مركز الملك سلمان للإغاثة يوقع 3 اتفاقيات بقيمة تجاوزت 156 مليون دولار

شملت تقديم المساعدات الغذائية الطارئة لـ13 مليون شخص في اليمن

مركز الملك سلمان للإغاثة يوقع 3 اتفاقيات بقيمة تجاوزت 156 مليون دولار
TT

مركز الملك سلمان للإغاثة يوقع 3 اتفاقيات بقيمة تجاوزت 156 مليون دولار

مركز الملك سلمان للإغاثة يوقع 3 اتفاقيات بقيمة تجاوزت 156 مليون دولار

أبرم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في العاصمة الرياض، أمس، ثلاثة برامج تنفيذية مع كل من برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بقيمة تجاوزت 156 مليون دولار؛ وذلك لخدمة المواطنين باليمن.
وشدد الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، على أن الشراكة مع برنامج الغذاء العالمي تأتي لرفع معاناة المواطنين في اليمن، آملاً سرعة تنفيذ البرنامج وشموليته لكل مناطق ومحافظات اليمن بناء على الأماكن الأكثر تضررًا.
وقال إن «التعاون مع الشركاء يأتي لضمان وصول المساعدات إلى فئات المجتمع اليمني كافة، وأن السعودية أوفت بالتزاماتها الأممية حيث قام المركز بتنفيذ برامج بمبلغ 65 مليون دولار، بالإضافة إلى تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بمبلغ 274 مليون دولار وبذلك يصبح مجموع ما قدمته المملكة حتى الآن ما يقارب 339 مليون دولار لتحتل المرتبة الأولى عالميًا في تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني.
وأكد الربيعة خلال تصريحاته، أمس، حرص المركز على سرعة الإنجاز والتعاون مع جميع منظمات الأمم المتحدة، مبينًا الجهود الكبيرة التي يقوم بها المركز تجاه إغاثة اليمن إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وفي تفاصيل الاتفاقيات، فقد تضمن برنامج الأغذية العالمي، فقد خصص نحو 142 مليون دولار، لتوفير مواد غذائية للمحافظة على مستوى الأمن الغذائي للنازحين اليمنيين والأسر المتضررة جراء الأزمة الحالية، وتقديم المساعدات الغذائية الطارئة ودعم التغذية ليبلغ عدد المستفيدين 13 مليون شخص.
وهنا بيّن وراميرو لوبيز دا سيلفا، مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، أن شراكة البرنامج مع السعودية تمتد منذ عقود وقد ساعدت في إنقاذ ملايين الأرواح في جميع أنحاء العالم. وقال: «نشعر بالامتنان للتبرع السخي من السعودية الذي سوف يمكننا من تقديم المساعدة الغذائية الحيوية للملايين من الناس الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد في اليمن».
وأضاف: «منذ عام 2008 إلى الآن قدمت السعودية ما يقدر بمليار ومائتين مليون دولار أميركي، من دون هذه الاتفاقية التي تنص على الشراكة المستدامة بين الجانبين». كما وقع المركز أيضًا، برنامجًا تنفيذًا مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ومثلها مندوب المنظمة الدكتور أبو بكر محمد بتكلفة قدرها 5.8 مليون دولار وبموجبه تقديم بذور المحاصيل الغذائية وتوفير الأدوات الزراعية اليدوية والأسمدة المعدنية وتحسين المدخلات الزراعية والثروة السمكية، وتوفير شباك الصيد والصناديق المبردة ومحركات الصيد البحري وتحصين المواشي وتقديم الأعلاف وتركيب وحدات الطاقة للمياه.
ووقع الدكتور الربيعة برنامجًا آخر مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اتفاقًا آخر بتكلفة قدرها 8 ملايين دولار لدعم الجهود الإنسانية باليمن، وممثل المكتب، جون قنج، ويستهدف 12 مليون يمني صنفوا على أنهم بحاجة للمساعدات الإنسانية.
وأكد جون قنج، ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن «السعودية تحتل المركز الأول من ناحية تقديم المساعدات الإنسانية، وأن تضامن المملكة مع الشعب اليمني واضح، ويتمثل بهذا العطاء السخي الذي يسهم بإنقاذ عدد كبير من الشعب اليمني الذين يعانون بالوقت الحالي».
وأفاد بأن دور المركز لا يقتصر على كونه مانحًا، وإنما شريكًا استراتيجيًا في العمل مع منظمات الأمم المتحدة، انطلاقًا من حرص المركز على أن تشمل المساعدات جميع المحتاجين في اليمن وبحث تفاصيل عمليات التوزيع والرقابة، مؤكدًا أن التأخر النسبي في توقيع هذه البرامج كان يهدف إلى بناء علاقة مستدامة مع المملكة من خلال المركز.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.