ميناء عدن يستقبل أول سفينة تجارية منذ تحريره

الزربة: تحمل على متنها 350 حاوية

ميناء عدن يستقبل أول سفينة تجارية منذ تحريره
TT

ميناء عدن يستقبل أول سفينة تجارية منذ تحريره

ميناء عدن يستقبل أول سفينة تجارية منذ تحريره

عاود ميناء عدن نشاطه مع رسو سفينة تجارية هي الأولى منذ بدء النزاع في نهاية مارس (آذار)، في مؤشر آخر إلى عودة الأوضاع لطبيعتها في ثاني مدن اليمن إثر استعادتها من المتمردين الشهر الماضي.
حيث وصلت صباح أمس الجمعة، أول سفينة تجارية إلى ميناء عدن، قادمة من ميناء جدة في المملكة العربية السعودية، تحمل على متنها 350 حاوية.
وقال محمد علوي الزربة رئيس مؤسسة موانئ خليج عدن، لـ«الشرق الأوسط» إن السفينة التجارية الأولى التي وصلت الميناء تحمل على متنها 350 حاوية، لمواد تجارية مختلفة، منوها أن السفينة مقرر لها حمل 150 حاوية من ميناء عدن، إلى الخارج.
وأكد الزربة أن الحاوية التجارية هي الأولى تصل ميناء المدينة عقب تحريرها من ميليشيات الحوثي وصالح، عقب تأهيله وإصلاح الأضرار التي لحقت به جراء العدوان العسكري، من قبل الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق. وأشار إلى أن هناك ثلاث سفن تجارية أخرى، في طريقها إلى الميناء، وعلى متنها ما بين 600 - 700 حاوية بضائع تجارية متعددة.
وكانت سفينة مساعدات إماراتية سابعة، وصلت ميناء عدن، وقال مسؤول في الميناء لـ«الشرق الأوسط» إن السفينة تابعة للهلال الأحمر الإماراتي، وتأتي ضمن رحلات سابقة ولاحقة، هدفها إغاثة اليمنيين، ورفع معاناتهم الإنسانية التي يعيشونها، جراء الحرب والحصار.
وأضاف أن السفينة الإماراتية، حملت على متنها 4832 طنًا من المساعدات الغذائية والإنسانية المقدمة للسكان المتضررين من الحرب وما لحقها من حصار خانق، على مدينة عدن، والمحافظات المجاورة مثل لحج والضالع وأبين.
وقالت مصادر إغاثية في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، سيرت رحلات إغاثية إنسانية، جوية وبحرية، إذ قدر للهلال تسيير سفن وطائرات إغاثة إلى اليمنيين، وحملت 13 ألفا و583 طنا، من المساعدات المختلفة الواصلة إلى اليمن.
وكان عدنان الكاف، منسق الإعلام بائتلاف الإغاثة الشعبية بعدن، أوضح في اتصال لـ«الشرق الأوسط» أن سفن الإغاثة، شكلت لها لجان من المقاومة، التي تم إشراكها مؤخرا، في عملية الإشراف والتوزيع والرقابة، مشيرا إلى أنه من الآن وتاليا، ستقوم المقاومة بالإشراف والتوزيع على المواد الإغاثية الإنسانية الواصلة إلى عدن.
وكانت حركة الملاحة توقفت في أهم مرافئ اليمن منذ استيلاء المتمردين على عدن أواخر مارس. وقال عارف الشعبي نائب مدير المرفأ بأن السفينة «فينوس» التابعة لشركة الملاحة العربية المتحدة كانت محملة بـ350 حاوية من مختلف المنتجات التي طلبها تجار هذه المدينة.
وأضاف حسب - وكالة الصحافة الفرنسية «هذا يعني عودة مرفأ عدن للحياة وهذا الأمر سيفيد المدينة ومحافظات الجنوب» التي استعادتها القوات التي تقاتل المتمردين خلال الأسابيع الماضية. وأضاف أن سفنا أخرى ستلي «فينوس» وقد أصبح مرفأ اليمن الرئيسي مفتوحا الآن أمام حركة الملاحة البحرية. وتمكنت القوات الموالية للحكومة مدعومة برا وجوا من قوات التحالف الذي تقوده السعودية، من طرد المتمردين الحوثيين من عدن في منتصف يوليو (تموز) بعد أشهر من المعارك الدامية. ومنذ استعادة عدن، رست سفن عدة تحمل مساعدات إنسانية لتسليم بضائعها في الميناء.
واليمن مسرح منذ 26 مارس للصراع بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وحلفائهم من جهة والقوات الحكومية وجماعات أخرى مقاومة للمتمردين يدعمها ائتلاف بقيادة السعودية.
وأطلقت الرياض الحملة الجوية لمنع المتمردين الذين استولوا منذ العام الماضي على مناطق واسعة بما في ذلك العاصمة صنعاء وعدن، من الاستيلاء على كامل اليمن. وقد شكلت استعادة السيطرة على عدن نقطة تحول في الصراع. فمن هذه المدينة انطلقت هجمات لاستعادة المحافظات التي شكلت اليمن الجنوبي السابق الذي كان دولة مستقلة قبل 1990.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.