«ذا بوكس».. «زوادة» لبنانية في علبة

يشفي غليل الحنين إلى أكلات وحلويات من زمن القرية الجميل

منتجات محلية الصنع وتقدم بطريقة جذابة  -  «ذا بوكس» أحدث صيحة في عالم الطعام في لبنان  -  علامة الشركة {لا ثوم ولا بصل}
منتجات محلية الصنع وتقدم بطريقة جذابة - «ذا بوكس» أحدث صيحة في عالم الطعام في لبنان - علامة الشركة {لا ثوم ولا بصل}
TT

«ذا بوكس».. «زوادة» لبنانية في علبة

منتجات محلية الصنع وتقدم بطريقة جذابة  -  «ذا بوكس» أحدث صيحة في عالم الطعام في لبنان  -  علامة الشركة {لا ثوم ولا بصل}
منتجات محلية الصنع وتقدم بطريقة جذابة - «ذا بوكس» أحدث صيحة في عالم الطعام في لبنان - علامة الشركة {لا ثوم ولا بصل}

لعلّ أكثر ما نحنّ إليه في أيامنا الحالية هو تلك الأكلات الأصيلة، التي ما أن نستذكرها أو يقع نظرنا عليها، حتى تلمع أعيننا فرحا مستعيدين ذكريات أيام الطفولة الجميلة.
فمن منّا لا يشتاق إلى قضمة من «السمسميّة والفستقّية» أو «البسكوت مع راحة الحلقوم» (حلويات لبنانية عريقة)؟ ومن منّا لا يتمنى أن تعود به الأيام ليتذوّق مربّى المشمش وحلويات «المعكرون بالسمسم» من يدي جدّته. حتى المونة اللبنانية لها وقعها الإيجابي علينا، والتي لا نتوانى عن البحث عن منتجاتها، في كلّ مرة ذهبنا بها في نزهة إلى أحد جبال لبنان لنحظى بها. فكم من مرّة سألنا بشغف الأطفال، عما إذا في إمكاننا أن نجد في هذه البلدة أو تلك القرية: «الكشك» البلدي أو زيت الزيتون الصافي، وغيرها من المكونات الطبيعية والطازجة التابعة للمطبخ اللبناني الأصيل؟
The box أو «الزوّادة» التي ابتكرها د. أنطوني رحيّل للحفاظ على صلة الوصل هذه ما بين المدنية والعراقة، تشكّل أفضل عنوان للبنانيين المقيمين في لبنان أو في المهجر قبل مغادرة بلدهم. ففي أسلوب مبتكر يعتمد التوصيل المجاني (delivery) تحصل على هذه العلبة التراثية الطابع.
وقد حرص صاحب هذه الفكرة أن يكون صندوق «الزوّادة» هذا، الذي يتميّز بجودة محتوياته وصنعها الطازج، في متناول يد أي شخص يطلبها، فيوصلها الساعي إلى العنوان المحدد في مدة لا تتجاوز الـ24 ساعة حتى لا تفقد خصوصيتها.
وما أن تتسلم هذه الزوّادة اللبنانية الهويّة بامتياز، حتى ترتسم الابتسامة على ثغرك، وتمدّ يدك تتلمّس محتوياتها وكأنها كنز ثمين حظيت به. فتفتحها وتنظر إلى منتجاتها وأنت لا تصدّق، بأن القرية اللبنانية زارتك شخصيا بدل أن تتكبّد أنت قطع المسافات لتزورها بنفسك.
* خصائص علبة «The box»
الصندوق هو كناية عن علبة كرتونية كبيرة، مقفلة بإحكام. كتب عليه بالأجنبية «The box»، وشعار «no garlic no onions» في أسفله. فتعرّفك بسرعة إلى مصدرها من خلال العلامات الأساسية هذه. وتعدّ هذه الفكرة الأولى من نوعها في لبنان وقد أرادها صاحبها، تكملة للخطوات السابقة التي قام بها، إن من خلال الصفحة الإلكترونية (No garlic no onions) التي أسسها منذ سنوات قليلة، والتي تهتمّ بإعلام متابعيها عن أهم المطاعم اللبنانية وأطيبها والواقعة في مختلف المناطق اللبنانية، أو من خلال برنامج تلفزيوني يقدّم على شاشة (إم تي في) بعنوان «مشوار» والذي يأخذ المشاهد إلى أجمل البلدات اللبنانية لاكتشاف الأطباق المشهورة فيها. ويقول في هذا الصدد: «سأبقى على تواصل مع تراثنا وتقاليدنا في المطبخ اللبناني من خلال خطوات مختلفة، وقد بدأتها مع وسائل التواصل الاجتماعي. فالعالم تحوّل من الكتابة والصور إلى الديجيتال، وأنا جعلت الأمر أكثر قربا، وطوّرته من خلال إيصال متعة التذوّق التي أضعها في متناول الجميع».
* محتويات «الزوّادة» حلو ومالح وأدوات مطبخ
تتضمن محتويات «الزواّدة» نحو 15 مكوّنا لا تتكرر عناصرها على مدار أشهر السنة، وتتضمن إضافة إلى الحلويات القروية وبعض أنواع الجبن البلدي، وأدوات يمكنك استخدامها في صناعة الكبّة الشمالية مثلا (قالب من الفخار)، أو لصبّ المثلّجات في صحنك بواسطة ملعقة قديمة (معدنية)، كان يستعملها باعة «البوظة» المصنوعة باليد. أما دزينة أكواب القهوة العربية، أو قبّعة الطبخ ومريلة المطبخ وغيرها من الهدايا الخاصة بسيدة المنزل، فهي تكمّل فرحتك في تلقيك هذا الصندوق.
