الأحزاب الكردية تتفق على 13 فقرة من صلاحيات رئيس الإقليم

تجتمع مجددًا الأحد المقبل لمناقشة بقية النقاط الخلافية

الأحزاب الكردية تتفق على 13 فقرة من صلاحيات رئيس الإقليم
TT

الأحزاب الكردية تتفق على 13 فقرة من صلاحيات رئيس الإقليم

الأحزاب الكردية تتفق على 13 فقرة من صلاحيات رئيس الإقليم

بعد عدة ساعات من المباحثات المكثفة للتوصل إلى توافق سياسي للخروج من أزمة رئاسة الإقليم، خرجت عصر أمس الأطراف الرئيسية الخمسة في الإقليم (الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية)، من اجتماعها الخامس بالتوافق على 13 نقطة خاصة بصلاحيات الرئيس، مؤجلة مناقشاتها حول المواد والفقرات إلى الأحد المقبل.
وقال رئيس ديوان رئاسة الإقليم، فؤاد حسين، في مؤتمر صحافي عقده عقب انتهاء الاجتماع وحضرته «الشرق الأوسط»، إن «نتائج الاجتماع كانت إيجابية وجيدة، وبحثت الأحزاب الرئيسة الخمسة خلال اجتماع اليوم (أمس) قانون رئاسة الإقليم وتوصلنا إلى اتفاق حول 13 نقطة من القانون المشار إليه، وقرر الاجتماع دعوة ممثلي المكونات الكردستانية من المسيحيين والتركمان وممثلي الأحزاب الأخرى المشاركة في البرلمان، لحضور الاجتماع المقبل الذي سيعقد الأحد المقبل في مدينة أربيل».
وأضاف حسين أن الهدف من المناقشات الحالية «هو الوصول إلى توافق سياسي واجتماعي وبالنتيجة توافق قانوني حول هذه المسائل الهامة المتعلقة بحياة الفرد الكردستاني والإقليم»، مبينا أن آلية انتخاب رئيس الإقليم لم يتم البحث في شأنها خلال اجتماع أمس، ومن المقرر أن تطرح في الاجتماع المقبل.
وعن مسألة صلاحيات رئيس الإقليم المتعلقة بإعلان حالة الطوارئ وتحريك القطعات العسكرية، أوضح حسين: «ناقشنا هذه المسألة بإسهاب، وطُلِبَ من كل الأحزاب دراسة هذه النقطة، وبحثها في اجتماع الأحد، ونتمنى أن نصل إلى قرار بشأن هذه النقطة خلال الاجتماع المقبل».
بدوره، قال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني وعضو اللجنة القانونية في برلمان الإقليم، فرست صوفي، إن «المادة العاشرة من قانون رئاسة الإقليم رقم واحد لسنة 2005 تتكون من 19 فقرة خاصة بصلاحيات رئيس الإقليم وتمت مناقشتها خلال الاجتماع نقطةً نقطة، وتوصلت كل الأطراف إلى الاتفاق بشأن 13 فقرة منها، ولم يتبق منها سوى ست فقرات سيتم الانتهاء منها أيضا خلال اجتماع يوم الأحد».
وعن آلية انتخاب الرئيس، بين صوفي أنه «إذا توصلنا إلى اتفاق بشأن آلية انتخاب الرئيس أيضا حينها تكون المسألة محلولة. حاليا هناك آراء مختلفة حول هذه النقطة، نحن في الحزب الديمقراطي نطالب بأن ينتخب الرئيس من قبل الشعب، إن لم يوافقوا على طلبنا فإننا نقول لنعرض هذا في استفتاء عام، وإن رفضوا هذا الطلب أيضا فنحن نقترح أن نترك هذه النقطة حاليا ونعطي ضمانات قانونية ضمن قانون رئاسة الإقليم لتسويتها في الدورة البرلمانية الخامسة عن طريق التصويت داخل البرلمان، فيما تطالب الأطراف الأخرى بانتخاب الرئيس داخل البرلمان».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.