السلطة الفلسطينية تطلب {الإفراج الفوري} عن كل المعتقلين الإداريين.. وعلان دخل في غيبوبة

محامون يعتصمون أمام المستشفى الذي يعتقل فيه زميلهم

فلسطينيون يحتلون مركز الصليب الأحمر الدولي في القدس الشرقية تضامنا مع الأسير علان (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحتلون مركز الصليب الأحمر الدولي في القدس الشرقية تضامنا مع الأسير علان (أ.ف.ب)
TT

السلطة الفلسطينية تطلب {الإفراج الفوري} عن كل المعتقلين الإداريين.. وعلان دخل في غيبوبة

فلسطينيون يحتلون مركز الصليب الأحمر الدولي في القدس الشرقية تضامنا مع الأسير علان (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحتلون مركز الصليب الأحمر الدولي في القدس الشرقية تضامنا مع الأسير علان (أ.ف.ب)

بينما حمّلت السلطة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير المضرب عن الطعام محمد علان، الذي دخل أمس في غيبوبة «مؤقتة»، رفض الفلسطينيون أفكارا إسرائيلية، غير رسمية، بتمديد اعتقال علان لعامين إضافيين قبل أن يطلق سراحه أو إخراجه إلى الأردن لتلقي العلاج.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان أمس إنها تتابع باهتمام بالغ التطورات الحاصلة على أوضاع الأسير علان، مع البعثات الدبلوماسية وسفارات دولة فلسطين ومراكز صنع القرار في الدول والأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة، وتواصل تحركها السياسي والدبلوماسي تحت عنوان إسقاط الاعتقال الإداري، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف عدوانها المتواصل على حقوق الأسرى، وضرورة توفير حماية دولية لهم.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والدول الأطراف السامية، المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، بتنفيذ مخرجات مؤتمر الدول الأطراف، الذي عقد بناء على طلب دولة فلسطين، في ديسمبر (كانون الأول) 2014، من أجل مساءلة منتهكي اتفاقيات جنيف ومحاسبتهم، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الأسرى عامة والمعتقلين الإداريين خاصة. كما طالبت المقررين الخاصين بزيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها سجون الاحتلال، والاضطلاع على أوضاع المعتقلين ومعاناتهم من إجراءات احتلالية قمعية وتعسفية، بالإضافة إلى ما تقوم به من إجراءات تحط من الكرامة الإنسانية، باعتبار ذلك جريمة حسب القانون الدولي.
ودخل إضراب علان عن الطعام، وهو محامٍ من نابلس، أمس، يومه الـ61 احتجاجا على سياسة اعتقاله إداريا، وهو القانون البريطاني الذي يسمح بالزج بالفلسطينيين في السجون من دون محاكمة، ومن دون تهمة، وبلا موعد محدد لإطلاق سراحهم، إذ يمكن تجديد الإداري لأي منهم في أي وقت ومن دون إبداء أي أسباب.
والمعتقلون الإداريون هم عادة نشطاء اجتماعيون وسياسيون على اختلاف انتماءاتهم، ولهم تأثير على المحيط الموجودين فيه، ولذلك فإن إبعادهم عن محيطهم فيه راحة لأجهزة الأمن الإسرائيلية، من دون أن يكون لديها أي تهم ضدهم.
وعندما بدأ علان إضرابه كان يريد ضمانات إسرائيلية بإطلاق سراحه في وقت قريب، وعدم تجديد اعتقاله إداريا، ولكن مع دخوله في غيبوبة تعقدت المسألة إلى حد كبير.
وأقر الأطباء في مستشفى برزيلاي في عسقلان، حيث يرقد علان، بأنه في حالة تدهور شديد. وأكد أطباء إسرائيليون أنه تم وضع علان على أجهزة التنفس الاصطناعي كما تم نقل سوائل له عبر الوريد. ويفترض أن يزور طبيب فلسطيني علان لتقييم وضعه الصحي.
وقال قدروة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني إنه تم رفض أفكار إسرائيلية بتمديد الاعتقال الإداري لعلان لمدة عامين قبل الإفراج عنه، أو إبعاده إلى الأردن لتلقي العلاج، بدل المستشفيات الإسرائيلية ومستشفيات القدس العربية. وأضاف: «السلطة ترفض ذلك قطعا، إذ لن نسمح باستبدال عقوبة بعقوبة أخرى، كما أن أي حل مبني على الإبعاد سيكون مرفوضا تماما».
وشدد فارس على أن أي اتفاق رسمي لن يكون إلا مع الأسير علان نفسه، بعد أن يستفيق من غيبوبته وبوجود محاميه.
وأشعلت حالة علان الصحية المخاوف من فقدانه حياته، كما أشعلت الغضب لدى الفلسطينيين. وتظاهر فلسطينيون في الضفة الغربية وغزة، وفي الداخل (أراض 48)، لنصرة علان والمطالبة بإطلاق سراحه. وهددت سرايا القدس التابعة لـ«الجهاد الإسلامي»، وهو التنظيم الذي ينتمي إليه علان، بالتحلل من اتفاق التهدئة واستهداف إسرائيل إذا ما فقد علان حياته. واعتصم محامون فلسطينيون من حملة الهويات المقدسية، وتصاريح الدخول إلى أراضي عام 1948 أمام المستشفى الذي يرقد فيها علان أمس.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.