وسط إجراءات أمن مشددة.. الولايات المتحدة تحيي ذكرى هجمات 11 سبتمبر

افتتاح نصب تذكاري للطائرة الرابعة

الرئيس باراك أوباما يقف دقيقة صمت ومعه السيدة الأولى ميشيل وموظفو البيت الأبيض ضمن مراسم الاحتفالات بإقامة صلوات على أرواح ضحايا هجمات سبتمبر (أ.ب)
الرئيس باراك أوباما يقف دقيقة صمت ومعه السيدة الأولى ميشيل وموظفو البيت الأبيض ضمن مراسم الاحتفالات بإقامة صلوات على أرواح ضحايا هجمات سبتمبر (أ.ب)
TT

وسط إجراءات أمن مشددة.. الولايات المتحدة تحيي ذكرى هجمات 11 سبتمبر

الرئيس باراك أوباما يقف دقيقة صمت ومعه السيدة الأولى ميشيل وموظفو البيت الأبيض ضمن مراسم الاحتفالات بإقامة صلوات على أرواح ضحايا هجمات سبتمبر (أ.ب)
الرئيس باراك أوباما يقف دقيقة صمت ومعه السيدة الأولى ميشيل وموظفو البيت الأبيض ضمن مراسم الاحتفالات بإقامة صلوات على أرواح ضحايا هجمات سبتمبر (أ.ب)

مع إجراءات أمنية مشددة أمس، أحيا الأميركيون بالذكرى الرابعة عشرة لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001. وافتتحوا نصبا تذكاريا في ولاية بنسلفانيا، حيث سقطت الطائرة الرابعة المختطفة، التي يعتقد أنها كانت ستضرب الكونغرس، أو البيت الأبيض.
ليلة احتفالات أمس، أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بيانا عن اعتقال شخص حاول الهجوم على متحف 11 سبتمبر في نيويورك. وأنه جوشوا غولدبيرغ (20 عاما)، من ولاية فلوريدا. وأنه تلقى نصائح وتعليمات عبر الإنترنت من شخص آخر، كان في الحقيقة جاسوسا مع «إف بي آي»، حول كيفية صنع قنبلة كانت ستستهدف الاحتفالات.
وقبض على غولدبيرغ بسبب تغريدات وتدوينات نشرها تحت اسم «استراليان ويتناس» (شاهد أسترالي). وقال فيها إنه مسلم يعيش في أستراليا، ويدعو إلى «الجهاد ضد الكفار».
في نيويورك، صباح أمس الجمعة، بدأت مراسيم الاحتفالات بإقامة صلوات على أرواح الضحايا عند النصب التذكاري المقام في مكان البرجين اللذين انهارا بعد الهجوم.
وفي الساعة 08.46 أي في نفس الدقيقة التي اصطدمت فيها الطائرة الأولى بالبرج الشمالي، أعلنت دقيقة صمت.
ثم بدأت تلاوة أسماء جميع الضحايا. استغرق ذلك خمس ساعات، لأن عدد الضحايا كان ثلاثة آلاف شخص تقريبا.
وظهر أمس، سمح للراغبين في الوصول إلى النصب التذكاري، حيث سيقام عرض ضوئي مساء الجمعة، وستستخدم أشعة ضوئية لتصوير ملامح البرجين. ثم ستقفل الشوارع القريبة من مكان الهجوم لبداية حفلات موسيقية كثيرة، كلها مكرسة لذكرى الضحايا.
وفي واشنطن، قضى الرئيس باراك أوباما اليوم في البيت الأبيض، حيث وقف دقيقة صمت في الساعة 08.45، وكانت معه السيدة الأولى ميشيل، وموظفو البيت الأبيض. ثم توجه الرئيس إلى قاعدة فورد ميد العسكرية (ولاية ماريلاند)، حيث ألقى خطابا في القوات المسلحة هناك، وأثنى على جهودها في الحرب ضد الإرهاب، التي كان الرئيس السابق بوش الابن أمر بها، بعد الهجمات، بغزو أفغانستان.
في وقت لاحق، سافر أوباما إلى ولاية بنسلفانيا، لافتتاح نصب تذكاري للطائرة الرابعة التي سقطت هناك. يتكون النصب من حائطين عملاقين، طول كل واحد أربعون قدما. وفي منتصف المكان، مكتب للزوار فيه معلومات عن الطائرة، وظروف إسقاطها.
وحسب بيان أصدره البنتاغون أول من أمس الخميس، ستقام مراسم حداد على أرواح ضحايا الهجمات في جميع القواعد العسكرية الأميركية في الخارج. وستقام في كابل، عاصمة أفغانستان، حيث يتوقع أن يشارك عسكريون أميركيون من بعثة «الدعم الحازم» لحلف الناتو في مراسم إحياء ذكرى الضحايا، التي جرت في مقر حلف الناتو في العاصمة الأفغانية.
وأمس الجمعة، قال مكتب «إف بي آي» إنه لم يرصد أي «تهديد محدد أو ذي صدقية» ضد الولايات المتحدة في ذكرى هجمات سبتمبر. وفي مؤتمر صحافي في واشنطن، لفت رئيس المكتب أن هناك بعض التهديدات التي تخضع للمراقبة.
وقال مدير وكالة الأمن القومي (إن سي إيه) الأميرال مايكل روجرز «تسمعون أناسا يتحدثون عن معنى هذا التاريخ، لكن لا أقول إنه مثل أهمية ما رأيت في السنوات الـ14 الأخيرة». صباح أمس، حسب برنامج في تلفزيون «فوكس» عن هذه المناسبة، كانت الهجمات «أكبر اعتداء على الولايات المتحدة في تاريخها». وكانت أربع طائرات مسافرين مدنية، تابعة لأكبر شركات الطيران الأميركية، اختطفت من قبل المهاجمين لاستهداف برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك بطائرتين. وأيضا، مبنى البنتاغون. لكن، تحطمت الطائرة الرابعة غربي بنسلفانيا بين نيويورك وواشنطن. ويعتقد أنها كانت متجهة نحو البيت الأبيض أو الكونغرس.
في اليوم التالي، وجهت الحكومة الأميركية الاتهامات إلى «القاعدة»، وإلى رئيسها ومؤسسها أسامة بن لادن. وفي وقت لاحق أعلن الرئيس السابق بوش الابن ما صارت تعرف باسم «الحرب الكونية ضد الإرهاب». وسريعا، أجاز الكونغرس قانون «باتريود» (الحماية الوطنية)، الذي برر إسقاط دول وأنظمة بدعوى دعمها «الإرهاب»، ومنح صلاحيات إضافية لأجهزة الاستخبارات والجواسيس، وأسس قانون حرية استعمال طائرات «درون» (من دون طيار).



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.