هل بمقدور القراصنة إسقاط إحدى المدن إلكترونيًا؟

باحثون أميركيون يحذرون من احتمالات التسلل إلى شبكات الطاقة والنقل

هل بمقدور القراصنة إسقاط إحدى المدن إلكترونيًا؟
TT

هل بمقدور القراصنة إسقاط إحدى المدن إلكترونيًا؟

هل بمقدور القراصنة إسقاط إحدى المدن إلكترونيًا؟

أولا ينقطع التيار الكهربائي.. والسبب في ذلك غير واضح، ولكن يبدأ ازدحام السيارات في الشوارع مع توقف إشارات المرور عن العمل. ثم يبدو أن شيئا مجنونا يحدث في خطوط مترو الأنفاق أيضا.. لا يستطيع أحد الذهاب إلى العمل. وإذا تمكنوا من الذهاب، فماذا يفعلون؟ فلقد تعرضت المدينة لهجوم إلكتروني، سبب الشلل في كل شيء.
بطبيعة الحال، لم يحدث ذلك حتى الآن. وتبدو فكرة أن يتمكن القراصنة والمتسللون من إسقاط إحدى المدن بالنسبة للكثير من الناس مجرد حبكة سينمائية سخيفة. ولكن الفكرة قد لا تحمل من الجنون القدر الذي تبدو عليه، وفقا لرأي خبراء الأمن الذين يقولون إن زيادة اعتماد المدن على التكنولوجيا والطرق العشوائية التي تتواصل بها تلك النظم مع بعضها في بعض الأحيان قد يعرضها لخطر أحد الأشخاص الساعين لإحداث الفوضى.

مدن إلكترونية

تعتمد المدن الآن على الكومبيوترات مثلها مثل كافة دول العالم. ولكن النظم العاملة على إدارة أكثر النظم حساسية قد يوجد بها بعض الثغرات الأمنية. وفي حين أن الخطر من وقوع الهجوم الإلكتروني الفعلي ليس وشيكًا، فإن ذلك التهديد يحوم في الأفق من زاوية نظر الباحثين المختصين في الأمن الإلكتروني الذين يحذرون من أن الحكومات المحلية ليست مستعدة لمواجهة مثل تلك التهديدات.
يقول ديفيد ريموند، نائب مدير مختبر فيرجينيا للأمن التكنولوجي «إن الهجوم المحتمل الذي تواجهه إحدى المدن كبير جدا. والمسارات الرقمية بين كل الكيانات والمنظمات في المدينة لا تدار بشكل جيد في أغلب الأحيان. وفي كثير من الحالات، لا توجد هناك هياكل أمنية شاملة أو حتى إدراك كلي لما تبدو عليه المدينة من الناحية التكنولوجية».

مواطن ضعف

وقد اكتشف الباحثون مؤخرا مواطن ضعف كثيرة تتعلق بالتكنولوجيا الجديدة المستخدمة في الكثير من المدن.
خلال العام الماضي، وجد الباحثون أن نظام المراقبة المرورية المستخدم في عشرات المدن الأميركية، ومن بينها واشنطن العاصمة، قد يسمح للمتسللين والقراصنة الخبثاء بتزوير بيانات المرور والتلاعب بإشارات المرور في الشوارع. ويقول المسؤولون في واشنطن إن المدينة تراجع الحالة الأمنية للمستشعرات المرورية فيها. وقبل عدة أعوام، أقر اثنان من مهندسي المرور في واشنطن بالذنب حيال اختراق نظام المرور بالمدينة وإبطاء حركة المرور في التقاطعات الرئيسية وذلك لدعم الاحتجاجات العمالية.
في عام 2008، نشرت صحيفة «التليغراف» أن الشرطة البولندية تعتقد أن مراهقا يبلغ 14 عاما فقط هو المسؤول عن انحراف عربة الترام عن مسارها مما أدى إلى إصابة 12 مواطنا بجروح، وهي الحادثة التي تسبب فيها باستخدام جهاز للتحكم التلفزيوني تم تعديله للسيطرة على التوجيه والإشارات في نظام الترام. ويقول ريموند: «لا أحد يفكر في الآثار الأمنية المترتبة».
وتعتبر نظم النقل من نقاط الضغط الرئيسية في المدن والأماكن حيث يمكن للتكنولوجيا، المؤمنة جيدا بخلاف ذلك، أن تتقاطع بصور تجعلها عرضة للهجمات المتعمدة التي يمكن أن تتوالى عبر مختلف أنحاء المدينة، وذلك وفقا لريموند وأحد الباحثين البارزين يدعى غريغوري كونتي، أستاذ الأمن الإلكتروني في كلية ويست بوينت الحربية الأميركية، وتوم كروس، رئيس قسم التكنولوجيا في شركة دروبريدج للأمن الإلكتروني. تقدم ريموند وكونتي وكروس بأبحاثهم في مؤتمر بلاك هات يو إس إيه للأمن الإلكتروني في لاس فيغاس في الشهر الماضي.
يقول كروس: «يهتم كل شخص بمكانه ويحاول الدفاع عن إدارته أو وكالته فحسب – وبدرجات متفاوتة من النجاح – ولكنهم لا يولون أهمية كافية للعلاقات الرابطة بين قطعتهم الخاصة من البازل وقطع أناس آخرين».
وفي بعض الحالات، لم تكن النظم الصناعية القديمة مصممة لأن تعمل عبر الإنترنت وبالتالي فهي تحاول الآن شق طريقها إلى ذلك. والباحثون الذين يستخدمون (شودان Shodan)، محرك البحث المستخدم في تحديد الأنظمة المتصلة بالإنترنت، اكتشفوا بشكل روتيني إشارات المرور، ومرافق معالجة المياه، وحتى نظم التحكم في محطات الكهرباء على الإنترنت.

