مركز الأمير سلمان للإغاثة يطلق 3 برامج في اليمن

تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين

مركز الأمير سلمان للإغاثة يطلق 3 برامج في اليمن
TT

مركز الأمير سلمان للإغاثة يطلق 3 برامج في اليمن

مركز الأمير سلمان للإغاثة يطلق 3 برامج في اليمن

أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، 3 برامج، سيجري تنفيذها مع منظمات الأمم المتحدة لدعم المتضررين من الحرب في اليمن. وتأتي هذه الخطوة في إطار نداء الإغاثة العاجل لليمن الذي أطلقته الأمم المتحدة في أبريل (نيسان) 2015، وإنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ونائبه الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بخصوص الاهتمام بدعم ومساعدة الشعب اليمني.
وأوضح بيان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية صدر أمس، أن البرنامج الأول تم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بمبلغ 1.7 مليون دولار، حيث تم إيداع الدفعة الأولى في حساب البرنامج بمبلغ 871 ألف دولار، وتشمل الاتفاقية دعم قدرة المزارعين والرعاة عبر تقديم المعدات والبذور والحصول على أرض لضمان إنتاج المحاصيل الغذائية الأساسية وغيرها، بالإضافة إلى دعم الغذاء مقابل الأجور للعمالة المؤقتة لتشجيعهم لإنتاج الغذاء وإعادة تأهيل مشاريع الري الصغيرة والمدرجات الزراعية.
وقال مركز الملك سلمان للإغاثة، إن البرنامج الثاني الذي وقع مع منظمة الصحة العالمية، بلغت قيمته نحو 22 مليون دولار، وتم إيداع الدفعة الأولى في حساب المنظمة، وقدرها 5.5 مليون دولار. وتشمل الاتفاقية تقديم الخدمات الصحية للأطفال والأمهات والنساء في الوقت الملائم، وتطعيم حديثي الولادة والأطفال، ودعم المراكز الصحية بالأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، بالإضافة لتقديم التغذية المناسبة، ويتوقع أن يخدم البرنامج أكثر من 7.5 مليون مستفيد.
وأشار المركز إلى أن البرنامج الثالث كان مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، بقيمة 29 مليون دولار، وتم إيداع الدفعة الأولى في حساب المنظمة وقدرها 8.8 مليون دولار. وتشمل الاتفاقية تقديم الغذاء والعلاج للأطفال دون سن الخامسة، إضافة إلى الرعاية الصحية للنساء الحوامل والمرضعات، وتوفير المياه الصالحة للشرب للمتضررين والنازحين، وخدمات الصرف الصحي الملائمة، ومستلزمات النظافة الشخصية الأساسية، إلى جانب تقديم دورات تثقيفية عن مخاطر الألغام وخدمات الدعم النفسي للأطفال والأسر المتضررة.
وكان الدكتور عبد الله الربيعة المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أعلن في وقت سابق، عن بدء إنشاء فرع للمركز في محافظة عدن جنوب اليمن، على أن يكون عمله تنسيقيا، لإيصال المساعدات لأرجاء اليمن كافة، مشيرًا إلى أن المركز يعمل بتنسيق مباشر مع المنظمات الدولية ومع اللجنة العليا للإغاثة باليمن، ومع مؤسسات المجتمع المدني في الداخل اليمني.
وشدد الدكتور الربيعة على أن المركز يقوم بخطته بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والمجتمع المدني باليمن، وتنسيق عالٍ مع اللجان الإغاثية باليمن. وأوضح أن المركز يعمل على محاور عدة، وهو يقوم الآن بدراسة سريعة لتجهيز مرافق صحية لمعالجة الجرحى والمرضى والمصابين. وأوضح الربيعة أن مركز الملك سلمان هو أول منظمة دولية إنسانية تقوم باستخدام الجسر الجوي لإيصال المساعدات الإنسانية.



