«ماما» المصري يفوز بجائزة أفضل فيلم قصير في «مالمو السينمائي»

بطولة مي الغيطي ودانيال شريف

ملصق فيلم «ماما» في مالمو (الشركة المنتجة للفيلم)
ملصق فيلم «ماما» في مالمو (الشركة المنتجة للفيلم)
TT

«ماما» المصري يفوز بجائزة أفضل فيلم قصير في «مالمو السينمائي»

ملصق فيلم «ماما» في مالمو (الشركة المنتجة للفيلم)
ملصق فيلم «ماما» في مالمو (الشركة المنتجة للفيلم)

فاز الفيلم الروائي المصري القصير «ماما»، من تأليف وإخراج ناجي إسماعيل، بجائزة أفضل فيلم روائي قصير من مهرجان مالمو للفيلم العربي بالسويد.
وعُرض الفيلم المصري لأول مرة في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بـ«مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الـ44 بوصفه العرض العالمي الأول، وهو من بطولة الفنانة الشابة مي الغيطي ودانيال شريف، وإنتاج كوثر يونس، وتدور أحداثه حول فتاة في العشرينات من عمرها تحمل سراً خطيراً تحاول إخفاءه كي تحمي نفسها وشقيقها الصغير. وحسب المخرج المصري فإن القصة الحقيقية للعمل تعكس واقعاً مؤلماً متعلقاً بقوانين الميراث في المجتمع، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «قرأت تقريراً صحافياً مثيراً في صفحات الحوادث عام 2017، واستلهمت قصة الفيلم منه، وتم تنفيذها درامياً ببعض التغييرات والإضافات، بجانب إضفاء أجواء من الخيال لخدمة العمل الفني».
ويعد «ماما» الفيلم الثالث للمخرج ناجي إسماعيل بعد فيلمي «أم أميرة»، أول فيلم مصري قصير يشارك في المسابقة الرسمية لـ«مهرجان برلين السينمائي» عام 2014، و«البنانوة»، الذي عرض في «مهرجان دبي السينمائي» عام 2016.
وتحدث إسماعيل عن حبه للكتابة، مؤكداً أن كونه المؤلف والمخرج لفيلم «ماما» سهل عليه تنفيذ التفاصيل والثغرات الخاصة بالفيلم كافة، كما كتبها على الورق وكما كانت في مخيلته من قبل: «توفير الوقت والمجهود في المناقشات المبدئية ميزة يتمتع بها الكاتب المخرج نظراً لاطلاعه على الرؤية كاملة قبل البدء في التصوير، لكن يظل الأمر نسبياً بين مخرج وآخر، وليس شرطاً أن يكون المخرج هو الكاتب، أو العكس».
وعما إذا كانت جائزة «مالمو» تعد تعويضاً عن عدم فوز الفيلم خلال عرضه الأول بـ«مهرجان القاهرة» في دورته الـ44 بجوائز، قال ناجي: «الجائزة الحقيقية لصناع الأفلام هي عرض الفيلم لأكبر عدد من الجمهور... وعدم فوزه في مهرجان القاهرة أمر يرجع لوجهة نظر لجنة التحكيم ومعايير اختياراتها، مع اختلافها من مهرجان لآخر، وتكفيني آراء الناس والتعليقات الإيجابية على الفيلم بعد عرضه في مهرجان القاهرة بحضور جمهور عريض».
وأوضح أنه سوف يتم عرض «ماما» خلال أيام قليلة في «مهرجان زاوية للفيلم القصير»، «مع إمكان عرضه أيضاً في مهرجانات دولية أخرى تم التقدم لها، لكن لم يتم إعلامنا بأمر المشاركة إلى الآن»، وأكد المخرج المصري أنه سيستمر في تقديم الأفلام القصيرة حسب الإمكانيات الإنتاجية المتاحة، بجانب تحضيره لفيلمه الروائي الطويل الأول «سكن للمغتربات».
وعبّرت الفنانة المصرية مي الغيطي، بطلة فيلم «ماما» عبر صفحتها الشخصية بـ«إنستغرام»، عن سعادتها بفوز الفيلم بالمهرجان. وكانت الغيطي قد أعلنت منذ أيام مشاركتها في سلسلة أفلام «ديزني»، التي تدور أحداثها في إطار من الخيال العلمي وتضم 10 أجزاء، وتنتظر مي أيضاً عرض فيلمها الجديد «شوجر دادي»، من بطولة ليلى علوي وبيومي فؤاد، ومن تأليف لؤي السيد وإخراج محمود كريم.
واختُتم مهرجان «مالمو» بإعلان الجوائز، وحصد الفيلم العراقي «جنائن معلقة» 3 جوائز هي أحسن (فيلم، وسيناريو، وممثل)، وحصد الفيلم الجزائري «الأخيرة» جائزة أحسن ممثلة، ونال فيلم «بطاطا» جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وحصد «Hyphen» جائزة أحسن فيلم غير روائي، وحصد فيلم «علم»، جائزة الإخراج، ومنحت لجنة التحكيم تنويهاً خاصاً لفيلم «تحت الشجرة»، أما الأفلام القصيرة، فقد نال الفيلم المصري «ماما» جائزة أحسن فيلم قصير، بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى الفيلم اللبناني «يرقة»، ومنحت لجنة التحكيم تنويهاً خاصاً لفيلم «ألمظ»، وفاز الفيلم الوثائقي «أجساد بطولية» بجائزة «اختيار جمهور مالمو»، وكرّم المهرجان في حفل الافتتاح في 28 أبريل (نيسان)، الماضي الفنان حسين فهمي بمنحه جائزة «إنجاز العمر» عن مشواره الفني، وشهدت النسخة الـ13 من المهرجان تعاوناً مع هيئة الأفلام السعودية.


