الاستثمار العقاري من أجل التأجير يعرف فورة ببريطانيا

أفضل مواقعه تقع خارج لندن

الاستثمار العقاري من أجل التأجير يعرف فورة ببريطانيا
TT

الاستثمار العقاري من أجل التأجير يعرف فورة ببريطانيا

الاستثمار العقاري من أجل التأجير يعرف فورة ببريطانيا

تراجعت التكهنات التي انتشرت في الأسابيع الأخيرة حول احتمالات وجود فقاعة في أسعار عقارات لندن، وظهرت بدلا منها توقعات - يعتبرها البعض مخاوف - من موجة انتعاش أخرى في نشاط شراء العقارات من أجل تأجيرها. ويبلغ إجمالي حجم الاستثمار في العقارات البريطانية من أجل التأجير مبلغ تريليون إسترليني (1.5 تريليون دولار).
وحاول حزب المحافظين بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة أن يخفف من حدة الإقبال على نشاط الشراء العقاري من أجل التأجير، فألغى حوافز ضريبية كانت متاحة من قبل لمن هم في شريحة ضريبية أعلى. واقتصر الإعفاء الضريبي على الحد الأدنى من الضرائب بنسبة 20 في المائة فقط.
لكن هذه الخطوة لم يكن لها في الواقع أي تأثير على نشاط شراء العقارات من أجل تأجيرها وذلك لعدة أسباب منها:
- ما زالت أسعار الفائدة السائدة في أدنى مستوياتها تاريخيا، وبنسبة نصف نقطة في المائة على الإسترليني. وهذا يعني أن تكاليف الاقتراض العقاري ما زالت متدنية، مما يشجع على الاقتراض لشراء المزيد من العقارات.
- تعني أسعار الفائدة المتدنية أن العوائد على المدخرات في البنوك ليست مجزية وقد تقل أحيانا عن نسبة التضخم، مما يعني أن من يحتفظ بأمواله في البنوك لقاء عائد متواضع يجد في نهاية العام أن القوة الشرائية لمدخراته قد تراجعت بفعل التضخم والعوائد الهزيلة.
- عدم استقرار البورصات: تعتبر البورصات هي البديل الطبيعي للاستثمار العقاري، وتاريخيا وفرت البورصات عوائد أفضل من العقارات. لكن هذا الوضع تغير الآن مع اعتبار البعض أن أسعار الأسهم والأوراق المالية متضخمة بالفعل، واحتمالات سقوطها الآن أكبر من احتمالات زيادتها. ويخشى البعض التوجه إلى الاستثمار في البورصات خوفا من مخاطرها العالية.
- توقعات الانتعاش العقاري: فيما تبدو البورصات مخاطرة استثمارية والمدخرات المصرفية غير مجدية في عوائدها، فإن العقارات تبدو الأكثر استقرارا وربحا في السوق حاليا، مع توقعات باستمرار انتعاشها. وتبدو العقارات جذابة أيضا لأنها توفر عوائد إيجارية شبه مضمونة يمكن أن تغطي تكاليف القرض العقاري، بينما يستفيد المستثمر من ارتفاع قيمة العقار نفسه.
في هذا الصدد أجرت المجموعة الاستشارية العقارية «سي بي آر إي» دراسة حول أفضل مواقع الاستثمار العقاري من أجل العوائد الإيجارية في بريطانيا، وأسفر البحث عن وجود خمس مدن توفر أفضل الأسعار العقارية من ناحية وأفضل العوائد الإيجارية من ناحية أخرى.
على قمة اللائحة تقع مدينة يورك شمال إنجلترا، تليها مدينة إدنبره في اسكوتلندا، ثم المدينة الجامعية أكسفورد، تليها مدينة جديدة شمال لندن اسمها ميلتون كينز، وأخيرا مدينة كوفنتري. وزادت قيمة الإيجارات في هذه المدن في العام الأخير بنسب تراوحت بين 14 و26 في المائة.
وتقول الدراسة إن أفضل استثمارات العقار من أجل التأجير كانت في هذه المدن خلال العام الأخير. ولم تظهر لندن على اللائحة لسبب واضح وهو أن ارتفاع أسعار العقار فيها يجعل العائد الإيجاري ضئيلا كنسبة مئوية من ثمن العقار. وهناك من يفضل الاستثمار العقاري في لندن لأسباب مختلفة، منها الإقامة الجزئية في العقار، أو توقعات زيادة القيمة بنسبة أكبر من زيادات أسعار العقار في المدن الأخرى خارجها.
لكن اختيار هذه المدن للاستثمار العقاري من أجل التأجير ليس ضمانا فوريا للربح، حيث يتعين على المستثمر أن يجري أبحاثه وحساباته قبل الإقبال على هذا النوع من الاستثمار. وهناك العديد من النصائح بهذا الشأن يجب على المستثمر أن يدرسها جيدا (انظر الكادر).
وجاءت في الدراسة لمحات من الأسباب التي أدت إلى اختيار المدن الخمس كأفضل مواقع الاستثمار العقاري في بريطانيا من أجل العوائد الإيجارية. وهذه هي أبرز المزايا التي حققتها هذه المدن:
