الجيش التركي يرد على هجوم دموي للمسلحين وسط توتر أمني

الجيش التركي يرد على هجوم دموي للمسلحين وسط توتر أمني
TT

الجيش التركي يرد على هجوم دموي للمسلحين وسط توتر أمني

الجيش التركي يرد على هجوم دموي للمسلحين وسط توتر أمني

ذكر الجيش التركي اليوم (الاثنين) أن طائراته الحربية قصفت أهدافا لحزب العمال الكردستاني الليلة الماضية، بعد أن شن المسلحون هجوما عنيفا قال مصدر أمني لـ"رويترز" انه أسفر عن مقتل 16 جنديا تركيا.
وقال حزب العمال الكردستاني انه قتل 15 جنديا في هجوم أمس (الاحد) على قافلة عسكرية بمنطقة داجليجا باقليم هكاري قرب الحدود مع العراق، في هجوم يعتبر الأكثرة دموية منذ انهيار وقف اطلاق النار بين الجانبين في يوليو (تموز).
وقال الجيش دون أن يحدد عدد القتلى "لحقت أضرار جسيمة بعربتين مدرعتين تابعتين لنا بعد تفجير المواد الناسفة بدائية الصنع على الطريق. ونتيجة للتفجير سقط شهداء ومصابون من رفاقنا المسلحين الابطال". وأضاف أن طائرتين من طراز اف-16 وطائرتين من طراز اف-14 قصفت 13 هدفا لحزب العمال الكردستاني وأن العمليات العسكرية مستمرة "دون هوادة" رغم سوء الاحوال الجوية.
ويمثل الاشتباك ذروة موجة من الهجمات المميتة منذ يوليو التي قال مسؤولون انها أودت بالفعل بحياة 70 جنديا على الاقل من أفراد الاجهزة الامنية ومئات من مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
ويخوض الحزب هجمات منذ ثلاثة عقود ضد الحكومة مطالبا بمنح الاكراد المزيد من الحكم الذاتي.
وأدرجت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الحزب على قائمة المنظمات الارهابية.
من جانبه، قطع رئيس الوزراء احمد داود اوغلو زيارة الى قونية في الاناضول لحضور مباراة لمنتخب بلاده في كرة القدم، وعقد اجتماعا أمنيا طارئا في انقرة، لكن الحكومة ايضا لم تحدد خسائر الجيش.
وعبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مقابلة مع محطة تلفزيون آ-هابر الخاصة عن "صدمته الشديدة" ازاء الهجمات.
وعاد داود اوغلو بعدما شاهد منتخب بلاده يهزم هولندا في تصفيات كأس الامم الاوروبية 2016 من قونية على وجه السرعة وعقد اجتماعا امنيا مع مسؤولين من بينهم رئيس هيئة الاركان العامة للجيش الجنرال خلوصي اكار ومدير الاستخبارات هاكان فيدان.
يذكر أن الحزب الكردي حمل السلاح في 1984 من اجل انشاء دولة مستقلة للاقلية الكردية التركية في البدء، لكنه لاحقا ركز مطالبه على تعزيز الحقوق والحكم الذاتي.
ويأتي تصاعد العنف فيما تستعد البلاد لانتخابات مبكرة في الاول من نوفمبر (تشرين الثاني) بعد انتخابات يونيو (حزيران) التي افقدت حزب اردوغان اكثريته البرلمانية.
وفي مدينة اسطنبول، تدخلت شرطة مكافحة الشغب لتفريق مجموعة من 150 شخصا القوا بالحجارة على مبنى صحيفة "حرييت" في حي باجيلار لاتهامها بتحوير تصريحات للرئيس.
وعبر العديد من معارضي النظام عن غضبهم على شبكات التواصل الاجتماعي واتهموا اردوغان بـ"التضحية بالشباب" من اجل تحقيق طموحاته الرئاسية.
وقال زعيم المعارضة الاجتماعية-الديمقراطية كمال كيلجدار أوغلو على تويتر متوجها الى اردوغان "لقد حولت البلاد الى حمام دم من اجل الحصول على 400 نائب".
من جهته، قال الزعيم صلاح الدين دميرتاش المؤيد للاكراد "لن نرضخ للسياسات الداعية للحرب" داعيا الشعبين التركي والكردي الى "الاصرار على تحقيق السلام والاخوة".
ووسط هذه الاجواء، تراجعت الليرة التركية اليوم الى ادنى مستوياتها وبدأت الاسبوع بهبوط كبير وحازت في اولى تبادلات اليوم 3,05 ليرة للدولار و3,39 لليورو، ثم لاحقا صباحا قرابة 3,03 للدولار و3,37 لليورو.