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
TT

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى، فإن المصرية مريم شريف تفوقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة الرابعة لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» التي تَنافس على جوائزها 16 فيلماً، وترأس لجنة تحكيمها المخرج العالمي سبايك لي، لتحوز جائزة «اليسر» لأفضل ممثلة عن أدائها لشخصية «إيمان»، الشابة التي تواجه التّنمر بسبب قِصرِ قامتها في فيلم «سنو وايت»، وذلك خلال حفل ختام المهرجان الذي أقيم الخميس في مدينة جدة السعودية.

وعبّرت مريم عن سعادتها بهذا الفوز قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «الحمد لله، هذه فرحة كبيرة تكلّل جهودنا طوال فترتي التحضير والتصوير، لكنني أحتاج وقتاً لأستوعب ذلك، وأشكر أستاذة تغريد التي أخضعتني لورشِ تمثيلٍ عدة؛ فكُنا نجلس معاً لساعات طوال لتُذاكر معي الدّور وتوضح لي أبعاد الشخصية، لذا أشكرها كثيراً، وأشكر المنتج محمد عجمي، فكلاهما دعماني ومنحاني القوة والثقة لأكون بطلة الفيلم، كما أشكر مهرجان (البحر الأحمر السينمائي) على هذا التقدير».

المخرجة تغريد أبو الحسن بين منتج الفيلم محمد عجمي والمنتج محمد حفظي (إدارة المهرجان)

سعادة مريم تضاعفت بما قاله لها المخرج سبايك لي: «لقد أذهلني وأبهجني برأيه حين قال لي، إن الفيلم أَثّر فيه كثيراً بجانب أعضاء لجنة التحكيم، وإنني جعلته يضحك في مشاهد ويبكي في أُخرى، وقلت له إنه شرفٌ عظيم لي أن الفيلم حاز إعجابك وجعلني أعيش هذه اللحظة الاستثنائية مع أهم حدث في حياتي».

وأضافت مريم شريف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنها لم تُفكّر في التمثيل قبل ذلك لأن السينما اعتادت السخرية من قِصار القامة، وهو ما ترفضه، معبّرة عن سعادتها لتحقيق العمل ردود أفعال إيجابية للغاية، وهو ما كانت تتطلّع إليه، ومخرجته، لتغيير أسلوب تعامل الناس مع قِصار القامة لرؤية الجمال في الاختلاف، وفق قولها: «نحن جميعاً نستحق المساواة والاحترام، بعيداً عن التّهكم والسخرية».

وكان قد شهد عرض الفيلم في المهرجان حضوراً لافتاً من نجوم مصريين وعرب جاءوا لدعم بطلته من بينهم، كريم فهمي الذي يشارك بصفة ضيف شرف في الفيلم، وبشرى التي أشادت بالعمل، وكذلك أمير المصري ونور النبوي والمنتج محمد حفظي.

