استنفار أمني في لبنان لمواكبة مظاهرة المجتمع المدني اليوم... والمشنوق وقهوجي يتعهدان بحمايتها

عون يدعو مناصريه للنزول إلى الشارع الأسبوع المقبل لـ«المطالبة بالإصلاح»

استنفار أمني في لبنان لمواكبة مظاهرة المجتمع المدني اليوم... والمشنوق وقهوجي يتعهدان بحمايتها
TT

استنفار أمني في لبنان لمواكبة مظاهرة المجتمع المدني اليوم... والمشنوق وقهوجي يتعهدان بحمايتها

استنفار أمني في لبنان لمواكبة مظاهرة المجتمع المدني اليوم... والمشنوق وقهوجي يتعهدان بحمايتها

أكملت منظمات المجتمع المدني في لبنان تحضيراتها للمظاهرة الكبرى التي ستشارك فيها منظمات وهيئات مدنية ونقابات بوسط العاصمة بيروت اليوم، تحت عنوان «طلعت ريحتكم». وفي الوقت ذاته يترقب المسؤولون السياسيون منهم والأمنيون مسار الأمور، في ظل التخوف من انفجار الوضع الأمني. هذا الأمر استدعى استنفارا وجهوزية عسكرية وأمنية عالية المستوى، واتخذت لهذه الغاية إجراءات استثنائية قبل المظاهرة وخلالها، وفق ما أكدت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، وأردفت أن «قرارا عُمّم بحجز عام لكل عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وكما أرسلت برقيات تدعو جميع العسكريين للالتحاق بمراكزهم حتى من كان منهم في إجازة، في مهلة أقصاها منتصف ليل السبت».
المصادر رأت أن الدعوات والتحضيرات القائمة للمظاهرة تؤشر إلى إمكانية أن تأخذ الأمور منحى سلبيًا يخشى أن تؤثر على الاستقرار، لا سيما في ظل تكرار الحديث عن دخول أطراف حزبية على خط المظاهرة. ويوم أمس، قال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق إن «التظاهر حق للجميع، ووزارة الداخلية تعهدت بحماية المظاهرات، لكنها ضد التعرض للممتلكات العامة والخاصة». وأكد الوزير في مؤتمر صحافي عقده «على محاسبة كل مسؤول عن الاستخدام المفرط للقوة يوم السبت الماضي»، ودعا إلى «يقظة عالية تَحمِل مسؤولية المطالب من دون أن تعرض الملك العام أو الخاص لأي مشكلة في مظاهرة الغد (اليوم)». وأعلن أن «التقارير في هذا المجال متضاربة، من حدها الأقصى السلبي إلى حدها الأقصى الإيجابي، وأنا لن أتبنى أي معلومات في هذا السياق، بل أتمنى فقط أن نتصرف كلنا بمسؤولية. وأتعهد أن قوى الأمن ستلعب دورها بكل مسؤولية وهدوء وبرغبة صادقة بحماية أمن المواطنين والمتظاهرين والأملاك العامة والخاصة».
من ناحية ثانية، لفت الوزير المشنوق إلى أن هناك نوعين من المتظاهرين؛ نوع يطالب بالمطالب الحياتية وضد الفساد وهذا حقهم، لكن هناك مجموعة من الغوغائيين ينتمون إلى الأحزاب السياسية دخلوا إلى المظاهرات وتمكنوا من تسريع دفع قوى الأمن إلى المزيد من العنف نتيجة الممارسات مثل إلقاء المولوتوف، وقاموا بتكسير المحلات، وهم يريدون إلغاء العنوان المطلبي ومن أجل إعطاء التظاهرة عنوان التكسير والعنف لإثارة الرأي العام».
كذلك أعلن المشنوق أن «هناك 146 مصابًا من قوى الأمن بجروح و61 مصابا من المدنيين، وهذا دليل على أن القسوة لم تكن من جهة واحدة فقوى الأمن جزء من الشعب ولا يجوز تصويرهم بأنهم فقط معتدون». وأوضح أن «هناك سبعة موقوفين نتيجة مظاهرات رياض الصلح بينهم سوداني وسوري وشابان ثبت أنهم ألقوا قنابل (مولوتوف) على قوى الأمن، إضافة إلى ثلاثة بتهمة تعاطي المخدرات».
وسجّل يوم أمس سجال غير مباشر بين المشنوق ورئيس مجلس النواب نبيه برّي على خلفية الجهة المسؤولة عن إطلاق النار على المتظاهرين يوم السبت الماضي، إذ أكد المشنوق أنه جاء من القوى العسكرية الثلاث، قوى الأمن والجيش وشرطة مجلس النواب التي نفت الأمر، وطالبت بانتظار التحقيقات.