ثغرات أمنية

هذا الصيف، يقول الباحثون إنهم عثروا على ثغرات أمنية يمكن استخدامها لإغلاق محطة للطاقة النووية. وشملت الثغرات الأمنية مفاتيح شبكات إيثرنت المستخدمة في البيئات الصناعية، وفقا للباحثين كولين كاسيدي، وروبرت لي، وايريان ليفريت، الذين كانوا حاضرين في مؤتمر بلاك هات يو إس إيه للأمن الإلكتروني في لاس فيغاس. وكشف الباحثون عن تلك المشكلات إلى مصممي النظم وقالوا إن الإصلاحات قيد العمل. ولكنهم يشعرون بالقلق من أن عملية الإصلاح البطيئة لتلك النوعية من القضايا قد تترك بعض الأنظمة المتضررة عرضة للثغرات الأمنية لعدة سنوات.
حتى مجرد العثور على ذلك النوع من المشكلات يمكن أن يكون صعبا، إذ إن الوصول إلى محطات الطاقة ومرافق المياه من الصعوبة بمكان. وتلك الأنواع من المرافق الصناعية ليست من الأهداف التقليدية للمجرمين الإلكترونيين الذين تحركهم الدوافع المالية، ولذلك من غير المرجح للباحثين البحث عن المشكلات المحتملة هناك، كما يقول كروس. ولكن الدولة القومية أو القراصنة من ذوي الدوافع السياسية قد يهتمون بتلك الأنواع من المنشآت الصناعية في المستقبل، كما قال كروس أيضا.
ومما يزيد من سوء الأوضاع أن القراصنة والمتسللين يزدادون قوة بمرور الوقت. حيث يقول كونتي: «إن مستوى تقدم وتعقيد المهاجمين يزداد في جميع المجالات».

برمجيات خبيثة

والبرمجيات الخبيثة المتطورة التي لا يتم الوصول إليها الآن إلا من قبل الوكالات الحكومية ينتهي بها الحال في أيدي المجرمين الإلكترونيين وقد تستخدم في أحد الأيام من جانب أحد الأشخاص الذي يهدف إلى إحداث دمار، كما يقول الباحثون.
في ذات الوقت، فإن المدن التي يساورها القلق بشأن مخاطر الأمن الإلكتروني تحاول في أغلب الأحيان جذب الخبرات المناسبة وتعمل على تأمين الموارد الكافية للتعامل مع هذه القضايا وعلى المدى الطويل، كما يقول الباحثون، حيث يتابع كونتي قائلا: «قد يُتاح لأحد الزعماء السياسيين الفرصة التعليمية لكي يعرف المزيد حول الأمن الإلكتروني – أو وقوع حادثة ما تعمل على إيقاظهم – ولكن يتعين على الزعيم التالي له أن يعيد التعلم من ذلك».
يقول كروس: «إن منهج إدارة المخاطر الذي تطبقه المدن على الأنماط التقليدية من الهجمات ينبغي استخدامها كذلك في المجال الرقمي. فلم يتمكن أحد المجرمين الإلكترونيين من إيقاف قدرات إحدى المدن على العمل بعد، ولكن ذلك لا يعني أنه لن يحدث. إنه حس زائف بالأمن».
لا يمكن إقناع الجميع بأن المدن تواجه أزمة في الأمن الإلكتروني حتى الآن: يقول جيمس لويس الزميل البارز، الذي تتركز أبحاثه حول الأمن الإلكتروني لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنه من المرجح للمدن أن تكون هدفا للمتسللين في المستقبل القريب، وليست الهجمات الإلكترونية الهادفة إلى إحداث ضرر عالمي حقيقي. ويتابع قائلا: «كان هناك قدر هائل من الزيادة في التعرض للثغرات الأمنية، ولكن ذلك لا يُترجم إلى زيادة في المخاطر الحقيقية».
ولكن المتسللين الذي يهاجمون إشارات المرور للتحذير من كارثة وهمية (كما حدث قبلا) ليسوا هم الشغل الشاغل للباحثين الآن. ولا يكمن التهديد الحقيقي ببساطة في ذلك الشخص الذي يشن هجوما إلكترونيا ضد مدينة من المدن، كما يقول ريموند، ولكن في ذلك الهجوم المصمم لإحداث أكبر قدر ممكن من الضرر. «إن أسوأ سيناريو هو ذلك الشخص الذي يتمتع ببعد نظر في التخطيط لهجماته».



