المغرب: منصب رئيس الجهة الجديد يغري السياسيين أكثر من الحقائب الوزارية

يفرض على الوزراء الفائزين الاستقالة بسبب تنافي المنصبين

المغرب: منصب رئيس الجهة الجديد يغري السياسيين أكثر من الحقائب الوزارية
TT

المغرب: منصب رئيس الجهة الجديد يغري السياسيين أكثر من الحقائب الوزارية

المغرب: منصب رئيس الجهة الجديد يغري السياسيين أكثر من الحقائب الوزارية

أصبح من المؤكد أن المغرب مقبل على تعديل رابع لحكومة عبد الإله ابن كيران، مباشرة بعد الانتهاء من أول انتخابات بلدية وجهوية تشهدها البلاد عقب إقرار دستور 2011، والمقرر إجراؤها يوم 4 سبتمبر (أيلول) المقبل، والسبب في ذلك دخول 13 وزيرا من بين 37 وزيرا، تتكون منهم الحكومة، غمار المنافسة في هذه الانتخابات على مناصب رؤساء الجهات (المناطق) الـ12 التي أحدثها التقسيم الإداري الجديد، والتي ستتمتع بصلاحيات واسعة في إطار تطبيق الجهوية الموسعة التي اعتمدها المغرب. وسيكون على الوزراء الفائزين في انتخابات رئاسات الجهات أن يقدموا استقالاتهم من مناصبهم الوزارية، نظرا لتنافي المنصبين، وهو ما سيتطلب إجراء تعديل حكومي لتعويضهم.
ويرتقب أن يعرف المغرب يوم 4 سبتمبر اقتراعين انتخابيين أساسيين، الأول لانتخاب أعضاء الجماعات المحلية (البلديات)، والثاني لانتخاب أعضاء مجالس الجهات (المناطق). ونظرا لتزامن الاقتراعين، سيجري التصويت فيهما معا بواسطة نفس ورقة التصويت الفريدة، التي تتضمن خانتين، واحدة لاختيار عضو الجماعة المحلية (البلدية)، والثانية لاختيار عضو مجلس الجهة (المنطقة).
ويتنافس في الانتخابات الجهوية 7588 مرشحا، يمثلون 28 حزبا، على 678 مقعدا موزعة على 12 جهة. ويشارك في هذه الانتخابات، بالإضافة إلى 13 وزيرا حاليا، نحو 10 وزراء سابقين، وأمناء عامون للأحزاب السياسية، ووجوه سياسية بارزة. وقد أضفت الرهانات المرتبطة بالانتخابات الجهوية صبغة خاصة على انتخابات الجماعات المحلية (البلديات) نظرا لتزامن العمليتين الانتخابيتين وتداخلهما، إذ إن نفس المرشح لعضوية الجهة يكون أيضا مرشحا لعضوية الجماعة المحلية، الشيء الذي نتج عنه بالتالي تداخل الحملات الانتخابية.
وبخصوص الوزراء المرشحين، فهم ينتمون لجميع الأحزاب المشكلة للغالبية الحكومية، مع بروز حزب العدالة والتنمية من خلال ترشيحه لخمسة وزراء، تليه الحركة الشعبية بثلاثة وزراء، والتجمع الوطني للأحرار بثلاثة وزراء، وحزب التقدم والاشتراكية بوزيرين.
وتشكل جهة فاس - مكناس إحدى أسخن البؤر في هذا السباق نحو رئاسة الجهات، إذ يتنافس فيها على هذا المنصب ثلاثة وزراء حاليين، بالإضافة إلى الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، الذي يتولى حاليا عمدية مدينة فاس.
ورشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة جهة فاس - مكناس وزير الموازنة إدريس الأزمي الإدريسي، يدعمه رئيس الفريق النيابي للحزب عبد الله بوانو، وكيل لائحة الحزب في مكناس. فيما رشح حزب التجمع الوطني للأحرار محمد عبو، وزير التجارة الخارجية. ورشح حزب الحركة الشعبية إدريس مرون، وزير التعمير. كما رشح عن حزب التقدم والاشتراكية عبد السلام الصديقي وزير العمل.
