برلمان طرابلس يهدد بمقاطعة مفاوضات الأمم المتحدة المرتقبة في جنيف

الثني يتهم البرلمان السابق بعرقلة الحوار والعودة الى المربع الأول

برلمان طرابلس يهدد بمقاطعة مفاوضات الأمم المتحدة المرتقبة في جنيف
TT

برلمان طرابلس يهدد بمقاطعة مفاوضات الأمم المتحدة المرتقبة في جنيف

برلمان طرابلس يهدد بمقاطعة مفاوضات الأمم المتحدة المرتقبة في جنيف

قال مسؤول في المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته في ليبيا، إن البرلمان غير المعترف به دوليا، قد لا يشارك في جولة المحادثات الجديدة التي أعلنت الأمم لمتحدة عزمها على عقدها الأسبوع القادم في مدينة جنيف السويسرية، وفيما تراوح الأزمة السياسية في ليبيا مكانها، قالت السلطات الليبية إنها انتشلت 82 جثة في أحدث كارثة لغرق قارب مهاجرين أمام سواحلها.
وأوضح المسؤول الذي طلب عدم تعريفه لـ«الشرق الأوسط» أنه ما لم تتم الاستجابة الكاملة للشروط التي وضعها البرلمان السابق وقدمها إلى مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون رسميا، فإن البرلمان المتواجد في العاصمة الليبية طرابلس لن يكون طرفا في أي مفاوضات.
وكشف المسؤول النقاب عن أن الانقسام الذي يعاني منه برلمان طرابلس وتعرضه لضغوط لم يسمها هي وراء استقالة صالح المخزوم النائب الثاني لرئيس البرلمان من منصبه كرئيس لوفد البرلمان إلى حوار المغرب.
ويشترط برلمان طرابلس الموازي إقالة القائد العام للجيش الليبي الفريق خليفة حفتر من منصبه ونقل صلاحيات قائد الجيش إلى رئيس الحكومة الجديدة بالإضافة إلى تشكيل مجلس للدولة يضمن وجود برلمان طرابلس وجماعة الإخوان المسلمين.
وكان ليون أعلن أن أطراف الحوار الليبي ستتباحث في الأسماء المشكلة لحكومة الوفاق الوطني الأسبوع المقبل، داعيا وفد برلمان طرابلس إلى الالتحاق بالحوار للتوصل إلى اتفاق في أسرع وقت.
وأوضح ليون الذي تحدث في ندوة صحافية في منتجع الصخيرات السياحي جنوب العاصمة المغربية الرباط «تحدثنا تفصيلا عن الآلية التي سنعتمدها حين نبدأ مناقشة الأسماء المشكلة للحكومة الأسبوع القادم»، مضيفا: «سنتبع طريقة الاتحاد الأوروبي التي تسمح للجميع بالمشاركة لمناقشة هذه النقطة (الأسماء)» معبرا عن أمله في «إتمام أجندة العمل خلال الأسبوعين القادمين».
وحضر جلسة الحوار في منتجع الصخيرات وفد برلمان طبرق المعترف به دوليا وعدد من المستقلين والنواب المقاطعين وجمعيات نسائية، في غياب أي ممثل لبرلمان طرابلس المنتهية ولايته. وقال ليون «أتممنا الخطوط العريضة المتعلقة بالملحقين الثاني والرابع (ملاحق الاتفاق السياسي)، ويتعلق الملحق الثاني بتوجيهات عمل الحكومة، والملحق الرابع بتوجيهات الاستقرار المالي، والآن لدينا وثيقتان منتهيتان عمليا، وننتظر فقط مجيء المؤتمر الوطني العام ليدلي بملاحظاته». وأضاف: «سيواصل المشاركون جلساتهم مساء اليوم (أمس) حيث سيناقشون الملحقين الآخرين المتعلقين بمجلس الدولة وتعديلات مبادئ الإعلان الدستوري حتى نتمكن من الانتهاء منها الأسبوع القادم».
في المقابل، اتهم رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله الثني ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني بالعاصمة طرابلس بعرقلة الحوار بسبب إصرارها على تحقيق كل مطالبها، رغم اعتراف العالم كله بمجلس النواب.
ولفت الثني في تصريحات تلفزيونية نقلتها وكالة الأنباء الرسمية أن الخلاف حول دور القائد العام للجيش الليبي الفريق حفتر هو جزء من المشهد فقط، معتبرا في المقابل أن الطرف الآخر، في إشارة إلى حكومة وبرلمان طرابلس، يريد السيطرة على المشهد السياسي الليبي كله.
وقال الثني: «حين فقد الإخوان والمتطرفون الكراسي في مجلس النواب الحالي أرادوا أن يصنعوا هذه المسرحية»، على حد تعبيره.
ورأى أن حكومة طرابلس الموازية تريد العودة إلى المربع الأول، وإسقاط كل من مجلس النواب والعودة إلى ما قبل الانتخابات، وهو أمر مستحيل.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.