هذه المؤسسة «القارب لم يمتلئ بعد» مبديا استعداده لاستقبال المزيد من اللاجئين.



روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)
رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)
TT

روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)
رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)

قالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، إن قواتها وجّهت ضربات مكثفة لوحدات أوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا؛ وأفاد الجيش الأوكراني بتصعيد القتال خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وسيطرت أوكرانيا على جزء من منطقة كورسك أوائل أغسطس (آب)، واحتفظت بمواقعها هناك منذ 5 أشهر، قبل أن تشن هجوماً جديداً على المنطقة، يوم الأحد، لكنها لم تُقدِّم تفاصيل عن العملية، أو تحدد أهدافها.

صورة مأخوذة من مقطع فيديو وزعته دائرة الصحافة التابعة لوزارة الدفاع الروسية 4 يناير 2025 يشارك عسكريون روس في تدريب قتالي في مكان غير معلوم (أ.ب)

وأعلنت هيئة الأركان العامة في الجيش الأوكراني، الثلاثاء، عن وقوع 94 اشتباكاً في منطقة كورسك، الاثنين، مقارنةً مع 47 يوم الأحد.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن قواتها ألحقت الهزيمة بألوية أوكرانية في 6 مواقع، ونفّذت ضربات على قوات ومعدات أوكرانية في 7 مواقع أخرى، تضمّنت موقعاً على الجانب الأوكراني من الحدود.

جنود أوكرانيون يوجِّهون مدفع «هاوتزر» باتجاه القوات الروسية وسط هجوم روسي على كييف في منطقة خاركيف 3 يناير 2025 (رويترز)

من جهته، قال الجيش الأوكراني، الثلاثاء، إن قواته بدأت عمليات هجومية جديدة في منطقة كورسك غرب روسيا. وقالت هيئة الأركان العامة أيضاً على تطبيق «تلغرام» إن القوات الأوكرانية ضربت مركز قيادة روسيا في المنطقة، الثلاثاء.

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية على «تلغرام» إن الضربة ضد المقر القيادي قرب بيلايا بمنطقة كورسك «جرت بالتنسيق مع القوات البرية الأوكرانية التي تُنفّذ عمليات قتالية على أراضي روسيا الاتحادية».

ومساء الاثنين، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي إلى «أهمية» تثبيت الجيش الروسي في منطقة كورسك، لمنعه من نشر كل قواته على الجبهتين الشرقية والجنوبية.

وأكد: «نحن نحافظ على منطقة عازلة في الأراضي الروسية، وندمّر بشكل فعال الإمكانات العسكرية الروسية». كما تحدث مدونون عسكريون روس، مقربون من الجيش، عن الهجوم الأوكراني الجديد منذ الأحد.

صورة ملتقطة في 2 يناير 2025 تظهر جنوداً أوكرانيين يغادرون ملجأً على خط المواجهة بالقرب من بلدة تشاسيف يار بمنطقة دونيتسك (أ.ب)

ولم يُحدد الجيش الأوكراني الثلاثاء في بيانه ما إذا استعمل صواريخ «أتاكمس» الأميركية أو «ستورم شادو» البريطانية في «ضربته عالية الدقة» ضد مركز قيادة روسي قرب بيلايا.

وتعد روسيا الهجمات الأوكرانية على أراضيها بالصواريخ الغربية تجاوزاً للخط الأحمر، وتتوعد في كل مرة «بالرد»، وخصوصاً ضرب كييف.