حفتر يجدد اتهاماته لتركيا والسودان وقطر بدعم الإرهاب في ليبيا

مسؤول ليبي لـ («الشرق الأوسط»): الأمم المتحدة تضم بلديتي بنغازي ومصراتة لحوار الخميس بالمغرب

الفريق خليفة حفتر لدى وصواه إلى المؤتمر الصحافي  الذي عقد في عمان أمس (رويترز)
الفريق خليفة حفتر لدى وصواه إلى المؤتمر الصحافي الذي عقد في عمان أمس (رويترز)
TT

حفتر يجدد اتهاماته لتركيا والسودان وقطر بدعم الإرهاب في ليبيا

الفريق خليفة حفتر لدى وصواه إلى المؤتمر الصحافي  الذي عقد في عمان أمس (رويترز)
الفريق خليفة حفتر لدى وصواه إلى المؤتمر الصحافي الذي عقد في عمان أمس (رويترز)

اتهم الفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي أمس مجددا أمس كلا من تركيا وقطر والسودان بتقديم الدعم للجماعات الإرهابية المسلحة في بلاده، بينما لمحت وزير الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي إلى إمكانية تدخل أممي في ليبيا على غرار قوة يونيفيل في لبنان، بموافقة الليبيين وبعد تشكيل حكومتهم للوحدة الوطنية.
واستبعد حفتر تدخل قوات برية عربية لضرب تنظيم داعش على الأراضي الليبية، وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس في ختام زيارة دامت يومين إلى العاصمة الأردنية عمان: «لا نعتقد أنه سيكون هناك تدخل كامل، بل ضربات جوية فقط». وتابع: «لسنا بحاجة إلى الرجال، بل نحتاج إلى سلاح متطور وجديد والعتاد فقط لمواجهة تدفق السلاح من مصراتة إلى بنغازي»، مشيرا إلى أن الأوضاع في مدينة سرت التي سيطر عليها تنظيم داعش ستتغير لمصلحة الجيش الليبي قريبا، لكنه لم يحدد أية مواعيد لتحرير المدينة.
وقال حفتر إن الجيش سيؤيد أي نتائج إيجابية تتمخض عن المفاوضات التي تجري لحل الأزمة الليبية برعاية الأمم المتحدة والمتوقع استئنافها خلال اليومين المقبلين في المغرب، وقال: «لا نتدخل في الشأن السياسي، ونحن مع أي نتائج إيجابية في مصلحة الشعب الليبي».
من جهتها، حثت وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي في مقابلة مع صحيفة محلية على تركيز الجهود على ليبيا لوقف انطلاق المهاجرين والتصدي لتنظيم داعش ومكافحة الإرهاب. وقالت: «نحن مجبرون على البدء من ليبيا، فبعد مرور أكثر من عام من المحاولات» لتوحيد الليبيين عبر مفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، «وصل الآن المبعوث الأممي برناردينو ليون إلى آخر ميل من سباق ماراثون ضخم وحاسم لتحقيق التوازن».
وتوقعت التوصل إلى اتفاق سياسي ليبي شامل في غضون أسبوع من الزمن، موضحة أنه بعد بوسع الأمم المتحدة، باتفاق مع سلطات ليبيا تقييم إنشاء إطار أمني، لا علاقة له البتة بما جرى في عام 2011، في إشارة إلى تدخل حلف شمال الأطلنطي (الناتو) للقضاء على نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وكانت وكالة «آكي» الإيطالية قد نقلت عن مصادر دفاعية إيطالية أن «المساهمة الإيطالية في بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا في طور الصياغة»، مشيرة إلى أن العسكرية الإيطالية تستعد منذ مطلع العام الحالي لفرضيات مختلفة من التدخلات العسكرية ضمن عملية دولية محتملة في ليبيا تحت مظلة الأمم المتحدة.
في المقابل، وجهت أمس الميليشيات المسلحة المسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس أول تهديد علني للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بينما علمت «الشرق الأوسط» أنه تقرر توسيع دائرة الحوار الذي سيستأنف جلسته في مدينة الصخيرات بالمغرب يوم الخميس المقبل ليشمل بلديتي بنغازي ومصراتة.
وقالت غرفة عمليات ميليشيات فجر ليبيا، مخاطبة الرئيس السيسي الذي وضعت صورته بالملابس العسكرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «في عقر دارك ستكون المعارك مع أول غارة أو تقدم لجنودك على الأرض الليبية».
ولم توضح الغرفة مزيدا من التفاصيل في تهديدها المقتضب، الذي يعكس مخاوف الميليشيات التي تسيطر بقوة السلاح على العاصمة طرابلس منذ صيف العام الماضي، من احتمال مشاركة مصر في قوات عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب في ليبيا بناء على طلب حكومتها الانتقالية برئاسة عبد الله الثني.
ودعت نفس الغرفة في وقت سابق كل الكتائب والسرايا وقوات الإسناد الأمني التابعة لميليشيات فجر ليبيا، للاستعداد وجمع وتخزين الذخائر والأسلحة لمواجهة أي تدخل عسكري محتمل، ودعت من لا يملك السلاح أو الذخائر للتوجه إلى المعسكرات التابعة لشرعية الدولة. وأضافت: «ويتلقى التدريب المناسب ليتحصل على السلاح والذخائر ويستعد للدفاع عن أرضه وعرضه وسيتم توزيع أسلحة وذخائر إضافية في المعسكرات».
إلى ذلك، قال مصدر حكومي ليبي مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن بعثة الأم المتحدة اختارت ممثلين عن مدينتي بنغازي ومصراتة للمشاركة في أحدث جولة للحوار الذي ترعاه البعثة والمقرر عقدها يوم الخميس المقبل في المغرب.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم تعريفه أن الأمم المتحدة قررت توسيع دائرة الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين، ودعت ممثلين عن المدينتين لحضور الجلسة المرتقبة التي ستعقد أساسا بين وفدي مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا له، ووفد عن المؤتمر الوطني (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته والمدعوم من ميليشيات طرابلس.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.