والجدير ذكره أن لائحة طويلة تتضمن أنواعا من هذه المنتجات وأسعارها تكون مرفقة مع العلبة، لتكون على بيّنة من مكوّناتها الطبيعية ومصدرها أيضا.
طرابلس وجزين والمختارة وبيت شباب وبنت جبيل وعيتا الفخّار ودير الأحمر وغيرها من البلدات اللبنانية، تشكّل العناوين العريضة لهذا المشوار الذي تقوم به وأنت في منزلك. ومع التفاصيل الدقيقة لمكوّنات «الفستقية والسمسميّة» أو لحباّت البندورة الكرزية الطازجة والكشك المكبوس بزيت الزيتون وغيرها، فإنك ستستمتع بتناولك هذه الأكلات والتي ستفتخر وفي تقديمها كضيافة قيّمة لزوّارك.
«هذه الفكرة أردتها لتحفيز شبابنا على التعرّف إلى أصالتنا اللبنانية عن كثب، ولتكون بمثابة هدية لن نتوانى عن إهدائها لأحبائنا، وحتى لأنفسنا لتضفي على مطبخنا لمسة قوس قزح نستمتع بألوانها على مدى أسابيع طويلة». هكذا يصف دكتور أنطوني رحيّل (طبيب أسنان)، الشغوف بمكونات المطبخ اللبناني عامة وفي اكتشاف جذورنا المطبخية بتفاصيلها خاصة. وقد أطلق على هذا الصندوق «The box» اسم «الزوّادة»، تيمنا بالوجبة الغنيّة التي كانت ترافق أجدادنا، عندما كانت أمهاتهم وزوجاتهم تزوّدهم بها لتناولها أثناء عملهم في الحقول.
* أول أربعاء من كل شهر يشكّل موعد تسليمها
تتغيّر المنتجات التي تحتويها «الزوّادة» حسب كل موسم، وهي تسلّم إلى من يرغب في الحصول عليها أول أربعاء من كل شهر. ويحرص د. أنطوني رحيّل على أن يختار هو نفسه، المكوّنات التي تحتويها من أكلات لبنانية أو هدايا خاصة بمطبخ ربّة المنزل من خلال خبرته الاستكشافية الطويلة في هذا المجال.
فأنطوني رحيّل يعشق لبنان إلى حدّ جعله يترجم مشاعره الإيجابية هذه تجاهه على طريقته، فهو لا يستعين بفريق مساعد أو بجهة تموّل مشاويره هذه التي تغطّي معظم المناطق اللبنانية. ويقول: «أزور البقاع كما طرابلس والنبطية وصيدا والبترون وبعلبك وغيرها، لأكتشف ومن خلال تناولي شخصيا أطيب المأكولات اللبنانية التي تشتهر فيها كل بلدة من هذه البلدات. ولا أذيع سرّا إذا قلت بأنني أرفض أي دعوة توجّه لي لتذوّق أكلة ما، إذ أفضّل أن أكتشف الأطايب بنفسي دون أي تأثيرات أخرى تتحول مع الوقت إلى فرض واجب». ويتابع د.أنطوني رحيّل: «أحب لبنان على طريقتي وأبتعد عن أي سلبيات يمكن أن تشوّه صورته، ولذلك حرصت على الكشف عن الإيجابيات الكثيرة التي يتمتّع بها. فتناول الطعام هو لذّة بحد ذاته فلماذا لا أوصلها بدوري إلى أكبر عدد ممكن من الناس، فتحظى بالفرصة نفسها التي ألاقيها في جولاتي ومشاويري».
«دبس الرمان» و«ماء الزهر» و«ربّ البندورة» و«قوالب المعمول» و«السمّاق القروي» و«الكعك بالحليب» والخبز الأسمر المصنوع من الحبوب (cereals)، وغيرها هي بعض من عناصر المونة اللبنانية التي بإمكانك الحصول عليها في هذه العلبة المفاجأة. إذ يحرص صاحب الفكرة أن لا يتعرّف متلقيها إلى أصنافها، إلا حين يفتحها شخصيا ودون أي فكرة مسبقة عنها.
«www.the box.boutique» هو العنوان الإلكتروني الذي يخوّل أي شخص موجود في لبنان أن يحصل من خلاله على هذه الزوّادة «The box» المرتبطة ارتباطا مباشرا بالمطبخ اللبناني. أما سعرها واصلة إليك فهو 75 دولارا، رغم أنه يتجاوز ذلك إذا ما أردت شراء المنتجات عينها من الأسواق التجارية المحدودة التي تبيعها من مصدرها.
ولكن هل يمكن أن تصل هذه العلبة يوما ما إلى خارج لبنان وتشفي غليل المهاجرين اللبنانيين من شعورهم بالحنين إلى جذورهم؟ يردّ د. أنطوني رحيّل: «هي فكرة واردة ونعمل على تطبيقها، رغم أنها تتخللها مصاعب كثيرة في الإجراءات القانونية المتعلّقة في إيصالها عن طريق الـ(delivery) إلى الخارج».
وفي النهاية يمكن القول: إن «The box» هو بمثابة «صندوق فرجة»، ستتمتّع دون شكّ بمشاهدة صوره الطبيعية التي تمرّ أمامك مباشرة، كما تتلذذ بطعم أصناف الطعام التي يحملها إليك، فتمضي أوقاتا جميلة في ربوع لبنان رغم أنك تكون في الحقيقة متواجدا على كرسي بسيط في مطبخك.