* يورك: هي مدينة كانت تاريخيا محمية رومانية تقع شمال إنجلترا، وتعود بعض عقاراتها إلى العصور الوسطى وبدايات القرن العشرين. شوارع المدينة عتيقة، وبعضها ما زال مرصوفا بالأحجار. وعلى الرغم من أنها مدينة سياحية وتاريخية فإن أسعار العقار فيها ما زالت متدنية وتقل عن المعدل البريطاني بنسبة 10 في المائة. وتجذب هذه الأسعار المستثمرين من أجل الإيجار خصوصا أن الإيجارات في المدينة زادت في العام الأخير بنسبة 26 في المائة. ويأتي الطلب العقاري من طلبة الجامعتين في المدينة والعديد من صغار السن المحترفين الذين يعملون في المدينة. ويصل متوسط الإيجار الشهري لعقارات يورك إلى 900 جنيه إسترليني شهريا (1350 دولارا). ويصل متوسط سعر العقار في المدينة إلى 229 ألف إسترليني (344 ألف دولار).
* إدنبره: وهي مدينة ثقافية من الطراز الأول، ويعقد بها العديد من المهرجانات والمناسبات، مما يضمن إقبالا سياحيا مستمرا على المدينة، وعوائد تصل إلى 261 مليون إسترليني (392 مليون دولار) تضاف إلى اقتصاد اسكوتلندا. وخلال العقد المقبل من المتوقع أن تنمو عوائد إدنبره بنسبة 30 في المائة. وهي ليست رخيصة عقاريا، حيث تزيد قيمة عقارات المدينة عن المعدل البريطاني بنسبة 20 في المائة، لكن العوائد المتوقعة من الإيجارات تزيد هي الأخرى وبنسبة مماثلة إلى متوسط يصل إلى 942 إسترلينيا (1431 دولارا) شهريا. وتستفيد المدينة من وجود جامعة فيها وموارد نفطية من بحر الشمال، وتزيد معدلات الأجور فيها بنسبة 20 في المائة عن المتوسط البريطاني. وفي العام الأخير زادت قيمة العقارات في المدينة بنسبة 21 في المائة إلى 261 ألف إسترليني (392 ألف دولار) في المتوسط. وهي تتميز بتعداد صغير السن لا يزيد في المتوسط على 38.5 عاما.
* أكسفورد: وهي مدينة ذات سمعة أكاديمية متميزة، كما تقع فيها مصانع سيارات ميني وتجذب إليها العديد من السياح. وهناك منافسة شديدة بين طلبة الجامعة وعمال المدينة على تأجير العقارات بكل أنواعها في المدينة. ولا يشوب الاستثمار في أكسفورد سوى شكوك وجود فقاعة سعرية في عقاراتها مما يجعل الإيرادات كنسبة من ثمن العقار محدودة. وفي العام الأخير زادت قيمة الإيجار لعقارات أكسفورد بنسبة 18 في المائة إلى 1459 جنيها إسترلينيا (2190 دولارا) شهريا، بينما وصل متوسط سعر العقار فيها إلى 432 ألف إسترليني (648 ألف دولار) بزيادة قدرها 16 في المائة في العام الأخير.
* ميلتون كينز: وهي من المدن الجديدة نسبيا وأكثرها نموا نظرا لقربها من لندن. ويدفع هذا النمو نسب الإيجار فيها إلى ما يفوق المتوسط البريطاني بنسبة أربعة في المائة. وهي ترتبط بلندن بخطوط سكك حديدية سريعة، وتوفر لسكانها العديد من تسهيلات الحياة العصرية، مثل وجود مدرجات للتزلج على الجليد داخل مبنى مكيف، والعديد من الملاعب والمساحات الخضراء. وارتفع متوسط الإيجار في المدينة في العام الأخير بنسبة 15 في المائة إلى 949 إسترلينيا (1424 دولارا) شهريا. وارتفعت قيمة العقارات في المدينة بنسبة ثلاثة في المائة في العام الأخير إلى متوسط قدره 238 ألف إسترليني (357 ألف دولار).
* كوفنتري: وهي مدينة تاريخية مرتبطة بالعديد من قصص التراث الإنجليزي، وبها جامعتان وعدد كبير من تعداد الطلبة. وبالمدينة نشاط كبير لشراء العقارات نظرا لانخفاض أسعارها نسبيا واستقرارها عند متوسط لا يزيد على 162 ألف إسترليني (243 ألف دولار). وارتفع متوسط الإيجارات في المدينة في العام الماضي إلى 677 إسترلينيا (1015 دولارا) شهريا. وهي أيضا ذات تعداد صغير السن لا يزيد في متوسطه على 37 عاما.
أما لندن فهي تقتصر على كبار المستثمرين، حيث يصل متوسط سعر العقار فيها إلى نصف مليون إسترليني (750 ألف دولار)، ويزداد نشاط التأجير في مناطق شرق لندن حيث الطلب المتزايد من ناحية واعتدال أسعار العقار من ناحية أخرى.
وفي المناطق الراقية مثل كنسنغتون وتشيلسي يصل متوسط سعر العقار إلى مليون إسترليني، ولذلك لا يزيد العائد الإيجاري في هذه المناطق على 2.8 في المائة، بينما يصل إلى أكثر من 10 في المائة في مناطق شرق لندن.

