لافروف يطالب بالتخلي عن مطلب رحيل الأسد.. ويحذر من تكرار «السيناريو الليبي»

أكد تصميم موسكو على مواصلة دعم نظام دمشق

لافروف يطالب بالتخلي عن مطلب رحيل الأسد.. ويحذر من تكرار «السيناريو الليبي»
TT

لافروف يطالب بالتخلي عن مطلب رحيل الأسد.. ويحذر من تكرار «السيناريو الليبي»

لافروف يطالب بالتخلي عن مطلب رحيل الأسد.. ويحذر من تكرار «السيناريو الليبي»

كرّر سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية، تأكيد تصميم موسكو على مواصلة دعم نظام بشار الأسد في سوريا ومواصلة إمداد قواته المسلحة «بكل ما يلزمها من تقنيات عسكرية وأسلحة لدعم قدراتها الدفاعية من أجل مكافحة الإرهاب». وشدد لافروف على أن موسكو تعتبر الأسد «القوة الأكثر فعالية في مواجهة تنظيم داعش».
كلام وزير الخارجية الروسي جاء خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع نظيره المنغولي لوندينغيين بوريفسورين، أمس، في العاصمة موسكو، وكانت أبرز محطاته دعوته «لضرورة تحديد الأولويات والتخلي عن مطالب تغيير النظام في سوريا ورحيل (الرئيس) الأسد»، وتشديده على ضرورة التنسيق مع حكومة النظام. مع هذا، ادعى لافروف أن روسيا «لا تدعم النظام السوري، بل تدعم الجهود التي تبذلها دمشق من أجل مكافحة الإرهاب». وقال إن العسكريين الروس الموجودين في سوريا يعملون على تدريب العسكريين السوريين وإتقان التعامل مع ما تصلهم من أسلحة وتقنيات روسية.
وحول ما يقال عن مناورات بحرية روسية عند سواحل سوريا، قال لافروف: «إنه لا يملك معلومات عن جدول تدريبات الأسطول الروسي في البحر الأبيض المتوسط، لكن كل تلك التدريبات تجري بمراعاة تامة للقانون الدولي»، وتابع: «أن الجميع يعرفون جيدًا أن الأسطول البحري الحربي الروسي يجري مناورات في هذا البحر بصورة دورية. وتجري هذه المناورات بمراعاة تامة لأحكام القانون الدولي والقواعد المتفق عليها بشأن مثل هذه الفعاليات».
ومن ناحية ثانية، حذر لافروف: «من مغبة تكرار ما حصل في ليبيا والعراق من أحداث»، معيدًا إلى الأذهان «ما سبق وجرى من محاولات من جانب بعض الأنظمة في المنطقة، أسفرت عن تصاعد غير مسبوق للخطر الإرهابي وأتاحت لـ(داعش) بالتحول إلى ما يشهده العالم اليوم من تنام لهيكل الشر الذي يمثله تنظيم داعش»، على حد تعبيره.
ثم في معرض تعليقه على ما وجهه الجنرال جون آلن، منسق التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، من انتقادات إلى روسيا بشأن المساعدات الروسية لدمشق، رد لافروف بأن موسكو تدعم «نضال» النظام السوري ضد «داعش» الذي قال عنه إنه «تنظيم لا يمثل الإسلام بأي شكل من الأشكال، وعلينا أن نمنعه من التحول إلى دولة». وفي حين طالب بضرورة التعاون مع نظام الأسد، قال الوزير الروسي: «إنه من المستحيل إلحاق الهزيمة بـ(داعش) عن طريق الضربات الجوية وحدها، بل يجب أيضًا إقامة تعاون مع القوات البرية التي تواجه الإرهابيين على الأرض، أما القوة الأكثر فعالية وقدرة لمواجهة (داعش) فهي الجيش (النظامي) السوري. ونحن ما زلنا ندعو أعضاء التحالف إلى بدء التعاون» مع حكومة الأسد وجيشه. وأشار لافروف كذلك إلى أن التنسيق مع جيش الأسد «سيسمح أيضًا بمنع وقوع أي حوادث غير مرغوب فيها بين الجيش وقوات التحالف». وقال إن روسيا: «دعت منذ البداية إلى العمل على مكافحة الإرهاب بشكل جماعي واعتمادًا على أحكام القانون الدولي». ووصف الائتلاف الدولي بزعامة الولايات المتحدة بأنه «شكّل بعيدًا عن الشرعية الدولية والأمم المتحدة». ثم ادعى «أن الكثير من الدول الأوروبية بدأت تدرك أن موقف التحالف من التعاون مع دمشق يعد مضرًا، كما أنها ترى ضرورة تحديد الأولويات في مكافحة الإرهاب.. وإذا كانت الأولوية تتعلق بمكافحة الإرهاب، فعلينا أن نترك الاعتبارات الظرفية مثل تغيير النظام في سوريا جانبًا».
جدير بالذكر، أنه سبق للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن كشف على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي في فلاديفوستوك (بشرق سيبيريا) عن أنه بحث مع نظيره الأميركي باراك أوباما هاتفيًا إنشاء ائتلاف دولي لمكافحة الإرهاب والتطرف. وأضاف أنه ناقش الموضوع نفسه مع قيادات في الشرق الأوسط وشركاء روسيا الآخرين.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.