نيجيرفان بارزاني يقترح تسوية آلية انتخاب رئيس كردستان باستفتاء شعبي

أكد أنه الخيار الأمثل في حال فشل الأحزاب في التوصل إلى اتفاق

رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني يتحدث إلى سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى العراق جانا هيباسكوفا  خلال الاحتفال الذي جرى مساء أول من أمس بافتتاح مكتب للاتحاد في أربيل (أ.ف.ب)
رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني يتحدث إلى سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى العراق جانا هيباسكوفا خلال الاحتفال الذي جرى مساء أول من أمس بافتتاح مكتب للاتحاد في أربيل (أ.ف.ب)
TT

نيجيرفان بارزاني يقترح تسوية آلية انتخاب رئيس كردستان باستفتاء شعبي

رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني يتحدث إلى سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى العراق جانا هيباسكوفا  خلال الاحتفال الذي جرى مساء أول من أمس بافتتاح مكتب للاتحاد في أربيل (أ.ف.ب)
رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني يتحدث إلى سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى العراق جانا هيباسكوفا خلال الاحتفال الذي جرى مساء أول من أمس بافتتاح مكتب للاتحاد في أربيل (أ.ف.ب)

أعلن رئيس حكومة إقليم كردستان نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني نيجيرفان بارزاني، أول من أمس عن مقترح جديد لحل أزمة الرئاسة في الإقليم إذا لم تتوصل الأحزاب الخمسة إلى التوافق، يتمثل بعرض آلية انتخاب الرئيس، التي تمثل نقطة الخلاف الرئيسية بين كافة الأطراف، للتصويت في استفتاء عام.
وقال نيجيرفان بارزاني، في حديث للصحافيين على هامش افتتاح مكتب الاتحاد الأوروبي في أربيل مساء أول من أمس: «سنبذل كل ما في وسعنا للتوصل إلى توافق بشأن المسألة، لكن إذا كان هناك رأيان مختلفان، يصر أحدهما على انتخاب الرئيس داخل البرلمان بينما نحن لا نصر على انتخابه من قبل الشعب، بل نرى أنه يجب أن تعرض آلية انتخاب الرئيس للتصويت عن طريق استفتاء عام يشارك فيه المواطنون، فإذا رأى الشعب أنه يجب أن ينتخب الرئيس من قبل البرلمان، حينها نحن في الحزب الديمقراطي الكردستاني سنرحب برأي الشعب، أما إذا رأى الشعب أنه يجب أن ينتخب عن طريق التصويت العام فتلك إرادته ونحن نرى أنه لا يجوز أن نسلب الشعب إرادته».
ويواصل رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني صلاحياته الطبيعية كرئيس للإقليم، رغم انتهاء ولايته في 20 أغسطس (آب) الحالي وذلك استنادا للقرار الصادر من مجلس الشورى في كردستان، الذي قرر بقاء بارزاني في منصبه لعامين آخرين، أي لحين إجراء الانتخابات البرلمانية في عام 2017.
واستقبل رئيس الإقليم أمس في أربيل، وزيري الخارجية والدفاع النرويجيين، وأكد خلال اللقاء «أن ما يجري في إقليم كردستان من حراك سياسي هو أمر طبيعي ونتاج للديمقراطية والعملية السياسية في كردستان، ولا تأثير له على قوات البيشمركة والقوات الأمنية التي تحارب تنظيم داعش وتحافظ على أمن استقرار الإقليم».
ومن المقرر أن تعقد الأحزاب الخمسة الجولة الخامسة من مفاوضاتها بشأن مسألة الرئاسة غدا في مدينة أربيل، حيث تتوقع الأطراف السياسية أن تتوصل إلى بعض التوافقات بعد فشلها في التوصل إلى أي تقارب خلال الجولات الأربع الماضية. وحول الاستفتاء الذي طرحه نيجيرفان بارزاني، ترى النائبة عن الاتحاد الوطني الكردستاني، مريم صمد عبدي، أن المفوضية العليا للانتخابات في الإقليم لا تستطيع حاليا إجراء أي استفتاء أو انتخابات بسبب النقص الذي تعاني منه في الكوادر والمعدات، وبينت لـ«الشرق الأوسط» أن «من المبكر الحديث عن الاستفتاء، لأن المباحثات ما زالت مستمرة بين الأطراف السياسية».
بدوره، قال بيستون فائق، النائب عن حركة التغيير،: «لا يستطيع أي طرف، عرض آلية انتخاب الرئيس للتصويت في استفتاء عام، لأن هذه المسألة تحتاج إلى إجراءات خاصة، وهذه الإجراءات تتم عن طريق طلب قانوني مقدم من لجنة الدستور أو البرلمان».
من جهته، قال النائب عن الاتحاد الإسلامي في برلمان الإقليم، حاجي كاروان، إنه «حتى لو بدأت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات استعداداتها لذلك، فإنها ستحتاج على أقل تقدير نحو ثلاثة إلى أربعة أشهر لإجراء ذلك الاستفتاء، ويمثل هذا إضاعة للوقت مع الخشية من حدوث التزوير».
وبالتزامن مع الاجتماعات الجارية بين الأطراف الكردية للخروج من أزمة الرئاسة في الإقليم، افتتح الاتحاد الأوروبي مساء أول من أمس مكتبه التنسيقي في أربيل. وعد المستشار السياسي في دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان، سامان سوراني، لـ«الشرق الأوسط» افتتاح مكتب الاتحاد الأوروبي «خطوة مهمة ويعتبر إشارة مهمة على أن الإقليم مستمر في تطوره ومستمر في تطبيق مناهج الديمقراطية والانفتاح على العالم».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.