«قصر الطواجن»... أكلات العالم على مائدته المصرية

المطعم المصري (قصر الطواجن)
المطعم المصري (قصر الطواجن)
TT

«قصر الطواجن»... أكلات العالم على مائدته المصرية

المطعم المصري (قصر الطواجن)
المطعم المصري (قصر الطواجن)

هل تناولت من قبل طاجناً من «النجراسكو» و«اللازانيا»، أو أقدمت على تجربة «الدجاج الهندي المخلي»، أو حتى «طاجن لحم النعام بالحمام»، يمكنك تذوق ذلك وأكثر، عبر مجموعة من الوصفات التي تخللتها لمسات مصرية على أكلات غربية.

في منطقة حيوية صاخبة في مدينة «6 أكتوبر» المصرية (غرب القاهرة الكبرى) يحتل مطعم «قصر الطواجن» المتخصص بشكل أساسي في تقديم طبق «الطاجن» مساحة كبيرة، وساحة أمامية لافتة، يزينها منطقة للأطفال، بينما تتميز قاعاته الداخلية بفخامة تليق بمفهوم «القصور» المرتبط باسمه.

لا شك أن التدقيق في اختيار اسم المطعم يلعب دوراً في شهرته، إلا أنه تبقى دوماً التجربة خير دليل، بحسب تعبير أحمد مختار، مدير المطعم.

ريش بورق العنب (صفحة المطعم على فيسبوك)

ألوان مختلفة من الطواجن يقدمها المطعم، فإذا لم تكن راغباً في صنف بعينه، فحتماً سيثير «المنيو» حيرتك، وإذا كنت من عشاق الطواجن بشكل عام، فعليك أن تختار ما بين طاجن «البط البلدي» بخلطة «قصر الطواجن» أو «الكوارع» أو «ريش البتلو بورق العنب»، أو «ريش الضاني»، أو «الأرز المعمر بالقشطة واللحم»، أو «طاجن لحم النعام بالحمام»، وهناك أيضاً طاجن «بصلية» و«الفريك بالحمام»، و«لسان العصفور باللحم» و«رول الضاني».

وإذا كنت من محبي الطعام الكلاسيكي، فينتظرك هناك طاجن «بهاريز زمان»، المكون من 5 مكونات بعضها عتيق في المطبخ المصري، ومنها الكوارع، النخاع، قلوب البتلو، والكلاوي، ولا مانع أن تجرب طواجن ذات أسماء من ابتكار المطعم مثل «طاجن السعادة» المكون من المخاصي والحلويات واللحم، أو طاجن «فولتارين» الذي يداوي أي ضغوط نفسية، وفق مدير المطعم.

