التحالف يستهدف تعزيزات للميليشيات في طريقها إلى تعز

المتمردون يكثفون عمليات الاعتقال والخطف والتجنيد الإجباري لشبان الحديدة

مسلحان أمام مبنى تابع للحوثيين استهدفه طيران التحالف العربي من أجل الشرعية في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
مسلحان أمام مبنى تابع للحوثيين استهدفه طيران التحالف العربي من أجل الشرعية في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

التحالف يستهدف تعزيزات للميليشيات في طريقها إلى تعز

مسلحان أمام مبنى تابع للحوثيين استهدفه طيران التحالف العربي من أجل الشرعية في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
مسلحان أمام مبنى تابع للحوثيين استهدفه طيران التحالف العربي من أجل الشرعية في صنعاء أمس (إ.ب.أ)

كشفت مصادر عسكرية يمنية موالية للشرعية أن التحالف العربي بقيادة السعودية سيدعم قوات الجيش الوطني في مدينة تعز خلال الأيام المقبلة، وربما الساعات المقبلة، مضيفة أن هذا الدعم يأتي بعدما قدمت قوات التحالف أسلحة لقوات الجيش الوطني في تعز في وقت سابق.
وقال العميد الركن عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع في تعز المؤيد للشرعية، لـ«الشرق الأوسط»: «ما زلنا بحاجة لمزيد من الدعم، خصوصا الأسلحة النوعية، من قوات التحالف بقيادة السعودية، لأن الجبهة الغربية مساحتها كبيرة، والخط البري مفتوح من هذه الجهة». وعبر عن توقعه أن يجري «خلال الأيام المقبلة» استرجاع المواقع التي لا تزال تحت سيطرة المتمردين ويتم تحرير مقر اللواء 35 مدرع الذي لا يزال بيد الخصم.
وحول ما إذا كانت قوات الجيش الوطني الموالية للشرعية بدأت فعليا بالتحرك نحو مدينة تعز، الواقعة إلى الجنوب من صنعاء، وستشارك مع الجيش المؤيد للشرعية والمقاومة الشعبية بتعز، لتحرير المدينة من ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، قال الحمادي: «نعم، إن قوات الجيش الوطني زارت مقر اللواء 35 مدرع الجديد، بصحبة أربعة أطقم عسكرية وقدمت لنا أسلحة». وأضاف: «جاءوا بقافلة علاجية ستصل إلى تعز قريبا، كما وصلتنا قافلة شعبية من مديرية الشمايتين وهي القافلة رقم (2)، والجديد فيها أنه ولأول مرة تأتي قافلة محملة بالمواد الغذائية والذخائر كدعم للجبهة الغربية». وأردف قائلا إن «الخصم إذا حاول التقدم واستهداف بعض المواقع سيهزم، لكنه يقوم بتعويض هزائمه باستخدام الدبابات والمدفعية بعيدة المدى والصواريخ الكاتيوشا لضرب الأحياء السكنية لقتل المواطنين والأطفال والنساء وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، فهذه هي أخلاقيات العدو، وما زالت جميع الوحدات العسكرية إلى جانب المقاومة الشعبية متماسكة في جميع الجبهات وتتصدى بكل شجاعة لهجمات الميليشيات، وكبدت هذه الأخيرة الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد».
وتشهد مدينة تعز مواجهات عنيفة بين قوات الجيش الوطني وميليشيات الحوثي وقوات صالح في عدد من جبهات القتال، وتفيد شهادات السكان بأن ميليشيات المتمردين تواصل ارتكاب انتهاكات ضد المواطنين عبر منع دخول الأدوية والمواد الغذائية للمدينة والاستمرار في قصف الأحياء السكنية بقذائف الهاوزر وصواريخ الكاتيوشا «كتعويض عن خسائرها التي تكبدتها في الأرواح والعتاد ووقوع العشرات من مقاتليها أسرى بيد الجيش».
وقال الناشط السياسي في تعز فؤاد قائد، لـ«الشرق الأوسط»، إن المدينة «تعيش وضعا مأساويا، إذ يسقط قتلى وجرحى من المدنيين يوميا، والسكان يعانون من سوء التغذية وانتشار الأوبئة وحمى الضنك الفتاكة التي تقتل الأبرياء، فهناك أكثر من 19 ألف حالة مصابة وأكثر من 120 حالة وفاة». وأضاف أن «النظام الصحي في المدينة منهار، والمستشفيات أغلقت أبوابها لعدم توفر المواد الطبية والمحاليل، ولا كهرباء ولا إنترنت ولا شبكة الاتصالات تعمل جيدا بعدما تم تدميرها من قبل ميليشيات الحوثي وصالح».