وبدورها، تعرف مدينة الدار البيضاء منافسة قوية بين العديد من الشخصيات السياسية البارزة، منها مصطفى الباكوري، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، ونبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب اليسار الاشتراكي الموحد، وعبد العزيز العماري، وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني من حزب العدالة والتنمية، وفاطمة مروان، وزيرة الصناعة التقليدية من حزب التجمع الوطني للأحرار.
ونزل حزب الاستقلال المعارض أيضًا بقوة في الدار البيضاء مرشحا وزيرة الصحة السابقة ياسمينة بادو لرئاسة الجهة. كما رشح الحزب في بلديات الدار البيضاء وزير التجهيز والنقل السابق كريم غلاب، ووزير الخوصصة السابق رشيد الفيلالي، الذي عاد أخيرا للحزب بعد سنوات من الخدمة في وزارة الداخلية، شغل خلالها منصب والي (كبير المحافظين) جهة أغادير، ثم عمل موظفا ساميا في الإدارة المركزية بالرباط.
من جهتها، اختارت مباركة بوعيدة، الوزيرة في وزارة الخارجية، الترشيح رفقة زوجها في مسقط رأسها بمدينة كلميم في الصحراء، بعد أن كانت تترشح في السابق في الدار البيضاء. وتقدمت بوعيدة لهذه الانتخابات على رأس لائحة النساء لحزب التجمع الوطني للأحرار، فيما ترشح زوجها عبد الرحيم بوعيدة على رأس اللائحة الجهوية لنفس الحزب. فيما اختارت القيادية في حزب العدالة والتنمية ووزيرة الأسرة والتضامن، بسيمة حقاوي، الترشيح في مدينة الفقيه بنصالح، حيث ستنافس زميلها في الحكومة القيادي بحزب التجمع الوطني للأحرار ووزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، محمد موبديع.
وفي جهة الرباط، ستكون المنافسة حامية أيضًا على رئاسة الجهة والتي يسعى إليها عزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل والقيادي بحزب العدالة والتنمية، والحسن حداد، وزير السياحة والقيادي في حزب الحركة الشعبية. وينافسهما في ذلك العديد من الوجوه السياسية البارزة، من بينها محمد كرين، القيادي في حزب التقدم والاشتراكية (مشارك في الحكومة).
من جهته، ترشح الأمين العام للحركة الشعبية ووزير الشباب والرياضة محند العنصر لرئاسة جهة خنيفرة - بني ملال، حيث سينافس أيضا زميله في الحكومة لحسن الداودي، وزير التعليم العالي، والمرشح عن حزب العدالة والتنمية. وكلا الرجلين ينتمي إلى المنطقة التي تضم معاقلهما الانتخابية.
في غضون ذلك، تأكد فوز بعض المرشحين للانتخابات البلدية قبل حتى أن تجرى الانتخابات، وذلك نظرا لكون العديد من المرشحين وجدوا أنفسهم في وضع المرشح الفريد، أي من دون منافس. وترجع هذه الوضعية، من جهة، إلى تعذر تغطية كل الأحزاب لكامل الدوائر الانتخابية، ومن جهة ثانية، إلى توافقات قبلية وحزبية حالت دون ترشح منافسين للمرشح الموعود.



