4 آلاف جندي النواة الرئيسية للشرطة في العاصمة عدن.. وخبراء سعوديون وإماراتيون لتدريبهم

الحكومة تودع 47 مليون دولار أجورًا لموظفي الدولة

4 آلاف جندي النواة الرئيسية للشرطة في العاصمة عدن.. وخبراء سعوديون وإماراتيون لتدريبهم
TT

4 آلاف جندي النواة الرئيسية للشرطة في العاصمة عدن.. وخبراء سعوديون وإماراتيون لتدريبهم

4 آلاف جندي النواة الرئيسية للشرطة في العاصمة عدن.. وخبراء سعوديون وإماراتيون لتدريبهم

أنهت الحكومة اليمنية المراحل الأخيرة لإطلاق الشرطة المحلية للحفاظ على الأمن في المديريات المحررة التابعة للعاصمة عدن، وذلك بعد أن التحق قرابة 4 آلاف شخص ينتمون للمقاومة الشعبية بالقطاع، فيما تنتظر السلطة المحلية في عدن وصول خبراء من السعودية والإمارات لتدريب الجنود في المرحلة المقبلة، وفق برامج حديثة مخصصة لتطوير قدرات الأفراد في كيفية التعامل مع الأحداث وتطبيق النظام والحفاظ على سلامة المواطنين.
ومع انطلاق القاعدة الأساسية للحفاظ على الأمن في الشق الجنوبي من اليمن، تكون الحكومة اليمنية قد خطت خطوات كبيرة، بحسب مختصين عسكريين، في تحويل المديريات اليمنية من مرحلة السلب والنهب والدمار، التي نفذتها ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح، إلى دولة مدنية تخضع كل مدنها للقانون الذي يحفظ حقوق المواطنين على حد سواء، الأمر الذي سيسهم في عودة الثقة محليا وخارجيا للدور الذي تلعبه الحكومة في استتباب الأمن.
وفي سياق متصل، أودعت الحكومية اليمنية نحو 10 مليارات ريال يمني، أي ما يعادل 47 مليون دولار، تمثل أجور الأشهر الثلاثة الماضية لموظفي القطاعات الحكومية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن والمحافظات التابعة لها إداريا، ويتوقع صرفها في الأيام المقبلة، بعد أن أكملت مكاتب البريد إجراءاتها بالتنسيق مع البنوك العاملة في المدينة لصرف الرواتب المتأخرة لموظفي القطاعات الخدمية، في حين تعمل السلطة المحلية في عدن على إكمال ملف أجور موظفي القطاع العسكري والمقاومة الشعبية.
وقال نايف البكري، محافظ عدن رئيس مجلس المقاومة الشعبية، لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة سعت لانخراط منتسبي المقاومة الشعبية في القطاعات العسكرية؛ ومنها الشرطة، الجيش، ووزعت الاستمارات في كثير من المواقع لتمكين الراغبين من الانخراط في هذه القطاعات، وفقا للقرار الجمهوري من الرئيس عبد ربه منصور هادي، القاضي بترتيب أوضاع المقاومة الشعبية وإشراكهم ضمن التشكيلات العسكرية، لافتا إلى أن هناك قرابة 4 آلاف شخص ممن ينتمون للمقاومة الشعبية قيدوا ضمن الشرطة المحلية وذلك نواة لإنشاء هذا القطاع، و«ننتظر خلال الأيام المقبلة وصول الخبراء والمختصين من السعودية لتدريب وتأهيل رجال الشرطة وفق برامج حديثة ومتطورة».
وأضاف البكري أن ذلك «سيسهم بشكل كبير في الحفاظ على الأمن، خاصة أن عدن وكل المحافظات التابعة لها بدأت تستعيد عافيتها من المعوقات التي كانت مفروضة على أبناء المدينة خلال الـ120 يوما الماضية جراء الحصار والفتك الذي قامت به ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح، ووضعتهم تحت حصار القصف والتجويع، واليوم يعيشون مرحلة جديدة في كل المحافظات تشمل الأمن والتطوير وإعادة البناء». وأضاف البكري أن «عجلة الحياة عادت من جديد لعدن، مع إعادة مطار عدن الدولي للعمل واستقباله الطائرات، ونتوقع أن يرتفع عدد الرحلات إلى المطار الدولي في الفترة المقبلة، إضافة إلى إعادة تشغيل الموانئ الرئيسية التي سيكون لها أثر في عودة الحياة الاقتصادية للمدينة باستقبال السفن التجارية كلها، خصوصا أن المصفاة تمت إعادة تشغيلها بالكامل، وذلك بالتزامن مع إعادة الغاز والكهرباء بشكل كامل لمحافظة عدن».