وفي محافظة الحديدة المجاورة، قالت مصادر محلية، لـ«الشرق الأوسط»، إن طيران التحالف استهدف، أمس، تعزيزات عسكرية كبيرة، كانت في طريقها من الحديدة إلى تعز، عبر الطريق الساحلي، واستهدفت الغارات عددا من القاطرات التي كانت محملة بتلك التعزيزات. وقال شهود عيان في المنطقة إن «انفجارات ضخمة هزت المناطق التي كانت تمر بها التعزيزات، وعلى مسافة قريبة استهدف طيران التحالف مديرية الخوخة الساحلية على البحر الأحمر، في محافظة الحديدة، وقصفت الطائرات معسكر (اللواء 121 - أبو موسى الأشعري) بنحو خمس غارات، كما قصفت أهدافا أخرى على الساحل».
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر خاصة أن ميليشيات الحوثي وقوات صالح عززت من وجود مسلحيها بمدينة الحديدة، غرب اليمن، بمختلف الأسلحة خاصة بعد تكثيف طائرات التحالف لغاراتها ضد المقار العسكرية الخاصة بميليشيات الحوثي وصالح في مدينة الحديدة واقتراب بوارج التحالف من سواحل الحديدة بعد أنباء عن بداية الحسم النهائي وتقديم الدعم لأبناء تهامة لطرد الميليشيات المتمردة. وذكرت المصادر أن «ميليشيات الحوثي وصالح قامت بنقل كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسط من العاصمة صنعاء إلى مدينة الحديدة على متن شاحنتين، بالإضافة إلى وصول مقاتلين من الميليشيات قادمة من محافظة ذمار، وسط البلاد، على متن 3 باصات، وتم صرف الأسلحة لهم من الذخيرة وبنادق الكلاشنيكوف والذخيرة وتوزيعهم على أكثر من منطقة في مدينة الحديدة». وأضافت المصادر ذاتها أن «شاحنتين محملتين بالسلاح وصلتا من صنعاء إلى مخازن الهيئة العامة لتطوير تهامة بالحديدة، وبعدها تم توزيعها على الميليشيات القادمة من ذمار وجرى توزيع الأخيرين على مختلف أنحاء الحديدة في مداخلها ومخارجها وفي الأحياء السكنية بالإضافة إلى وجود قناصين منهم».
وتشهد مدينة الحديدة، منذ دخول ميليشيات الحوثي إليها وسيطرتها على المرافق الحكومية بما فيها ميناء الحديدة، ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، وضعا أمنيا هشا نتيجة انتشار المسلحين في المدينة، حيث أصبحت هي السلطة الآمرة هناك، وتنفذ عمليات اقتحام واعتقال تطال المناوئين لها. وتؤكد مصادر سياسية في المدينة أن المتمردين كثفوا في الآونة الأخيرة من عمليات الاغتيال والخطف والتجنيد القسري للشبان في الحديدة. وقال يحيى عمر، وهو ناشط سياسي من أهالي الحديدة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «ميليشيات الحوثي وصالح اقتحمت حي الزبارية في الحديدة واختطفت 11 شابا واقتادتهم إلى جهة مجهولة من دون معرفة الأسباب». وأضاف أن الميليشيات «باتت تقتحم المنازل وتقوم بحملة الاعتقالات بشكل هستيري ووقتما تريد دون وجود أدنى اعتبار لحرمات المنازل أو للجهات الأمنية في المحافظة التي أصبحت تحت سيطرتهم أيضا». وشدد على أن «كل أبناء إقليم تهامة (الذي تتبع له الحديدة) صاروا ينظروا إلى ميليشيات الحوثي وصالح على أنهم أعداء، وهم يرفضون وجودهم ويطالبون بطردهم وخروجهم من تهامة ككل».
وتستمر المقاومة التهامية في تصعيد هجماتها النوعية ضد ميليشيات الحوثي وصالح في مدن ومحافظات إقليم تهامة، مما كبد المتمردين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وقال مصدر تابع للجيش الوطني الموالي للشرعية إن قوات الجيش استهدفت تجمعا للميليشيات بأحد المنازل المجاورة لإدارة أمن مديرية باجل بالحديدة بصاروخ «وسقط فيها قتلى وجرحى من الميليشيات، كما أطلقت النار على حراسة للميليشيات جوار المهد الصحي بمدينة حجة، التابعة لإقليم تهامة، وأصيب اثنان من الحراس». وجاءت هذه العملية للجيش بعدما كان طيران التحالف العربي قد نفذ غاراته على عدد من مواقع ميليشيات الحوثي وصالح في المنطقة ذاتها في منطقة القلاب والصوامل ومعسكر تدريب للحوثيين بين مستبأ ووشحة.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.