ميناء الملك عبد الله الاقتصادي يستقطب شركات ملاحة بحرية عالمية

يستقبل 760 سفينة تجارية ويشهد مشاريع توسعة

ميناء الملك عبد الله الاقتصادي يستقطب شركات ملاحة بحرية عالمية
TT

ميناء الملك عبد الله الاقتصادي يستقطب شركات ملاحة بحرية عالمية

ميناء الملك عبد الله الاقتصادي يستقطب شركات ملاحة بحرية عالمية

أعلنت شركة تطوير الموانئ أن ميناء الملك عبد الله في المدينة الاقتصادية في رابغ، (غرب السعودية)، تلقى طلبات خطوط ملاحة دولية ترغب تشغيل سفنها التجارية من وإلى الميناء الذي استقطب نحو 670 سفينة تجارية.
وأوضح المهندس عبد الله حميد الدين العضو المنتدب لشركة تطوير الموانئ أن المشروعات التطويرية داخل ميناء الملك عبد الله مستمرة حيث أتمت الشركة تطوير أربعة أرصفة للميناء وتشغيلها ليصبح الطول المشغل للرصيف 1470 مترًا إلى جانب الاستمرار في عمليات الحفر والتوسعة في الجهة الجنوبية من تطوير الأرصفة لاستقبال السفن التجارية، وبلغت نسبة الإنجاز في المشروع 24 في المائة والحفر والتطوير لرصيف المواد السائبة ورصيف العربات التي بلغت نسبة الإنجاز فيها 36 في المائة بالإضافة الاستمرار في أعمال الإنشاء لمشروع وزارة النقل لربط الميناء بطريق جدة ينبع السريع لمواكبة حركة السير من وإلى الميناء. وبين أن عدد السفن التجارية القادمة للميناء التي بلغت أكثر من 670 سفينة ومناولة أكثر من مليون حاوية قياسية منذ بدء التشغيل بفضل زيادة الاعتماد على الميناء من قبل شركتين للنقل البحري، ووصول عدد الشركات المتعاقد معها في الوادي الصناعي بنهاية الربع الثاني من العام الحالي لـ92 شركة وطنية وعالمية، وبدأ الإنتاج في 10 مصانع، فيما يتم إنشاء 25 مصنعا حاليًا ليصبح إجمالي المساحة التي تم الانتهاء من تطويرها في الوادي الصناعي نحو 3.7 مليون متر مربع.
جاء ذلك خلال لقاء عقدت الشركة في غرفة جدة أمس بحضور رجال الأعمال والمستثمرين حيث تم استعراض أعمال بناء واستكمال البنى التحتية في مجالات الطرق والكهرباء والمياه والصرف الصحي والإنارة والتشجير وتهيئة البيئة المناسبة للسكان من حيث توفير الوحدات السكنية والخدمات اللازمة لها مبرزًا نسب الإنجاز الفعلية لكل هذه المشاريع القائمة حاليًا إضافة إلى عرض أهداف الشركة الاستراتيجية في المرحلة الحالية والوضع الحالي لمشاريع البنى التحتية.
وأضاف العضو المنتدب أن شركة تـطوير الموانئ تسعى بشكل دائم إلى تطوير جودة الخدمة وزيادة الطاقة الاستيعابية لميناء الملك عبد الله، للعمل جنبًا إلى جنب مع منظومة الموانئ السعودية الفعّالة بهدف مواجهة الطلب المتزايد على استيراد وتصدير البضائع من وإلى المملكة وتوفير الاحتياجات اللازمة لبناء المشاريع الحيوية الكبرى لدعم مسيرة الاقتصاد الوطني وتعزيز جهود النهضة والتنمية الشاملة التي تشهدها السعودية حاليًا.
وأشار إلى الجهود البارزة التي تبذلها شركة تطوير الموانئ لتوفير التمويل اللازم لتطوير وتوسيع أعمال ميناء الملك عبد الله والذي سيرفع بدوره الطاقة الاستيعابية لميناء الحاويات إلى ما يزيد عن 4 ملايين حاوية معيارية سنويًا خلال العام القادم 2016م إضافة إلى تطوير رصيف لميناء المركبات «الدحرجة» ورصيف آخر لميناء البضائع السائبة.
من جهته قال إبراهيم العقيلي رئيس اللجنة الجمركية في غرفة جدة لـ«الشرق الأوسط» إن السعودية بحاجة إلى موانئ تستوعب المرحلة المقبلة خاصة مع انفتاح الشركات العالمية على السوق المحلي التي ستحتاج إلى مواني تدعم عملها في التصدير والاستيراد، مشيرا إلى أن ميناء الملك عبد الله مساند لميناء جدة الإسلامي إلا أن كافة الموانئ في البلاد بحاجة إلى الإسراع في بناء منظومة النقل العام وخطوط السكة الحديد ليتم توفير السرعة المطلوبة في نقل الحاويات وهو ما تطالب به الشركات الاستثمارية.
بينما أوضح عدنان مندورة الأمين العام لغرفة تجارة جدة أن هناك دورا استراتيجيا لميناء الملك عبد الله، مشيرا إلى تعاون الغرفة بحكم أنها مظلة القطاع الخاص مع شركة تطوير الموانئ المسؤولة عن تطوير هذا الميناء الذي يعتبر ضمن أكبر عشرة موانئ في العالم لافتًا إلى الفرص المتميزة والواعدة التي ستوفرها المدينة وإسهامها في جعل الاقتصاد المحلي قائمًا على الصناعة والمعرفة بكوادر وطنية واعدة.
وبين أن الميناء هو المحرك الرئيسي للمدينة الاقتصادية ككل إلى جانب محافظة جدة بالإضافة إلى المصانع التي بدأت الإنتاج والأخرى التي من المتوقع أن تبدأ إنتاجها خلال السنوات المقبلة.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.