ولفت محافظ عدن إلى أن السلطة المحلية في المدينة تعمل وفريق عمل كامل على إعادة المياه إلى باقي المديريات؛ ومن ضمنها التواهي، وذلك بعد أن نجح الفريق وفي وقت قياسي في استكمال مشاريع المياه في غالب المديريات التابعة إداريا لعدن، موضحا أن صندوق النظافة بدأ تشغيله في كل المديريات، مع حملة أطلقتها المحافظة لترتيب الحدائق وتوعية المواطنين بالحفاظ على الممتلكات.
وعن عودة موظفي الدولة إلى أعمالهم، قال البكري إن الموظفين بدأوا تدريجيا في العودة لأداء مهامهم؛ كلا حسب موقعه بما يتوافق واحتياج المرحلة لخدمات كل الموظفين في إعادة البناء، لافتا إلى أن الحكومة أودعت قرابة 10 مليارات ريال يمني (47 مليون دولار) تمثل أجور الموظفين للأشهر الثلاثة الماضية، و«هناك مؤسسات أخرى، وهي الجيش والشرطة والمقاومة، التي لم يدفع لها، ويجري التعامل مع هذا الملف لصرف أجور العاملين في هذه القطاعات، وهذا الملف كان يؤرق الدولة في الفترة السابقة في محاولة إيجاد مخرج لصرف رواتب العاملين في أكثر من 20 مؤسسة خدمية ويحتاجون للمال للإنفاق وشراء الحاجات، وقد بدأت مكاتب البريد بفتح أبوابها في مديريات عدن، وتعمل مع البنوك لدفع هذه الرواتب للموظفين».
وحول واقع التعليم بعد انهيار كثير من المدارس الحكومية، أكد محافظ عدن أن «العملية التربوية ستكتمل خلال شهر، وتنطلق بالقسم الجامعي والثانوي، ويستكمل ما تبقى من اختبارات لهذه المرحلة، وهناك خطة لاستكمال وترميم المدارس والجامعات التي لم تستهدف من قبل ميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح، وهناك بدائل للمدارس التي دمرتها ميليشيا الحوثيين وحليفهم صالح»، موضحا أن «هناك اجتماعا في الأسبوع المقبل لمناقشة خطة اختبارات الجامعات والكليات، في حين سيبدأ اختبار الثانوية العامة بعد عيد الأضحى مباشرة»، موضحا أن «هناك تنسيقا مع الجانب الإماراتي لترتيب وترميم كل المدارس في عدن، التي ستدخل ضمن خطة الإعمار التي تم التنسيق حولها من قبل مجلس التعاون الخليجي».
وتطرق محافظ عدن أثناء حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى موضوع الجرحى والشهداء؛ إذ قال إن «الحكومة اليمنية ممثلة في الرئيس هادي تولي هذا الجانب جل اهتمامها، وقد شرعت الحكومة في نقل قرابة 400 جريح للعلاج في الخارج، إضافة للعناية بأسر الشهداء وتلبية احتياجهم وتوفير كل سبل الراحة لهم»، موضحا أن «الحكومة، وفي خطوة استباقية، تعمل من خلال صندوق الأشغال العامة على حل عاجل وسريع لملاك المنازل التي تعرضت للقصف أو دمرت تماما وعبث بها الحوثيون في الفترة الماضية». وقال البكري إن الحكومة وضعت خارطة طريق لإعادة إعمار اليمن بسبب الدمار الذي حل به، و«هو الملف الأكبر الذي تحمله الحكومة الفترة المقبلة، والذي سيبدأ قريبا مع وجود المختصين من قوات التحالف (السعودية، والإمارات) ودول مجلس التعاون الخليجي، والذي سيشمل كل القطاعات اليمنية».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.