«أسترو بوت» تفوز بجائزة «أفضل لعبة فيديو» لعام 2024

فازت لعبة «أسترو بوت» بجائزة أفضل لعبة فيديو لعام 2024  «Game Awards 2024» المُقامة في لوس أنجليس (متداولة)
فازت لعبة «أسترو بوت» بجائزة أفضل لعبة فيديو لعام 2024 «Game Awards 2024» المُقامة في لوس أنجليس (متداولة)
TT

«أسترو بوت» تفوز بجائزة «أفضل لعبة فيديو» لعام 2024

فازت لعبة «أسترو بوت» بجائزة أفضل لعبة فيديو لعام 2024  «Game Awards 2024» المُقامة في لوس أنجليس (متداولة)
فازت لعبة «أسترو بوت» بجائزة أفضل لعبة فيديو لعام 2024 «Game Awards 2024» المُقامة في لوس أنجليس (متداولة)

فازت «أسترو بوت»، وهي لعبة تكرّم أشهر الأبطال في أجهزة سوني، في لوس أنجليس بجائزة أفضل لعبة فيديو لعام 2024، خلالGame Awards 2024، وهي حفلة سنوية مركزية في قطاع ألعاب الفيديو.

وعلى خشبة مسرح بيكوك في لوس أنجليس، شكر الفرنسي نيكولا دوسيه، مدير استوديو «تيم أسوبي» الياباني، أعضاء فريقه على «سخائهم»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال إنهم «لا يعيرون اهتماماً للحسابات، بل يفكرون فقط في الأطفال، لأننا نتمتع بامتياز هائل يتمثل في أننا اللعبة الأولى في أيديهم».

كذلك، فازت اللعبة التي تعرض مغامرات روبوت صغير في الفضاء، بألقاب «أفضل لعبة عائلية» و«أفضل إنتاج» و«أفضل لعبة حركة/مغامرة»، في إنجاز كبير للاستوديو المكوّن من 65 شخصاً.

وقد حصلت «أسترو بوت» التي بيع منها أكثر من 1.5 مليون نسخة وفق شركة سوني (مالكة تيم أسوبي)، على أفضل تقييم لهذا العام على موقع المراجعات «ميتاكريتيك (Metacritic)»، إذ نالت 94 على 100، بالتساوي مع «ميتافور: ريفانتيازيو» و«إلدن رينغ: شادوز أوف ذي إندتري».

نيكولا دوسيه من فريق «أسوبي» يتفاعل بعد إعلان «أسترو بوت» أفضل لعبة لهذا العام خلال حفل توزيع جوائز ألعاب الفيديو لعام 2024 في لوس أنجليس 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وحصلت «ميتافور: ريفانتازيو Metaphor: ReFantazio»، أحدث ما قدمه مخرج ملحمة «بيرسونا» كاتسورا هاشينو، على جائزتي أفضل لعبة تمثيل أدوار وأفضل سرد.

أما «بالاترو»، وهي لعبة بوكر مدعومة من مشغلين مشهورين للبث الحي بالفيديو، فقد حصلت على جائزتي «أفضل لعبة مستقلة» و«أفضل لعبة على الهاتف المحمول».

وشارك نجوم كثر في حفلة توزيع جوائز «غايم أووردز» بنسختها الحادية عشرة، بينهم الممثل هاريسون فورد ومغني الراب سنوب دوغ الذي أدى أغنية من ألبومه الجديد «ميشنري».

كذلك، خصصت الحفلة حيّزاً للإعلانات عن ألعاب جديدة، بما فيها لعبة «إنترغالاكتيك» من استديو «نوتي دوغ» المطور للعبة «ذي لاست أوف آس».

وقدّم جوزيف فارس، مؤسس استوديوهات «هايزلايت»، بحماس كبير لعبة «سبليت فيكشن» التي تجمع بين الخيال العلمي والفانتازيا.

وباعت لعبته السابقة «إت تايكس تو» أكثر من 20 مليون نسخة وفازت بالجائزة الكبرى في عام 2021.