الأمم المتحدة: مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في اليمن

الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)
الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)
TT

الأمم المتحدة: مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في اليمن

الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)
الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)

زاد عدد اليمنيين الذين واجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية بمقدار 100 ألف شخص خلال الثلاثة الأشهر الماضية، ليصل العدد الإجمالي إلى نصف عدد السكان في هذه المناطق في ظل أزمة اقتصادية خانقة تواجهها الحكومة بسبب استمرار الحوثيين في منعها من استئناف تصدير النفط.

وحسب تحليل حديث للأمم المتحدة، فقد عانى ما يقرب من نصف السكان في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية (4.7 ملايين شخص) من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال الفترة من يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) الماضيين، وتم تصنيف هؤلاء على أنهم في المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى (أزمة أو أسوأ).

من المتوقع أن تستمر أزمة الغذاء حتى الأشهر الأولى من عام 2025 (الأمم المتحدة)

ووفق هذه البيانات، فإن ذلك يشمل 1.2 مليون شخص عانوا من مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي - المرحلة 4 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الطوارئ) - التي تتميز بفجوات غذائية كبيرة ومستويات عالية من سوء التغذية الحاد.

ويعكس هذا، وفق التحليل، مستوى مرتفعاً باستمرار من الأمن الغذائي مقارنة بتحديث التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي السابق من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023 إلى فبراير (شباط) من العام الحالي، عندما تم تصنيف حوالي 4.6 ملايين شخص في المرحلة 3 أو أعلى.

أسباب التفاقم

ومع دعوة الحكومة اليمنية، المجتمع الدولي، إلى مساعدتها على مواجهة الأزمة الاقتصادية الراهنة نتيجة استمرار منعها من تصدير النفط الخام بسبب استهداف الحوثيين موانئ التصدير منذ عامين، أكد التحليل أن السبب في تسجيل مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد يعود إلى الاقتصاد المتدهور، الذي يتميز بانخفاض قيمة العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة أسعارها، إلى جانب استمرار الصراع والمساعدات الغذائية الإنسانية غير المنتظمة.

بالإضافة إلى ذلك، يذكر التحليل أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد في أغسطس (آب) الماضي أدت إلى فيضانات محلية دمرت المنازل وعطلت الأنشطة الزراعية وأسفرت عن خسارة الماشية والأراضي الزراعية ونزوح ما يقدر بنحو 400 ألف شخص، خصوصاً في أجزاء من محافظات مأرب والحديدة وتعز والضالع.

رجلان يحملان مساعدات غذائية في صنعاء من إحدى الوكالات الدولية (إ.ب.أ)

وخلال فترة التوقعات من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي وحتى فبراير (شباط) من العام المقبل، يبين التحليل أن الوضع سيتحسن بشكل طفيف مع توقع وجود 4.6 ملايين شخص في المرحلة 3 أو أعلى.

ومن بين هؤلاء، من المتوقع أن يواجه 1.1 مليون شخص مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة 4)، وتوقع أن يواجه 3.5 مليون شخص مستويات أزمة من انعدام الأمن الغذائي، المصنفة على أنها المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الأزمة).

استمرار الأزمة

في حين توقع التحليل الأممي أن ينخفض عدد المديريات المصنفة في المرحلة 4 من انعدام الأمن الغذائي بنسبة 50 في المائة، من 24 إلى 12 مديرية، فإن عدد السكان في هذه المرحلة سيظل دون تغيير، وذكر أنه وبشكل عام، من المرجح أن تشهد جميع المديريات الـ118 التي تم تحليلها مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الثالثة أو أعلى) خلال الفترة الحالية وفترة التوقعات.

والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو مبادرة مبتكرة متعددة الشركاء لتحسين تحليل الأمن الغذائي والتغذية واتخاذ القرارات، وباستخدامه، تعمل الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة معاً لتحديد شدة وحجم انعدام الأمن الغذائي الحاد والمزمن وحالات سوء التغذية الحاد في بلد ما، وفقاً للمعايير العلمية المعترف بها دولياً.

12 مليون يمني عانوا من مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

وقد تم تطوير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في الأصل في عام 2004 لاستخدامه في الصومال من قبل وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.

ومنذ ذلك الحين، تقود شراكة عالمية تضم 15 منظمة تطوير وتنفيذ التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي على المستوى العالمي والإقليمي والقطري.

وبعد أكثر من 10 سنوات من تطبيقه، أثبت التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أنه أحد أفضل الممارسات في مجال الأمن الغذائي العالمي، ونموذج للتعاون في أكثر من 30 دولة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.