العربي يتوقع تقدمًا لحل الأزمة السورية في الوقت الراهن

كشف عن جولة جديدة للمشاورات بين الحكومة والمعارضة بجنيف

العربي يتوقع تقدمًا لحل الأزمة السورية في الوقت الراهن
TT

العربي يتوقع تقدمًا لحل الأزمة السورية في الوقت الراهن

العربي يتوقع تقدمًا لحل الأزمة السورية في الوقت الراهن

أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عن أمله في أن تسفر الجهود والاتصالات العربية والدولية الحالية عن إنضاج الحل السياسي المنشود للأزمة السورية، وفقًا لبيان جنيف1.
وقال في تصريح للصحافيين أمس إنه من المتوقع أن تشهد جهود حل الأزمة السورية تقدمًا في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن مجلس الأمن الدولي ولأول مرة أصدر بيانًا بالإجماع لكل أعضائه بشأن ضرورة حل الأزمة السورية سلميًا. وأضاف أنه ستبدأ قريبًا في جنيف جولة جديدة من المشاورات بين الأطراف المعنية من الحكومة والمعارضة. وجدد الأمين العام الإعراب عن دعمه للجهود التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا السيد ستيفان دي مستورًا في هذا الشأن. وكان الدكتور العربي قد استنكر وبشدة، في بيان له مؤخرًا استمرار الضربات الجوية وعمليات القصف العشوائي التي يتعرض لها المدنيون السوريون في مناطق وأحياء مختلفة في سوريا، وخصوصًا عمليات القصف التي شنّها النظام السوري في الأيام الأخيرة وطالت السوق الشعبية في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، وأودت بحياة العشرات من المدنيين الأبرياء.
ودعا الأمين العام إلى الوقف الفوري لهذه العمليات الموجهة ضد المدنيين، معربًا عن تأييد جامعة الدول العربية للبيان الصادر عن مجلس الأمن بشأن مستجدات الأوضاع في سوريا، الذي طالب بالكفّ عن إيذاء المدنيين والاستخدام العشوائي للأسلحة، واعتبر البيان أن سوريا تشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، وتُهدّد أمن وسلامة المنطقة. شهدت الأمانة العامة للجامعة العربية اجتماعًا تنسيقيًا مشتركًا، أمس (الأحد)، بين عدد من مسؤولي الأمانة العامة للجامعة وجهات مصرية معنية بهدف استكمال التحضيرات لعقد الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والدفاع العرب، المقرر انعقاده الخميس المقبل برئاسة مصر الرئيس الحالي للقمة العربية، وذلك لإقرار البروتوكول الخاص بتشكيل القوة العربية المشتركة تنفيذًا لقرار القمة العربية التي عقدت في مدينة شرم الشيخ مارس (آذار) الماضي.
وأوضح اللواء محمود خليفة، المستشار العسكري للأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الاجتماع يهدف للوقوف على آخر الاستعدادات اللوجيستية والتنظيمية والأمنية الخاصة بالاجتماع المرتقب. وأوضح أن الاجتماع المقرر انعقاده الخميس المقبل لوزراء الخارجية والدفاع العرب يهدف إلى القضاء على الإرهاب وصيانة الأمن القومي العربي، مشيرًا إلى أن التهديدات الإرهابية أصبحت أمرًا واقعًا موجودًا في كثير من الدول العربية من الخليج إلى المحيط. وحذر من تمدد خطر الإرهاب الذي يعمل خطوة خطوة، حيث يبدأ بدولة ثم ينتقل إلى دولتين فأكثر وهكذا إلى تنفيذ أطماعه بإنشاء ما يدعيه بتنظيم داعش.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.