خريج دورة حوثية يقتل والده بمطرقة... وآخر يردي أمه بفأس

مسلحون حوثيون يمشون في ميدان السبعين بالعاصمة اليمنية صنعاء (إ.ب.أ)
مسلحون حوثيون يمشون في ميدان السبعين بالعاصمة اليمنية صنعاء (إ.ب.أ)
TT

خريج دورة حوثية يقتل والده بمطرقة... وآخر يردي أمه بفأس

مسلحون حوثيون يمشون في ميدان السبعين بالعاصمة اليمنية صنعاء (إ.ب.أ)
مسلحون حوثيون يمشون في ميدان السبعين بالعاصمة اليمنية صنعاء (إ.ب.أ)

في أجواء مطيرة بأحد أحياء مدينة إب اليمنية (193 كلم جنوب صنعاء) اختار المعلم جمال الحداد أن يؤدي صلاة الفجر في منزله بدلاً من المسجد، لكن الرجل لم يدرك أن تلك ستكون آخر صلاة يؤديها، حيث ترصد له نجله خريج الدورات الطائفية للحوثيين إلى أن عاد لنومه وقام بتهشيم رأسه بواسطة مطرقة، ثم عاد الجاني إلى غرفته ليواصل نومه.
ويقول جيران الأسرة إن الضحية أدى صلاة الفجر مع نجله سليمان وعاد إلى غرفة الجلوس في المنزل لمواصلة نومه، إلا أن نجله ترصد به حتى غاص في النوم وقام بإحضار مطرقة وقام بتهشيم رأس والده حتى فارق الحياة، وقام بعد ذلك بتغطية الجثة وعاد إلى غرفته كي يواصل نومه، حيث لم تكتشف العائلة الجريمة إلا بعد شروق الشمس حين ذهبت زوجة الضحية لإيقاظه لتناول وجبة الفطور، حيث صعقت عندما أزاحت الغطاء عن وجهه فوجدت رأسه مهشماً فأغمي عليها.
ووفق هذه الرواية، فإن الجريمة وقعت في حي الوازعية، وتتحدر الأسرة من مديرية بعدان، وأن الجاني في العشرينات من العمر وحاصل على شهادة جامعية في الشريعة والقانون من جامعة الحديدة، حيث يدرس المذهب الصوفي.
وتقول المصادر إن القاتل كان حسن السيرة والسلوك، إلى أن قام أحد أقاربه وهو قيادي محلي في جماعة الحوثي، بإلحاقه بالدورات الطائفية التي تسمى «الدورات الثقافية» قبل إرساله إلى الجبهات للمشاركة في القتال، وأنه بعدها بفترة عاد الشاب إلى أسرته، يعاني من اضطرابات نفسية، وأصبح سلوكه أكثر عدوانية تجاه أسرته إلى حين ارتكاب الجريمة التي هزت المدينة.
وأعاد سكان في المدينة التحذير من خطورة التعبئة الطائفية المتطرفة التي يتعرض لها الأطفال في المراكز الصيفية للحوثيين، وأكدوا أنها سوف تنتج جيلاً معاقاً فكرياً ومضطرباً نفسياً، وأن نتائج تلك التعبئة، وما تسمى الدورات الثقافية أصبحت واضحة للعيان، حيث انتشرت في المحافظة (إب) ظاهرة قتل الآباء والأمهات، وأغلب مرتكبيها من خريجي هذه المراكز أو الدورات.
الحادثة وقعت بعد يوم فقط من قيام شاب يدعى وضاح الجرافي بقتل والدته بواسطة فأس، في مديرية حزم العدين غرب محافظة إب، في جريمة لم يسبق للمديرية أن عرفتها من قبل.
وذكر سكان في المديرية أن القاتل، وهو أحد عناصر الحوثيين، أقدم على ضرب رأس والدته بفأس حتى فارقت الحياة، في قرية «الصفا» التابعة لعزلة «بني زهير»، وأن الشرطة وتحت ضغوط السكان ألقت القبض على الجاني، ولم تعرف دوافعه ولم تصدر سلطة الحوثيين أي توضيح.
وسبق هذه الجريمة بيومين إقدام شاب آخر على قتل 5 أشخاص من أسرته، في عزلة «حُقين» التابعة أيضاً لمديرية حزم العدين، حيث انتشرت جرائم القتل والسطو بصورة غير مسبوقة في محافظة إب الخاضعة لسيطرة الحوثيين، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، كما شهدت جرائم عنف أسرية غير مسبوقة، راح ضحيتها آباء وأمهات وأشقاء وأقارب.
وأعادت مصادر محلية أسباب انتشار هذه الجرائم إلى ثقافة العنف التي ينشرها الحوثيون، إلى جانب انتشار وتعاطي المخدرات، مضافاً إليها حالة الإحباط التي يعيشها السكان بسبب الفقر والبطالة، وقطع الحوثيين لرواتب الموظفين منذ 7 أعوام واستئثارهم بعائدات الدولة.


