برلمان طرابلس يعلن استقالة رئيس وفده إلى حوار الأمم المتحدة بالمغرب

ليون يحذر من تمدد «داعش».. والدباشي يطالب مجلس الأمن بتسليح الجيش

أعضاء من برلمان طبرق المعترف به دوليا لدى توقيعهم وثيقة سلام في الصخيرات بالمغرب (أ.ف.ب)
أعضاء من برلمان طبرق المعترف به دوليا لدى توقيعهم وثيقة سلام في الصخيرات بالمغرب (أ.ف.ب)
TT

برلمان طرابلس يعلن استقالة رئيس وفده إلى حوار الأمم المتحدة بالمغرب

أعضاء من برلمان طبرق المعترف به دوليا لدى توقيعهم وثيقة سلام في الصخيرات بالمغرب (أ.ف.ب)
أعضاء من برلمان طبرق المعترف به دوليا لدى توقيعهم وثيقة سلام في الصخيرات بالمغرب (أ.ف.ب)

فاجأ المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته في ليبيا، جولة المفاوضات المقرر استئنافها اليوم في مدينة الصخيرات بالمغرب، بإعلانه استقالة صالح المخزوم من رئاسة وعضوية وفد البرلمان غير المعترف به دوليا في المفاوضات، التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا.
وقال البرلمان السابق في بيان مقتضب نشره عبر موقعه الإلكتروني أمس، إن المخزوم، الذي يشغل منصب النائب الثاني لرئيسه، قدم استقالته من عضوية ورئاسة فريق الحوار التابع للبرلمان، الذي يسيطر بدعم من ميلشيات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس بقوة السلاح منذ صيف العام الماضي.
وأضاف البيان أن «رئيس المؤتمر الوطني نوري أبو سهمين، قبل طلب الاستقالة»، لكنه لم يفصح عن مبررات الاستقالة المفاجئة التي تأتي قبل ساعات فقط من استئناف أحدث جولات المحادثات التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة لإنهاء الصراع السياسي على الشرعية في البلاد.
كما لم يعلن البيان عن تعيين رئيس جديد لرئاسة وفد برلمان طرابلس بعد استقالة المخزوم، التي تزامنت مع دعوة رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون، لوحدة كل الأطراف الليبية لمواجهة تنظيم «داعش»، الذي رأى أنه يهدد الاستقرار في ليبيا والمنطقة، خاصة بعدما وسع من رقعة سيطرته على البلاد.
وحذر ليون في جلسة استماع بمجلس الأمن حول تقريره عن ليبيا، من أن «الوضع هناك بات على حافة الانهيار»، وأن «عدد النازحين يبلغ مئات الآلاف، ويزداد باستمرار بسبب غياب الخدمات الطبية والأدوية، فضلا عن انقطاعات طويلة للكهرباء في مناطق كثيرة».
ولفت إلى أن النازحين على استعداد لمغادرة البلاد في أي لحظة متوجهين إلى أوروبا عبر البحر، معرضين بذلك حياتهم للخطر، كما دعا أطراف الصراع في ليبيا إلى حماية المدنيين، وإطلاق سراح المخطوفين، معتبرا أن المصالح الضيقة عرقلت الحوار في ليبيا.
من جهته، شدد إبراهيم الدباشي، مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة على ضرورة تشكيل حكومة توافق وطني قادرة على إنجاز مهامها، كما حث مجلس الأمن الدولي على الاستجابة لطلب إلى الحكومة الليبية مساعدتها في بسط سيطرتها على البلاد.
وكان باولو جينتيلوني، وزير الخارجية الإيطالي، قد حذر من أن فشل الفرقاء الليبيين في التوصل إلى اتفاق سياسي كامل، «سيجعل المشهد مختلفا تماما»، إذ قال باولو في مقابلة نشرتها صحيفة «كوريري ديلا سيرا» ونقلتها وكالة أنباء «آكي» الإيطالية إنه «في هذه الحالة من الممكن أن تمتد تحركات التحالف الدولي ضد (داعش) إلى ليبيا»، في إشارة إلى فرضية تنفيذ غارات جوية للتحالف على مواقع التنظيم، كما هو الحال في سوريا والعراق. وتابع باولو قائلا: «لا أريد التفكير في فرضية أن يختار المؤتمر الوطني البقاء خارج الاتفاق. فبالطبع سيكون ذلك خطأ.. ولكن من الواضح أنه لا وجود لاتفاقات مثالية تنال الدعم بنسبة مائة في المائة» من كل الأطراف المعنية.
ونوه باولو إلى أن المؤتمر الوطني «الذي يستثني نفسه (عن المفاوضات) يتحمل مسؤولية كبيرة، لأن العملية السياسية سوف تمضي قدما على أي حال»، على حد تعبيره، وقال بهذا الخصوص: «نحن لا نهدف إلى استبعاد أي شخص، فإن حظي الاتفاق على قبول ثمانين في المائة من الفرقاء الليبيين سنكون وصلنا إلى نتيجة جيدة».
من جهة أخرى، تحدى فايز جبريل، السفير الليبي في القاهرة، قرار حكومته الانتقالية باستدعائه بشكل عاجل إلى مقرها في مدينة البيضاء للتشاور، وواصل أمس مهامه بشكل عادي، متجاهلا طلب استدعائه الرسمي.
وقالت مصادر بالسفارة الليبية في القاهرة لـ«الشرق الأوسط» إن جبريل يواجه احتمال إبعاده بالقوة في حالة استمراره في تجاهل مهلة الأيام الثلاثة التي منحتها له حكومته لمغادرة القاهرة، والتي تنتهي اليوم.
إلى ذلك، قال مسؤولون إن خدمات الاتصالات الأرضية انقطعت في مدن المنطقة الشرقية، بعد أن ألحق مجهولون أضرارا بالكابلات البحرية في منطقة يسيطر عليها تنظيم داعش، وذلك في مؤشر إضافي على انهيار مقومات الدولة.
وأعلنت وزارة الاتصالات والمعلومات الليبية في بيان على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن «شركة هاتف ليبيا تعلن عن توقف الاتصالات الهاتفية عن المنطقة الشرقية والجنوبية نتيجة أعمال متعمدة بمحطة الكابل البحري سرت، ويتعذر حاليا صيانة العطل لدواعٍ أمنية».
من جهة أخرى، أعلنت تركيا أنها ستلزم الليبيين الراغبين في زيارتها بالحصول على تأشيرة دخول، حيث قال محمد الطويل، مدير مكتب الإعلام بوزارة الخارجية في الحكومة الموازية التي تسيطر على طرابلس، إن تركيا أبلغت السفارة الليبية في أنقرة بأنه سيتعين على الليبيين الحصول على تأشيرة بدءا من 25 من سبتمبر (أيلول) المقبل.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.