«داعش» يعدم 10 من متظاهري الرطبة ويقتاد عشرات آخرين إلى جهة مجهولة

وصول مروحيات «أباتشي» وأسلحة أميركية إلى محافظة الأنبار

«داعش» يعدم 10 من متظاهري الرطبة ويقتاد عشرات آخرين إلى جهة مجهولة
TT

«داعش» يعدم 10 من متظاهري الرطبة ويقتاد عشرات آخرين إلى جهة مجهولة

«داعش» يعدم 10 من متظاهري الرطبة ويقتاد عشرات آخرين إلى جهة مجهولة

أعدم «داعش» 10 أشخاص من نحو 230 شخصا احتجزهم في الرطبة قرب الحدود مع الأردن بسبب تنظيمهم لمظاهرة الجمعة الماضي تنديدًا بممارسات التنظيم المتطرف. وكان التنظيم ربط هؤلاء على أعمدة الكهرباء لمدة ساعات وجلدهم أمام أنظار أهالي المدينة قبل أن ينزلهم ويقتادهم إلى جهة مجهولة.
وأكد قائد صحوة غربي الأنبار الشيخ عاشور الحمادي إعدام «داعش» للمتظاهرين العشرة،، مشيرا إلى أن الوضع «أصبح متأزما جدا بين عشائر الرطبة والتنظيم». وأوضح أن «مسلحي (داعش) أعدموا المحتجزين العشرة رميًا بالرصاص أمام أنظار أهالي المدينة الذين بدأوا بإطلاق هتافات تطالب المجرمين بترك المدينة، مما دعا المسلحين إلى فك المحتجزين ثم اقتيادهم إلى أماكن مجهولة». وحسب الحمادي فإن «فورة من الغضب تنتاب أهالي الرطبة ووصلت إلى مدن الأنبار القريبة من الرطبة من أجل القيام بانتفاضة شعبية رافضة لوجود التنظيم الإرهابي، إذ وصلت إلينا الأخبار أن أبناء أهالي هيت وعانة وراوة خرجوا منددين بما يجري الآن في الرطبة».
وطالب الحمادي الحكومة المركزية وقيادة العمليات المشتركة بالتدخل الفوري وإنقاذ أرواح المدنيين المحتجزين في الرطبة، «خصوصًا وأن المسلحين دب في صفوفهم الرعب وهرب أغلبهم من الرطبة باتجاه مدينة هيت بسبب ثورة الغضب لدى الأهالي».
ميدانيًا، أعلن قائد الفرقة السابعة بالجيش العراقي اللواء الركن نومان عبد الزوبعي عن صد هجومين لـ«داعش» على ناحية البغدادي وقضاء حديثة غرب الأنبار، مؤكدا قتل 32 عنصرا من التنظيم. وقال الزوبعي: «إن قوة من الجيش وبمساندة مقاتلي العشائر تمكنت صباح اليوم (أمس) من صد هجومين من أربعة محاور على البغدادي وحديثة بواسطة مركبات مفخخة»، مضيفا أن القوات المشتركة استولت على مركبتين مفخختين، إحداهما مدرعة، لافتا إلى أن «قوة من معالجة المتفجرات قامت بتفكيك المفخختين من دون أية أضرار».
وفي سياق متصل، أعلن الشيخ نعيم الكعود شيخ عشائر البونمر وقائد مقاتلي العشائر المتصدية لتنظيم داعش في الأنبار أن «مسلحي التنظيم المتطرف هاجموا مدخل ناحية بروانة الجنوبي وأن اشتباكًا مسلحًا اندلع بين المهاجمين والقوات الأمنية الموجودة في الناحية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من مقاتلي العشائر وإصابة خمسة آخرين بجروح، فضلاً عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم».
من ناحية ثانية، أعلن القائد العسكري المحلي العقيد محمود الجميلي أن «القوات الأمنية وبالاعتماد على معلومات استخبارية دقيقة نفذت عملية برية واسعة النطاق استهدفت مسلحي التنظيم في منطقة الحلابسة والشهابي في قضاء الكرمة، شرق الفلوجة، ما أسفر عن مقتل المسؤول الإداري لتنظيم داعش في الأنبار المدعو صباح زبار عبد الجميلي وثلاثة من مساعديه».
إلى ذلك، كشف مصدر في قيادة عمليات الأنبار أن «عددًا كبيرًا من الأسلحة والعجلات والمعدات وما يقارب سبع طائرات أباتشي وصلت إلى مطار الهضبة وقاعدة الحبانية تم نقلها عبر طائرات شحن عملاقة». وأوضح المصدر أن «المستشارين الأميركيين في الأنبار قاموا بتسلم هذه الأسلحة التي تم نقلها إلى مقرات عسكرية في الخالدية وبالقرب من مواقع أمنية حساسة في الرمادي لاستخدامها من قبل القوات الأميركية ومقاتلي العشائر في تطهير الأنبار».



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.