مقالات ذات صلة

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الشرق الأوسط)

خاص مكتب غروندبرغ لـ«الشرق الأوسط»: نناقش مع صنعاء وعدن تجنب انهيار اقتصادي أعمق

قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إن مشاوراته ونقاشاته مستمرة مع مسؤولي «البنك المركزي» في صنعاء وعدن؛ لإيجاد حلول تقنية ومستدامة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي منذ عقد من الزمن تواجه اليمنيات ظروفاً معيشية معقدة وانتهاكات خطرة تمس بحياتهن وكرامتهن (أ.ف.ب)

10 آلاف انتهاك حوثي ضد اليمنيات منذ الانقلاب

اتهمت منظمة محلية الحوثيين بآلاف الانتهاكات ضد اليمنيات، بالتزامن مع احتجاجات شعبية بسبب اغتصاب طفلة في صنعاء، ووفاة خبير تربوي داخل سجن مخابرات الجماعة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي جزء من قطع غيار الأسلحة التي ضبطتها أجهزة الأمن اليمنية بمنفذ شحن شرق البلاد (سبأ)

اليمن يعلن إحباط تهريب أكثر من 3 آلاف قطعة غيار أسلحة بمنفذ «شحن» الحدودي

أعلنت السلطات اليمنية إحباط تهريب أكثر من 3 آلاف قطعة غيار سلاح، كانت مخبأة ضمن شحنة تجارية قادمة للبلاد، عبر منفذ «شحن» الحدودي مع سلطنة عمان.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي الجماعة الحوثية استحدثت مراكز تحصيل جمركية على عدد من الطرقات داخل البلاد (إعلام حوثي)

جبايات حوثية على أمتعة المسافرين وفي صدارتها الأدوية

يشكو المسافرون بين المحافظات بمناطق سيطرة الجماعة الحوثية من مصادرة أمتعتهم وأدويتهم، وفرض جبايات عليها، في ظل نقص شديد في الأدوية وغلائها.

وضاح الجليل (عدن)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)
TT

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

حذّر الجيش اليمني من التحشيد الحوثي المستمر، واستعداد الجماعة للعودة إلى الحرب، والدفع بها إلى خطوط التماس.

وقال العميد عبده مجلي، المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن الحوثيين يطلقون قذائف المدفعية ويطلقون مسيرات على مناطق مأهولة بالسكان وعلى مواقع الجيش (اليمني) في مختلف الجبهات القتالية.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

ويقرأ مجلي التحركات الحوثية بأنها «استعداد للمعركة والعودة إلى الحرب» ويتهم الجماعة بالعمل على «إجهاض كل الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب في اليمن وتحقيق السلام».

الفريق محسن الداعري، وزير الدفاع اليمني، لم يستبعد خلال حوار مع «الشرق الأوسط» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تجدد الحرب في أي لحظة، متحدثاً عن «جاهزية القوات اليمنية لجميع الخيارات، سواء الحرب أو السلام».

ويقرأ مراقبون تحركات الجماعة خلال الأسابيع الأخيرة، إضافة إلى تصريحات كبار قادتها، بأنه هناك توجس من إطلاق الجيش اليمني عملية عسكرية لتحرير الحديدة وموانئها بدعم دولي. تلك القراءة يؤيدها نقل الجماعة تعزيزات إلى مناطق تسيطر عليها في الحديدة، باستثناء مديريتي الخوخة والتحيتا، الخاضعتين للحكومة اليمنية.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

وعلّق العميد مجلي على التحركات الحوثية الأخيرة، بالقول إن القوات المسلحة اليمنية «في أعلى درجات الجاهزية القتالية والروح المعنوية العالية، ولديها الخطط الاستراتيجية الشاملة المعدة لتحرير الوطن، من جرائم وانتهاكات الميليشيات الحوثية الإرهابية المستمرة، ضد أبناء شعبنا اليمني».

