الصومال: قتل وتوقيف أجانب ضمن صفوف «الشباب»

لاجئ صومالي في مخيم داداب بكينيا في 23 مارس (أ.ف.ب)
لاجئ صومالي في مخيم داداب بكينيا في 23 مارس (أ.ف.ب)
TT
20

الصومال: قتل وتوقيف أجانب ضمن صفوف «الشباب»

لاجئ صومالي في مخيم داداب بكينيا في 23 مارس (أ.ف.ب)
لاجئ صومالي في مخيم داداب بكينيا في 23 مارس (أ.ف.ب)

كشف قائد الجيش الصومالي الجنرال أدوا يوسف راغي عن «قتل وأسر» عدد لم يحدده من العناصر الأجنبية المقاتلة ضمن صفوف حركة «الشباب» المتطرفة، خلال العملية العسكرية التي جرت الثلاثاء في منطقة عيل قبوبي، ضمن حملة موسعة تستهدف القضاء على الحركة، المرتبطة بتنظيم «القاعدة».
وبحسب وكالة الأنباء الصومالية الرسمية، أبلغ راغي وسائل حكومية أن «العملية العسكرية التي جرت في المنطقة التي تبعد نحو 30 كم جنوب منطقة حررطيري، استهدفت عناصر من حركة الشباب كانت تعمل على إنزال وتحميل الأسلحة والمعدات العسكرية والمواد المتفجرة من السفن»، مشيرا إلى قتل عناصر أجانب كانوا يقاتلون في صفوف ميليشيات، وأسر آخرين، والاستيلاء على المعدات التي كانت بحوزتهم وإحراق سياراتهم. وأكد راغي أن العملية العسكرية لم تسفر عن أي خسائر في صفوف الجيش والمقاومة الشعبية والمدنيين، لأنها جرى تنفيذها بـ«حذر شديد».
إلى ذلك، ادّعت حركة الشباب أن عناصرها دمّرت عربة عسكرية كينية على مشارف مانديرا، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد لم تحدده. كما زعمت عبر إذاعة محلية موالية لها، استهداف القوات الأوغندية مدنيين في منطقة زراعية على أطراف منطقة جانالي، ما أدى إلى مقتل مدني واحد على الأقل، وإصابة 7 آخرين.
من جهة أخرى، أطلق الصومال والاتحاد الأوروبي، مساء الثلاثاء، خريطة طريق عملياتية مشتركة تحدد المسار لمشاركة مركزة متجددة خلال العامين المقبلين. وأشاد رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري بالخريطة التي تمثل خطة عمل ملموسة تشمل مجالات التركيز على النحو المتفق عليه بين الحكومة الصومالية والاتحاد الأوروبي للأشهر الـ24 القادمة، لافتا إلى أهمية هذه الجهود لتعميق الشراكة بين الصومال والاتحاد الأوروبي.
وقال عبدي في بيان مشترك صدر في مقديشو إن «الإطار العملياتي الذي تم إطلاقه لتحديد الطريق لمشاركة مركزة متجددة، هو شهادة على تفانينا في الاستفادة من شراكاتنا لتحقيق فوائد ملموسة تمس حياة وسبل عيش المواطنين العاديين».
واعتبر أن الاتحاد الأوروبي كان صديقا موثوقا وشريكا وثيقا، مشيرا إلى أن الخريطة ستتيح مزيدا من التقدم في المجالات الحاسمة المتمثلة في بناء الدولة، والسلام والأمن، والتنمية الاقتصادية، وتقديم الخدمات. وقال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، إن «الاتحاد الأوروبي والصومال شريكان على المدى الطويل، وهذه العملية الشاملة لتحديد الأولويات المشتركة هي مثال على الشراكة الناجحة».


مقالات ذات صلة

«حركة الشباب» تهاجم مواقع عسكرية في وسط الصومال

أفريقيا ضباط شرطة صوماليون يجرون دورية على طريق «مكة المكرمة» قبل زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لإجراء محادثات مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بمقديشو يوم 27 فبراير 2025 (رويترز)

«حركة الشباب» تهاجم مواقع عسكرية في وسط الصومال

أفادت مصادر عسكرية صومالية بإحباط هجوم شنته ميليشيا «حركة الشباب»، فجر الخميس، على مواقع عسكرية بمحافظة شبيلي الوسطى وسط البلاد.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
أفريقيا جندي صومالي يسيطر على الحشد بينما يحضر الآلاف من الناس مظاهرة احتجاجية في مقديشو بالصومال الأربعاء 3 يناير 2024 (أ.ب)

الصومال يعلن صد هجمات «حركة الشباب» وقتل أكثر من 130

قال الصومال الخميس: تصدى الجيش وفصائل مسلحة من عشائر متحالفة معه لهجمات منسقة على قرى شنتها «حركة الشباب» مما أسفر عن مقتل أكثر من 130 مهاجماً.

«الشرق الأوسط» (مقديشو )
أفريقيا قوات أمن بونتلاند تستعرض جنودها المدربين حديثاً ومعداتهم لمحاربة «داعش» في بوصاصو بمنطقة باري في بونتلاند بالصومال في 30 يناير 2025 (رويترز)

مقتل نحو 100 مسلح من «حركة الشباب» وسط الصومال

قُتل نحو 100 عنصر من «حركة الشباب» الإرهابية في إقليم هيران بوسط الصومال، بعد مواجهات خاضها الجيش في الأيام الأخيرة ضد مسلحي الحركة.

«الشرق الأوسط» (مقديشو )
أفريقيا دورية لقوات أمن بونتلاند بمنطقة باري شرق خليج عدن بمدينة بوصاصو بالصومال يوم 26 يناير 2025 (رويترز)

مقتل 3 إرهابيين بعملية عسكرية بمحافظة هيران الصومالية

تمكنت القوات الصومالية من قتل 3 عناصر في جماعة «الشباب» الإرهابية بمحافظة هيران وسط الصومال.

«الشرق الأوسط» (مقديشو - بالي ديدين (الصومال))
أفريقيا قوات حفظ سلام بوروندية تابعة لـ«أميسوم» خلال حفل تسليم مهامها في مقديشو (رويترز)

الجيش الصومالي يعلن اعتقال عدد من المسلحين خلال عملية عسكرية

أعلن الجيش الصومالي تنفيذه عملية عسكرية في محافظة هيران، جنوب وسط البلاد، تمكن خلالها من اعتقال عدد من المسلحين.


تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.