قوات البيشمركة تحرر مساحات واسعة من الأراضي جنوب كركوك

قائدها الميداني: مسلحو{داعش} تركوا وراءهم العشرات من جثث قتلاهم

عناصر في البيشمركة يتقدمون في معارك مع تنظيم داعش جنوب كركوك أمس (رويترز)
عناصر في البيشمركة يتقدمون في معارك مع تنظيم داعش جنوب كركوك أمس (رويترز)
TT

قوات البيشمركة تحرر مساحات واسعة من الأراضي جنوب كركوك

عناصر في البيشمركة يتقدمون في معارك مع تنظيم داعش جنوب كركوك أمس (رويترز)
عناصر في البيشمركة يتقدمون في معارك مع تنظيم داعش جنوب كركوك أمس (رويترز)

شنت قوات البيشمركة فجر أمس هجوما واسعا من ثلاثة محاور على مواقع تنظيم داعش في القرى الواقعة في أطراف قضائي داقوق وطوزخورماتو (جنوب محافظة كركوك)، وتمكنت بعد معارك استمرت عدة ساعات من تحرير أكثر من عشر قرى، بينما لاذ مسلحو التنظيم بالفرار تاركين وراءهم العشرات من الجثث وعددا من الآليات المدمرة.
وقال محمد حاج محمود، قائد قوات البيشمركة، المشرف على محاور القتال في كركوك، والأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني، لـ«الشرق الأوسط» من الخط الأمامي للمعركة: «بدأت قوات البيشمركة منذ الساعة الخامسة من فجر اليوم (أمس) وحسب خطة مدروسة بهجوم واسع لاستعادة عدد من القرى الواقعة في أطراف قضاء داقوق من سيطرة مسلحي (داعش)، وبعد عدة ساعات تمكنت قوات البيشمركة من تطهير قرى البو نجم، وسماقة العليا وسماقة الصغرى وتل بصل والتمور وأبو شهاب والعليوة وقرى أخرى، وحققت العملية العسكرية أهدافها وانتهت». وأضاف «التنظيم لم يبد مقاومة قوية وفر من أرض المعركة تاركا وراءه عددا كبيرا من الجثث والآليات وكميات من الأسلحة».
وعن أهداف العملية العسكرية، بين حاج محمود أنه «كانت هناك مجموعة من القرى المتبقية تحت سيطرة التنظيم في أطراف قضاء داقوق، وهي تمثل مساحة واسعة من المنطقة، وبدأنا بتحريرها من التنظيم من أجل تعديل الخط الخاضع لسيطرة قوات البيشمركة في جنوب كركوك، الممتد إلى منطقة وادي النفط الذي حررناه في مارس (آذار) الماضي»، مضيفا أن «طائرات التحالف الدولي قصفت مواقع التنظيم في هذه القرى الليلة قبل الماضية حتى الساعة الرابعة من فجر أمس ولم تنفذ أي غارة على مواقع التنظيم خلال هجوم البيشمركة لكنها كانت تحوم في سماء المنطقة».
بدوره، أكد قائد شرطة قضاء داقوق، العميد كاوة غريب، لـ«الشرق الأوسط» أن «العملية العسكرية الواسعة التي نفذتها قوات البيشمركة في حدود قضاء داقوق تمكنت من إبعاد قسم كبير من خطورة تنظيم داعش عن القضاء، لكن مع تنفيذ الخطة الثانية لتحرير قرى البو محمد والمجمعات الأخرى الخاضعة للتنظيم التي تبعد عن قضاء داقوق نحو خمسة كيلومترات، حينها يمكننا أن نقول إنه تم إبعاد الخط الأحمر لتهديد التنظيم عن قضاء داقوق».
وتابع غريب: «زرع تنظيم داعش عددا كبيرا من العبوات الناسفة في هذه القرى وفخخ جميع الطرق المؤدية إليها، وهذه العبوات كانت العائق الوحيد أمام تقدم قوات البيشمركة بسرعة في اتجاه تحرير هذه المناطق، لكن وجود مسلحي التنظيم فيها كان قليلا، لأن طائرات التحالف الدولي استهدفت في الآونة الأخيرة كافة تحركات التنظيم في هذه المناطق».
وشملت المحاور الأخرى للهجوم تحرير عدد من القرى التابعة لقضاء طوزخورماتو جنوب محافظة كركوك، وقال المشرف على محور قوات البيشمركة في طوزخورماتو، عبد الله بور، لـ«الشرق الأوسط»: «في إطار العملية الواسعة التي نفذتها قوات البيشمركة أمس في جنوب محافظة كركوك، تمكنت قواتنا في محور طوزخورماتو من تحرير قرى أبو زركة والزركة وطبج الصغرى، وحققنا الهدف بالكامل، التنظيم لم يبد أي مقاومة، واستحوذت قواتنا على كميات من الأسلحة التي تركها التنظيم بعد هروبه من ساحة المعركة»، وأشار بور إلى أن فريق الهندسة العسكرية التابعة لقوات البيشمركة تمكنت من تطهير كل الأراضي من العبوات الناسفة والألغام التي زرعها «داعش» وفتح الطريق أمام تقدم قواتنا، والآن الوضع تحت السيطرة بشكل كامل.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.