وكانت الحكومة اليمنية كررت نداءاتها للمجتمع الدولي على مدار الأشهر الماضية منذ بدء التهديد الحوثي للملاحة البحرية، مؤكدة أن الحل الأنجع لوقف هجمات الجماعة ضد السفن هو دعم القوات الحكومية، وليس الضربات الغربية التي تقودها الولايات المتحدة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.

وبحسب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، فإن جماعة الحوثي «تواصل اعتداءاتها على الشعب وقواته المسلحة في مختلف الجبهات والمواقع، وتحديداً جبهات تعز والضالع ومأرب، ما أسفر عن سقوط كثير من الشهداء والجرحى».

وتابع: «القوات المسلحة في كل المناطق العسكرية هدفها الأعلى هو تحرير الوطن، وفي المقدمة صنعاء والحديدة وحجة، والميليشيات الحوثية إلى زوال عما قريب».

مسلحون حوثيون في صنعاء يرددون «الصرخة الخمينية» (أ.ف.ب)

وكانت مصادر مطلعة قد كشفت لـ«الشرق الأوسط» قبل أيام عن نقل الجماعة المدعومة من إيران تعزيزات كبيرة من محافظات الجوف وذمار وصنعاء وإب باتجاه محافظة الحديدة في الأسابيع الماضية، كما قامت بتقوية تحصيناتها على خطوط التماس، وقامت بحفر مزيد من الخنادق وزرع مزيد من حقول الألغام؛ تحسباً لأي معركة مفاجئة يمكن أن تقوم بها القوات الحكومية بإسناد دولي.

من ناحيته، أكد العميد وضاح الدبيش، المتحدث باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي، استعداد القوات لخوض معركة فاصلة ضد ميليشيا الحوثي، مبيناً أن التعزيزات الحوثية مستمرة في الوصول إلى محافظة الحديدة، وذلك من خلال نصب المدافع، وبناء المنصات العسكرية، وحفر الأنفاق والخنادق المعقدة.

وشدّد الدبيش، في تصريحات صحافية، على جاهزية القوات المشتركة لاستئناف المعارك في أي وقت وأي مكان لضمان استعادة الحديدة واستقرار المنطقة. وفي الوقت نفسه، أوضح أن المزاعم الحوثية حول هجوم وشيك من القوات المشتركة لا أساس لها من الصحة، وأن الهدف الأساسي للقوات هو تحرير اليمن من الميليشيا التي تخدم أجندة إيران، وتهدد استقرار المنطقة بأسرها.

مقاتلة «إف 18» تنطلق من حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر لصد هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)

يعود مجلي للتذكير أنه رغم الهدنة غير المعلنة «والتزام قواتنا المسلحة بوقف إطلاق النار، نجد الميليشيات تواصل أعمالها الاستفزازية في مختلف الجبهات والقيام بالاعتداءات ومحاولة التسللات، ولكن للصبر حدود، وعما قريب ستأتي ساعة الصفر، للحسم العسكري واستعادة الدولة».

ولفت العميد مجلي إلى استمرار هجمات جماعة الحوثي الإرهابية على السفن التجارية في البحر الأحمر، وأن ذلك أدى إلى تعريض الأمن والسلم الإقليمي والدولي للمخاطر، وضاعف من معاناة شعبنا اليمني الاقتصادية.

القوات اليمنية المشتركة، ممثلة في ألوية المقاومة الوطنية وألوية العمالقة والألوية التهامية، استطاعت في عام 2018 أن تحاصر الجماعة الحوثية في مدينة الحديدة، وأن تصل إلى نحو 3 كيلومترات من الميناء الرئيسي.

غير أن الضغوط الدولية والأممية حالت دون إتمام المهمة تحت ذرائع إنسانية، وصولاً إلى إبرام «اتفاق استوكهولم» بشأن الحديدة، وانسحاب القوات المشتركة من طرف واحد إلى أماكن تموضعها الحالية في الجنوب، على بُعد نحو 125 كيلومتراً من مدينة الحديدة.