«اختفاء» اقتصادي صيني بارز بعد انتقاد الرئيس في محادثة خاصة

الرئيس الصيني شي جينبينغ (أ.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ (أ.ب)
TT

«اختفاء» اقتصادي صيني بارز بعد انتقاد الرئيس في محادثة خاصة

الرئيس الصيني شي جينبينغ (أ.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ (أ.ب)

اختفى أحد كبار الاقتصاديين في الصين بعد تأديبه لانتقاده رئيس البلاد شي جينبينغ خلال محادثة خاصة في منصة إلكترونية.

ووفقاً لصحيفة «غارديان» البريطانية، فإن تشو هينغ بينغ، عمل في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية (كاس) لأكثر من 20 عاماً، وكان آخر منصب له هو نائب مدير معهد الاقتصاد ومدير مركز أبحاث السياسات العامة.

وذكرت تقارير أنه أدلى بتصريحات مسيئة حول اقتصاد الصين، وربما حول الرئيس على وجه التحديد، في مجموعة خاصة بمنصة «وي تشات»، ثم اعتقل في أبريل (نيسان)، ووضع قيد التحقيق، وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال» التي نقلت عن مصادر مجهولة.

ولم تنجح المحاولات للاتصال به في منزله، ولم تستجب «كاس» لاستفسارات بشأنه. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أفادت وسائل الإعلام في هونغ كونغ عن تغيير في كبار المسؤولين في الأكاديمية، حيث تمت إقالة المدير والسكرتير من مناصبهما في نفس الوقت الذي جُرد فيه تشو من منصبه، ولم يعد مدرجاً على موقع «كاس»، وكذلك تم إغلاق المواقع الإلكترونية المتعلقة بعمله في جامعة «تسينغهوا»، فيما أعيد تعيين المسؤولين الآخرين في الأكاديمية، وفقاً لصحيفة «سينغ تاو ديلي».

ولا تُعرف تفاصيل ما كتبه تشو في المجموعة الخاصة، على الرغم من أن «سينغ تاو ديلي» قالت إن «السياسات المركزية تمت مناقشتها بشكل غير لائق». كما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أنه أشار إلى «وفاة شي».

ولفتت «غارديان» إلى أن «كاس» مؤسسة بحثية رائدة في الصين، تقدم تقاريرها مباشرة إلى مجلس الوزراء، ومجلس الدولة، وكانت لفترة طويلة مؤسسة استشارية مؤثرة، وتقدم أحياناً تحليلات صريحة نسبياً، ولكن في ظل الحكم الاستبدادي المتزايد لشي، أصبح انتقاد الحزب الشيوعي وقيادته الفردية موضع استياء متزايد، ويتم التعامل معه بشكل عقابي.

وفي وقت سابق، أخبر أكاديميون صحيفة «غارديان» عن تزايد الخوف بينهم من الإبلاغ عن مناقشة التقييمات السلبية للوضع الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي؛ خوفاً من الانتقام، فيما يتم تجنب مناقشة سياسات الرئيس، وخاصة عبر مواقع الإنترنت التي تخضع للرقابة والمراقبة.

وهناك مخاوف من أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد يفشل في تحقيق نمو بنسبة 5%، وهو رقم متواضع نسبياً وفقاً للمعايير التاريخية. وأعلن البنك المركزي، الثلاثاء، عن أكبر تدابير تحفيزية منذ سنوات في محاولة لتعزيز النمو، لكن الخبراء أعربوا عن قلقهم من أن التدابير، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة، لن تكون كافية. وتكشفت أزمة متنامية في سوق العقارات في الصين منذ أن اتخذت السلطات إجراءات صارمة ضد الاقتراض المفرط من قبل المطورين، مما دفع العديد منهم إلى التخلف عن سداد ديونهم.

ويواصل مطورو العقارات وملاكها التعامل مع أقساط الرهن العقاري المرتفعة، مما يثقل كاهل قدرتهم على الاستثمار والنمو. وتجنب المطورون طرح تخفيضات واسعة، خوفاً من أن يؤدي التحفيز إلى طفرة في المبيعات وخلق فقاعة عقارية جديدة.