* خطوات ضرورية قبل الاستثمار العقاري للتأجير
* ينصح الخبراء بعدد من الخطوات الواجب اتباعها قبل الإقبال على الاستثمار العقاري من أجل الإيجار، وأهمها:
- ضرورة دراسة السوق ومعرفة المخاطر قبل المكاسب واكتساب المعرفة حول أفضل المناطق وأفضل العقارات لهذا النوع من الاستثمار.
- اختيار المناطق الواعدة: وهي ليست الأرخص أو الأغلى في السوق، وإنما تلك المتوقع منها تحقيق أفضل العوائد في المستقبل. وتشمل هذه المناطق العقارات القريبة من نقاط المواصلات الجيدة والمدارس.
- ضرورة إجراء الحسابات بدقة: تطلب البنوك مقدما للقرض العقاري تبلغ نسبته 25 في المائة كما تفضل عوائد إيجارية تزيد بنسبة 25 في المائة عن قيمة القرض العقاري الشهري. ويجب حساب كل التكاليف والرسوم الأخرى المصاحبة للاستثمار العقاري.
- بحث أسواق الإقراض العقاري واختيار أفضل العروض: لا يجب الاكتفاء بأول عرض من البنك أو الوسيط المالي، بل بحث أفضل العروض في السوق واختيار الأنسب منها. ويمكن لوسيط مالي محايد أن يساعد المستثمر في اختيار أفضل العروض وفقا لظروفه.
- من هو المستأجر المتوقع: عند اختيار العقار المستهدف للإيجار لا يجب أن يفكر المستثمر فيما إذا كان العقار يعجبه هو أم لا، وإنما يجب عليه التفكير في المستأجر المتوقع لمثل هذا العقار. والاختيار الأفضل من وجهة نظر المستأجر يضمن بقاء المستأجر لفترات طويلة.



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»