موسيقيون نازحون من غزة يسعون لمواصلة مسيرتهم الفنية في مصر

الموسيقي الفلسطيني رؤوف البلبيسي (رويترز)
الموسيقي الفلسطيني رؤوف البلبيسي (رويترز)
TT

موسيقيون نازحون من غزة يسعون لمواصلة مسيرتهم الفنية في مصر

الموسيقي الفلسطيني رؤوف البلبيسي (رويترز)
الموسيقي الفلسطيني رؤوف البلبيسي (رويترز)

منذ نعومة أظفاره، يراود الموسيقي الفلسطيني رؤوف البلبيسي حلم بإنشاء مركز ثقافي ينبض بالحياة في قطاع غزة، لكن بعد 5 أشهر من افتتاحه مقهى في مدينة غزة، عصفت رياح الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بحلمه.

والآن انضم عازف العود والمغني لمجموعة من الموسيقيين النازحين من غزة الذين يتطلعون لإعادة بناء حياتهم واستكمال مسيرتهم المهنية في مصر التي نجحوا في العبور لها.

وقال البلبيسي (28 عاماً) لـ«رويترز» في فعالية «ديرة» للموسيقيين النازحين بالقاهرة، يوم السبت: «من وأنا صغير، في المدرسة، كان عندي مشروع أقدم فيه الفكرة تبعتي، هي فكرة يكون المطعم أو كافيه الموسيقى متواجدة 24 ساعة، أنك كزبون بتشرب شيء أو تأكل شيء في أي وقت تسمع موسيقى لايف، حدا بيعزف بيانو، عود، جيتار، أو يغني، أي شيء. الفكرة كانت موجودة عندي من زمان. في 2021 أنا سافرت على الإماراتـ واشتغلت وحوشت (ادخرت) مبلغ كبير، ونزلت (رجعت) على غزة على أساس إن أنا أفتح المشروع اللي هو كافيه موسيقي».

وأضاف أن المشروع استمر «من أول مايو (أيار) وحتى يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ثم صارت الحرب والكافيه أُغلق تماماً واليوم الحلم انهد، يعني انقصف وانهد المشروع بكل التكاليف بالآلات الموسيقية حتى أنا كان عندي جهاز غرامافون أنا واخده من أمي قديم كتير هذا الغرامافون برضه هذا انقصف هو والأسطوانات والكتب اللي أنا أخدتها من والدي، هذا كله راح في لحظة».

وتابع البلبيسي قائلاً: «طبعاً عاصرت الأربع حروب اللي فاتوا، وهاي الحرب الخامسة. من بداية يوم سبعة أكتوبر نزحت أنا وعيلتي تقريبا 4 أو 5 مرات، من مكان لمكان، وبالآخر وقف الأمر إني بدي أنا آجي مصر عشان أساعد أهلي كلهم يطلعوا من غزة إلى مصر، لكن للأسف لما وصلت، المعبر اتسكر واتقفل تماماً، وما قدرتش أساعد أهلي واليوم أنا موجود بمصر وهم بغزة والحمد لله».

لكن عزيمة البلبيسي لم تلن، وما زال يواصل الكفاح، رغم أن همه الرئيسي الآن ينصب على سلامة أسرته التي لا تزال محاصرة في غزة.

وقال: «هدفي أنا حالياً، أمنيتي، إن الحرب توقف وأقدر أساعد أهلي وأطلعهم أو أرجع أنا على غزة. المهم أن أطمن على أهلي. الهدف اللي بعد ذلك أني أوصل صوتي ورسالتي وقضيتي للعالم كله. يعني أقاوم بصوتي وبألحاني وبكلماتي، وأوصل فكرة غزة وفكرة المعاناة أو فكرة النضال والصمود لكل العالم من خلال الموسيقى».

وأدت الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر إلى تحويل أجزاء كبيرة من قطاع غزة إلى أنقاض، وأسفرت عن مقتل نحو 40 ألف شخص، وفقاً للسلطات الصحية في غزة.

وشنت إسرائيل هجومها العسكري بعد هجوم «حماس» الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، وأسر أكثر من 250 رهينة، حسب إحصاءات إسرائيلية.

