مقتل سودانيين في هجوم على سيارة لمنظمة الصحة العالمية بدارفور

عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الحادث يثير التساؤلات

مقتل سودانيين في هجوم على سيارة لمنظمة الصحة العالمية بدارفور
TT

مقتل سودانيين في هجوم على سيارة لمنظمة الصحة العالمية بدارفور

مقتل سودانيين في هجوم على سيارة لمنظمة الصحة العالمية بدارفور

أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن مسلحين أطلقوا النار وقتلوا موظفين سودانيين حكوميين اثنين، وسرقوا سيارة كانت تحمل مسؤولين من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة بولاية غرب دارفور في الإقليم المضطرب.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان (أوشا) في بيان صحافي إن «مسلحين مجهولين نصبوا كمينا لسيارة وقتلوا السائق ورجل أمن» الثلاثاء على بعد 40 كيلومترا من الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، مضيفا أن «مسؤولين أصيبا من وزارة الصحة بالولائية بإصابات طفيفة، وأخذ المسلحون السيارة واختفوا». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، وهو ما أثار تساؤلات عن الجهة المنفذة لهذا الاعتداء.
وكان الفريق يتحقق لمعرفة ما إذا كان طفيلي «الدودة الغينية» التي هي محور حملة عالمية للقضاء عليها منذ ثلاثة عقود، ما زال منتشرا في السودان.
وقالت نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، إن «منظمة الصحة العالمية تستنكر الهجوم على عمالها الصحيين والزملاء من المجال الصحي الحكومي، والتي هي جزء من محوري من الأعمال الإنسانية».
واندلع النزاع في دارفور عندما انتفض مسلحون من قبائل أفريقية ضد حكومة الخرطوم، التي يسيطر عليها العرب في عام 2003 بدعوى التهميش الاقتصادي والسياسي. وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير في عامي 2009 و2010 بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور. ووفقا للأمم المتحدة فقد قتل 300 ألف شخص منذ بدء النزاع، كما أجبر 2.5 مليون شخص على الفرار من منازلهم.
من جهة ثانية، ذكر تقرير مشترك بين منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ووزارة التعليم السودانية، أن ما يزيد على ثلاثة ملايين طفل من الجنسين، تتراوح أعمارهم بين 5 و13 سنة، يشكلون 50.1 في المائة من مجموع التلاميذ بالبلاد. وكشف أن معظم الأطفال غير الملتحقين بالمدارس يعيشون في المناطق الريفية، وفي مناطق الرحل، وبين المتضررين من الحرب والنازحين داخليًا.
وأوضح التقرير أن 560.965 طفل معرضون لخطر التسرب عن قاعات الدرس وترك التعليم، بسبب العوامل الاقتصادية وبعض الأعراف الاجتماعية، خصوصا في المجتمعات التي لا تتحمس للتعليم الرسمي.
وقال توماس يولشيني، سفير الاتحاد الأوروبي لدى السودان، في كلمة أثناء مناقشة التقرير بأحد فنادق الخرطوم، أمس، إن اتحاده دعم التعليم في السودان بـ6 ملايين يورو خُصصت لولايات دارفور، مشيرًا إلى أن حق التعليم تكفله المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان لأي طفل، ووعد بمواصلة دعم التعليم، بما يقلص أعداد الأطفال خارج المدارس.
ووصف جيرت كابيليري، ممثل اليونيسيف بالسودان، دعم الاتحاد الأوروبي للتعليم في السودان بـ«السخي»، وقال إن الجهات المسؤولة عن التعليم في البلاد اتسمت بـ«الشجاعة» بالموافقة على نشر نتائج التقرير، وطلب من الحكومة السودانية زيادة تمويل التعليم، والتأكد من ذهاب التمويل الذي تقدمه المنظمات لتعليم الأطفال للمكان المخصص له.
من جهتها، اعترفت وزارة التعليم بقلة عدد المدارس مقارنة بعدد الأطفال، في الوقت الذي تفتقر فيه الكثير منها لخدمات مياه الشرب ومرافق الصرف الصحي، وتعاني نقصًا في الكتاب المدرسي، وارتفاع الرسوم الدراسية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.