الخلافات السياسية تؤجل التصويت على قانون الحرس الوطني

تتركز حول رئاسته وجهة ارتباطه

الخلافات السياسية تؤجل التصويت على قانون الحرس الوطني
TT

الخلافات السياسية تؤجل التصويت على قانون الحرس الوطني

الخلافات السياسية تؤجل التصويت على قانون الحرس الوطني

حالت الخلافات السياسية دون التصويت على قانون الحرس الوطني أمس رغم إدراجه في جدول أعمال البرلمان العراقي. وكان رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري قد عقد اجتماعا مع رؤساء الكتل السياسية لحسم الخلافات التي حالت منذ نحو سنة دون تشريع هذا القانون. وكانت جلسة أول من أمس شهدت رفع فقرة قانون الحرس الوطني من جدول أعمال الجلسة، لكنه وطبقا لما أعلنته رئاسة البرلمان تم إدراج القانون على جدول أعمال جلسة أمس.
وفيما أجل البرلمان التصويت على القانون إلى الأسبوع المقبل بعد أن تم الاتفاق على بعض فقراته فإن الخلافات بين الكتل السياسية تتمحور حول رئاسة الحرس الوطني وجهة ارتباطه. ففي الوقت الذي تريد كتلة اتحاد القوى العراقية (الكتلة السنية في البرلمان) ربط الحرس الوطني في كل محافظة بالمحافظ فإن التحالف الوطني الشيعي يريد ربطه بالقائد العام مباشرة. وفي هذا السياق أكد عضو البرلمان العراقي عن اتحاد القوى، رعد الدهلكي، أن «هناك مماطلات ليس على صعيد هذا القانون بل وقوانين أخرى من بينها المساءلة والعدالة والعفو العام والتي كنا قد شاركنا في الحكومة الحالية التي شكلها الدكتور حيدر العبادي منذ سنة على أساسها»، مشيرا إلى أن «وثيقة الاتفاق السياسي التي تشكلت الحكومة الحالية بموجبها تضمنت مثل هذه الأمور لكننا ما زلنا نلاحظ عدم وجود جدية في هذا الأمر».
وأوضح الدهلكي، أن «الحرس الوطني يحقق مبدأ التوازن بالنسبة للمحافظات الغربية التي تعاني الإرهاب لا سيما أنه لا يوجد توازن حقيقي داخل المؤسسة العسكرية وهو ما انعكس على أدائها وبالتالي فإننا في الوقت الذي أبدينا المرونة اللازمة من أجل تشريع هذا القانون فإن مخاوفنا لا تزال قائمة بشأن عدم إقراره لأن هناك على ما يبدو إرادة لدى البعض تحول دون ذلك».
من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون، عبد الهادي السعداوي، أن «هناك نقاطا خلافية كثيرة وراء عدم التصويت وتشريع قانون الحرس الوطني أبرزها مسألة ارتباطه وقيادته وما إذا ستكون حزبية أم عسكرية أم سياسية أم ستحال قيادته للمحافظين وتشكيله من أبناء المحافظات». وأضاف أن «الوضع الأمني غير مستقر في العراق ولا يمكن ربط الحرس الوطني بالمحافظات وهناك قانون ودستور سينظم عملية ارتباطه بالقائد العام للقوات المسلحة»، لافتا إلى أن «القانون سيؤجل لفترة ولن يصوت عليه بسبب تلك الخلافات (العقيمة)». وأوضح انعدم تشريع الحرس الوطني لن يضر بميليشيات الحشد الشعبي «لكونها مؤسسة مرتبطة بالحكومة وهناك غطاء قانون ومالي للحشد في مجلس النواب».



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».