قُبلة على يد بطلة الفيلم مريم شريف من الفنان كريم فهمي (إدارة المهرجان)

واختارت المخرجة أن تطرح عبر فيلمها الطويل الأول، أزمة ذوي القامة القصيرة الذين يواجهون مشاكل كبيرة، أقلّها تعرضهم للتنمر والسخرية، وهو ما تصدّت له وبطلتها عبر أحداث الفيلم الذي يروي قصة «إيمان» قصيرة القامة التي تعمل موظفة في أرشيف إحدى المصالح الحكومية، وتحلم مثل كل البنات بلقاءِ فارس أحلامها وتتعلق بأغنية المطربة وردة الجزائرية «في يوم وليلة» وترقص عليها.

وجمع الفيلم بين بطلته مريم شريف وبعض الفنانين، ومن بينهم، كريم فهمي، ومحمد ممدوح، ومحمد جمعة، وخالد سرحان، وصفوة، وكان الفيلم قد فاز بوصفه مشروعاً سينمائياً بجائزة الأمم المتحدة للسكان، وجائزة الجمعية الدولية للمواهب الصاعدة في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وعلى الرغم من أن مريم لم تواجه الكاميرا من قبل، بيد أنها بدت طبيعية للغاية في أدائها وكشفت عن موهبتها وتقول المخرجة: «كنت مهتمة أن تكون البطلة غير ممثلة ومن ذوات القامة القصيرة لأحقق المصداقية التي أردتها، وحين التقيت مريم كانت هي من أبحث عنها، وكان ينقصنا أن نقوم بعمل ورش تمثيل لها، خصوصاً أن شخصية مريم مختلفة تماماً عن البطلة، فأجرينا تدريبات مطوّلة قبل التصوير على الأداء ولغة الجسد والحوار، ووجدت أن مريم تتمتع بذكاء لافت وفاجأتني بموهبتها».

لم يكن التمثيل يراود مريم التي درست الصيدلة في الجامعة الألمانية، وتعمل في مجال تسويق الأدوية وفق تأكيدها: «لم يكن التمثيل من بين أحلامي لأن قِصار القامة يتعرضون للسخرية في الأفلام، لكن حين قابلت المخرجة ووجدت أن الفيلم لا يتضمّن أي سخرية وأنه سيُسهم في تغيير نظرة كثيرين لنا تحمست، فهذه تجربة مختلفة ومبهرة». وفق تعبيرها.

ترفض مريم لقب «أقزام»، وترى أن كونهم من قصار القامة لا يحدّ من قدرتهم ومواهبهم، قائلة إن «أي إنسان لديه مشاعر لا بد أن يتقبلنا بدلاً من أن ننزوي على أنفسنا ونبقى محبوسين بين جدران بيوتنا خوفاً من التنمر والسخرية».

تغريد أبو الحسن، مخرجة ومؤلفة الفيلم، درست السينما في الجامعة الأميركية بمصر، وسافرت إلى الولايات المتحدة للدراسة في «نيويورك أكاديمي» قبل أن تُخرج فيلمين قصيرين، وتعمل بصفتها مساعدة للمخرج مروان حامد لسنوات عدّة.

المخرجة تغريد أبو الحسن وبطلة الفيلم مريم شريف (إدارة المهرجان)

وكشفت تغريد عن أن فكرة الفيلم تراودها منذ 10 سنوات: «كانت مربية صديقتي من قِصار القامة، اقتربتُ منها كثيراً وهي من ألهمتني الفكرة، ولم أتخيّل أن يظهر هذا الفيلم للنور لأن القصة لم يتحمس لها كثير من المنتجين، حتى شاركنا الحلم المنتج محمد عجمي وتحمس له».

العلاقة التي جمعت بين المخرجة وبطلتها كانت أحد أسباب تميّز الفيلم، فقد تحولتا إلى صديقتين، وتكشف تغريد: «اقتربنا من بعضنا بشكل كبير، وحرِصتُ على أن تحضر مريم معي ومع مدير التصوير أحمد زيتون خلال معاينات مواقع التصوير حتى تتعايش مع الحالة، وأخبرتها قبل التصوير بأن أي مشهد لا ترغب به سأحذفه من الفيلم حتى لو صوّرناه».

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

وتلفت تغريد إلى مشروعٍ سينمائيّ يجمعهما مرة أخرى، في حين تُبدي مريم سعادتها بهذا الالتفاف والترحيب من نجوم الفن الذين شاركوها الفيلم، ومن بينهم: كريم فهمي الذي عاملها برفق ومحبة، ومحمد ممدوح الذي حمل باقة ورد لها عند التصوير، كما كان كل فريق العمل يعاملها بمودة ولطف.