وكانت مصر المنفذ الوحيد للمدنيين كي يخرجوا من القطاع المحاصر منذ فترة طويلة. ودفع كثيرون من سكان غزة للوسطاء آلاف الدولارات لدخول مصر، لكن المعبر الحدودي أُغلق مع تقدم إسرائيل نحو مدينة رفح في غزة في أوائل شهر مايو.

مغني الراب أحمد الشمالي (رويترز)

أما مغني الراب أحمد الشمالي (22 عاماً) فقد أجبره الصراع على ترك غزة، لكن ولعه بالموسيقى هو ما دفع به إلى القاهرة قبل 3 أشهر، ولم يكن معه بخلاف عائلته إلا أمل في إطلاق أول ألبوم لأغنياته المسجلة.

وأتيحت للشمالي فرصة أداء مقطوعات حية من الألبوم لأول مرة في حفل «ديرة» الذي نظمته مجموعة فنية تسمى «كلام أفلام» إلى جانب مبادرات محلية أخرى.

وقال الشمالي إن العاملين في مجال الفنون في غزة يواجهون قيوداً على الحريات الإبداعية، فضلاً عن الافتقار إلى البنية التحتية والدعم.

وأضاف: «هذا المجال يعني لازم يكون فيه توجيه من ناس سابقة بتفهم في المواضيع هذه وهايدي مش موجودة، غير القيود الفكرية مثلا اللي بتتحط علينا كفنان إنك تعبر عن وتحكي اللي بدك تحكيه والمعايير اللي بتناسب الجميع، وهذا شيء حتى بنفتقده أحياناً، وبنتحاسب عليه، ويتطلعوا علينا كدخلاء على المجتمع، أو نكون مثلاً بنعمل فن غريب، وهذا إشيء باحس أنه مش منطقي».

لكنه استرسل قائلاً: «الجديد أنه قبل الحرب حسيت أنه فيه تقبل للراب بالذات من الشباب، وكانت هذه طاقة هتودي في مكان كتير رائع، فطبعاً صار اللي صار».

ومضى يصف تجربته مع الراب قائلاً: «حسسني بالحرية حرية إني بأعبر عن الأشياء اللي باعيشها وباشوفها في حياتي اللي بتصير معايا كل يوم... الماسيج اللي الألبوم بيحملها هي عبارة عن كل شيء مريت فيه ومنها الحرب وبيعبر كتير عن ظروف بأعيشها أغلب الشباب هنا، أو أغلب الناس هنا لأنه كتير من هذه الأشياء بتصير وفعلًا حقيقية والأغاني بتعبر عنها بصورة واضحة».

و«ديرة» هي أيضاً عنوان أحدث ألبوم للفنان الجزائري الفلسطيني مروان عبد الحميد، المعروف باسمه الفني «سانت ليفانت» والذي كان الفنان الرئيسي في حفل يوم السبت. يشير اسم الألبوم إلى ارتباطه بجذوره.

وقالت حياة الجويلي، من كلام أفلام، إن الحدث في القاهرة يستهدف إلهام الشباب الفلسطينيين بالقدرة على الفعل.

وأضافت أن «مصر ملتقى تاريخي للفنون والثقافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولديها البنية التحتية وقادة الصناعة الذين يمكنهم مساعدة هؤلاء الفنانين على الوصول إلى جمهور جديد والحفاظ على فنهم حتى يتمكنوا من العودة إلى أوطانهم».

ووطد آدم غانم (20 عاماً) مدير موسيقى أحمد الشمالي، عزمه على إطلاق أول علامة تجارية موسيقية لغزة. وفي يناير (كانون الثاني) 2023، حصل على زمالة من «2048 فاونديشن» التي أسسها الفنان «سانت ليفانت» والتي تدعم المشروعات الإبداعية الفلسطينية.

وقال: «بفضل دعمهم استطعنا افتتاح استوديو موسيقي في مدينة غزة، لكن بعد 5 أشهر تقريبا دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي».

وأضاف: «خسرنا كل شيء، لكننا الآن في القاهرة، ونحن مصممون على استعادة كل شيء».