وأحياناً يسألك طاقم الضيافة هل تريد أن تجرب أكلات عالمية في طواجن مصرية، لتزداد حيرتك أمام طاجن «الدجاج الهندي المخلي» أو«المكسيكي الحار»، أو «إسباجيتي بلونيز»، أو «النجراسكو واللازانيا»، أما في حالة إصرارك على اختيار طبق من مصر، فتتصدر الأطباق الشعبية «منيو» الطواجن، فلا يفوتك مذاق طاجن «العكاوي» بالبصل والثوم والزنجبيل والكمون والفلفل الحلو والكركم.

«ليس غريباً أن يكون في القاهرة مطعم متخصص في الطواجن»، يقول مدير المطعم لـ«الشرق الأوسط»، ويتابع: «لقد تميزت مِصر بأنواع كثيرة من الطواجن الحادقة واللذيذة والشهية، ما بين الخضراوات واللحوم والأرز والطيور والمحاشي، واختصت أيضاً بعدة طواجن من الحلويات».

وأوضح: «وتتميز الطواجن على الطريقة المصرية بطرق ومكونات ووصفات كثيرة، وجميعها مميزة وشهية ويحبها المصريون والأجانب؛ لأنها تعتمد طريقة طهي اللحم ببطء على نار خفيفة غالباً لعدة ساعات، كما يساعد الشكل المخروطي للوعاء على «حبس» النكهة كاملة بالداخل؛ فتكون مركزة وغنية، كما يعمل الطاجن على تنعيم اللحوم والخضراوات المطبوخة».

وأضاف: «طاجن الملوخية بالطشة، البامية باللحم الضأن، التورلي باللحم، الكوسا المغموسة في الصلصلة الحمراء والبصل، هي بعض من طواجن الخضراوات التي يقدمها المطعم أيضاً لرواده، (تشتهر بها مصر كذلك)، ولذلك نحرص على تقديمها في المطعم، من خلال هذه الطريقة تظل الخضراوات محتفظة بقيمتها الغذائية، وتكتسب مذاقاً شهياً ولذيذاً وخفيفاً يحرض الجميع على التهامها، حتى بالنسبة لهؤلاء الذين لا يفضلون تناول الخضراوات، وبالإضافة إلى ذلك فإن الطعام يظل محتفظاً بسخونته لوقت طويل».

يبتكر الشيفات في المطعم في تقديم طواجن بلمسات عصرية: «نحرص على التجديد لتجربة طعام مبتكرة، إن امتزاج الأصالة بالحداثة أمر رائع في عالم الطهي؛ إذا أردت أن تخوض هذه التجربة فأنصحك أن تطلب طاجن الحمام المحشي باللحم، الذي تعلوه جبن الموتزريلا، أو الرقاق بطبقات القشطة، وغير ذلك».

أما «الطاسات» والصواني فهي طرق جديدة لمواجهة الضغوط الاقتصادية؛ فهي تسمح لرواد المطعم بإحضار الأسرة أو عمل ولائم وتقديم أنواع أنيقة ومختلفة من الطعام للمدعوين، بسعر أقل، وفي الوقت نفسه تسمح بالاستمتاع برفاهية المذاق على حد قول مختار.

لا تضم قائمة الطعام الطواجن وحدها؛ إنما هي تمثل الأطباق التي فيها توليفة من النكهات التي تحتفي بثراء التقاليد الطهوية الشرقية، فبجانب الطواجن، يقدم المطعم لرواده قائمة طويلة من المشويات، وأنواعاً مختلفة من الحساء والأرز، والمحاشي والسلطات، إلى جانب أكلات محلية من محافظات مصرية مثل البط الدمياطي والحواوشي والسجق الإسكندراني.

يعد المطعم أن المحافظة على التراث الطهوي المصري من ضمن أهدافه، يقول مختار: «نحافظ على أصالة المطبخ المصري من خلال الحصول على أطيب المكونات، وأفضل خامات الأواني الفخارية الآمنة من الناحية الصحية؛ مما يضمن أن تكون كل وجبة بمثابة مغامرة تذوق طعام مفيد وخالٍ من أي أضرار محتملة».

دوماً ترتفع تجربة تناول الطعام الخاصة بنا إلى مستوى أعلى من المتعة والرقي، حين يكون العاملون في المطعم على دراية جيدة وواعية بفن الضيافة، وهذا ما يتحقق في «قصر الطواجن»؛ فهم يبدون بصفتهم جزءاً من النسيج الثقافي والاجتماعي الغني في مصر؛ عبر ابتسامتهم الدائمة، ومهارتهم، وسرعة تلبية احتياجات الزبائن.