وفي هذه الأثناء، أكد قائد الجيش جان قهوجي «الالتزام بتأمين حماية المظاهرات والتجمعات الشعبية كجزء لا يتجزأ من حرية التعبير، وفي المقابل، عدم السماح لأي كان بالخلط بين المطالب الشعبية المحقة، والتعدي على أرواح المواطنين وممتلكاتهم، وعلى المؤسسات العامة والخاصة، وبالتالي تعريض مسيرة السلم الأهلي للخطر». وأضاف خلال تفقده الوحدات العسكرية على الحدود الشمالية للبنان: «الجيش لن يسمح للخارجين على القانون باستدراج هذه المظاهرات إلى فوضى أمنية، تهدد المكتسبات الوطنية، ومصالح اللبنانيين جميعا»، لافتا إلى أن «الاستقرار الأمني في البلاد، هو من المقدسات التي لا يجوز التلاعب بها».
يذكر أنه انطلقت التحركات الشعبية في لبنان قبل نحو أسبوعين للمطالبة بحلّ أزمة النفايات المنتشرة في شوارع العاصمة والمناطق، لتتصاعد وتتوسع دائرتها الأسبوع الماضي بعدما انضمت إليها هيئات ومنظمات من المجتمع المدني ونقابات. وكان قد أعلن عن إرجاء مظاهرة يوم الاثنين إلى اليوم، بعد مواجهات بين متظاهرين وقوى الأمن أدت إلى سقوط جرحى من الطرفين في مظاهرتي السبت والأحد الماضيين.
ولقد دعت مجموعات عدّة مشاركة في تنظيم حراك «طلعت ريحتكم» المواطنين للمشاركة في مظاهرة اليوم، للمطالبة بشكل أساسي بمحاسبة كل من أمر أو أطلق النار على المتظاهرين، واستقالة وزير البيئة، والتأكيد على تحرير أموال البلديات وإقرار قانون عصري للانتخابات النيابية.
وفي حين لا تزال الاتصالات السياسية مستمرة بين الأفرقاء السياسيين، ولا سيما تلك التي يقوم بها برّي بين رئيس الحكومة تمام سلام من جهة و«حزب الله» و«تكتّل التغيير والإصلاح»، الذي يرأسه النائب ميشال عون، منعًا لإسقاط الحكومة، جدد عون دعوته لانتخاب رئيس من الشعب وأعلن قرار العودة إلى الشارع، داعيًا مناصريه للتظاهر يوم الجمعة المقبل، لتأكيد المطالبة بالإصلاح والمشاركة ومحاربة الفساد، وقال: «سننزل لوحدنا الجمعة ولكن من يريد فلينضم إلينا»، ومن ثم شن هجوما على منظمات المجتمع المدني لرفضها مشاركة أحزاب السلطة في التحركات، بعدما كانت معلومات قد أشارت إلى توجه من قبل «التيار الوطني الحر» للانضمام إلى مظاهرة اليوم، واتهم المتظاهرين بسرقة شعارات «التيار».
ورأى مراقبون أن كلام عون في مؤتمره الصحافي أمس لم يحمل مواقف تصعيدية، بعكس ما كان متوقعًا، بل اكتفى بوضع «خارطة طريق» لما قال إنه حلّ عادل وشامل، وتابع: «لننطلق جميعنا في مسار إصلاحي يتضمن انتخاب رئيس جمهورية من الشعب مباشرة، أو إقرار قانون انتخاب وفقا للنظام النسبي يؤمن المناصفة العادلة والتمثيل الصحيح، ومن ثم انتخاب رئيس الجمهورية من مجلس نواب جديد، لتؤلف بعدها حكومة وحدة وطنية تضع خطة تغييرية إصلاحية لكل القطاعات وتقوم بالمعالجات السريعة للقضايا وفقا لأفضلية تفرضها الحاجة».
واستطرد عون: «لم نستَقِل من الحكومة لأنه لا إمكانية لتشكيل أخرى، والعمل جارٍ على معالجة قضية المراسيم»، في إشارة إلى المراسيم السبعين التي أقرتها الحكومة في غياب وزرائه ووزراء حزب الله، مضيفًا: «ليس أعز علينا من استقرار الأمن والحكم في لبنان. ولغاية اللحظة، ما زلنا نبذل كل الجهود في سبيل ذلك، لكن حكمًا فقد شرعيته الشعبية يغذي الفوضى ويضرب الاستقرار».
وبدورها، أكدت أوساط سياسية قريبة من فريق 8 آذار، بقيادة حزب الله، لـ«وكالة الأنباء المركزية» أن «الثوابت الأساسية التي حكمت مرحلة ما قبل انطلاق المظاهرات الشعبية الاحتجاجية على ملف النفايات ما زالت قائمة من دون تعديل»، وكل ما يتردد بشأن التخلي عنها للانتقال إلى مرحلة جديدة غير دقيق.
وشددت هذه الأوساط على أن «الثوابت الثلاثة تتمثل بالحفاظ على الاستقرار الأمني على الساحة الداخلية، والتمسك بحكومة الرئيس تمام سلام، وعدم السماح بإسقاطها، وتأييد ترشيح عون لرئاسة الجمهورية». كذلك شددت على أن ما يظهر في التحقيقات مع بعض الموقوفين الذين ضبطوا في ساحات التظاهر، أثبت أن هؤلاء المندسين لا ينتمي أي منهم إلى حزب الله، حتى لو تعمد بعض هؤلاء إقحام الحزب عنوة في الشغب من خلال استخدام الشعارات الخاصة به».



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.