بايدن يبدأ جمع التبرعات لحملته وترمب ينهي القطيعة مع «سي إن إن»

الجمهوريون يستخدمون الذكاء الصناعي لأول مرة في الحملات الإعلانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

بايدن يبدأ جمع التبرعات لحملته وترمب ينهي القطيعة مع «سي إن إن»

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

بدأ الرئيس الأميركي جو بايدن خططه لجمع التبرعات لحملته لإعادة انتخابه لولاية ثانية، متوجهاً إلى مدينة نيويورك الأسبوع المقبل للمشاركة في حفل لجمع التبرعات يستضيفه المدير التنفيذي السابق لشرك بلاكستون يوم الأربعاء المقبل، وتصل قيمه التذكرة لحضور الحفل إلى 25 ألف دولار للفرد. ويعد هذا الحفل لجمع التبرعات هو الأول في خطط حملة بايدن في نيويورك، يعقبه حفل آخر يستضيفه جورج لوجوثيتيس الرئيس التنفيذي لمجموعة «ليبرا غروب» العالمية، الذي دعم الرئيس الأسبق باراك أوباما، ويعد من المتبرعين المنتظمين للحزب الديمقراطي. ويتوقع مديرو حملة بايدن أن تدر تلك الحفلات ما يصل إلى 2.5 مليون دولار.
وقد لعب المسؤولون التنفيذيون في وول ستريت دوراً رئيسياً في دعم بايدن في انتخابات عام 2020 للتغلب على دونالد ترمب وقدموا أكثر من 74 مليون دولار لدعم ترشيح بايدن. وتخطط حملة بايدن للترويج لدى أغنى المتبرعين للحزب الديمقراطي بما في ذلك قطب الإعلام حاييم سابان والمدير التنفيذي للتكنولوجيا ريد هوفمان. وتشارك كامالا هاريس في حملة لجمع التبرعات في 12 مايو (أيار) في ولاية جورجيا.
ويشير محللون إلى أن المواجهة المحتملة بين الرئيس بايدن والرئيس ترمب تحفز كبار المتبرعين الديمقراطيين الأثرياء على دفع المزيد من الأموال والدعم المالي لحملة بايدن من خلال العزف على وتر المخاطر على الديمقراطية الأميركية من مجيء ترمب، وضرورة حماية القيم الديمقراطية. وقد صاغت حملة بايدن شعاراتها لحملة 2024 على أنها معركة من أجل الديمقراطية وضد تراجع الحريات.
ويقول الخبراء إن بايدن قد ينجح في تحفيز فئة المانحين من كبار السن والقادة المدنيين ورجال الأعمال، لكنه سيظل في حاجة ماسة إلى إقناع الناخبين من الشباب الذين يظهرون حماساً ضعيفاً تجاهه.
ويعد سلاح المال هو أقوى الأسلحة وأكثرها تأثيراً في الحملات الانتخابية سواء الرئاسية أو التشريعية، وقد جمع بايدن ما يزيد عن مليار دولار خلال انتخابات 2020 وفقاً لمرصد «أوبن سيكريت»، بينما جمع ترمب 773 مليون دولار. وكانت حملة بايدن في 2020 هي أول حملة رئاسية في التاريخ الأميركي تنجح في جمع أكثر من مليار دولار. ومن المقرر أن تصدر حملة بايدن في يوليو (تموز) المقبل بياناتها الأولى حول حجم التبرعات التي حصلت عليها.
ورغم أن الرئيس بايدن يعد المرشح الأبرز للحزب الديمقراطي باعتباره الرئيس الذي يشغل البيت الأبيض ويسعى لإعادة انتخابه، فإن استطلاعات الرأي أشارت إلى رغبة 79 في المائة من الناخبين في أن يشارك بايدن في مناظرات أولية متلفزة مع المرشحين الآخرين مثل روبرت إف كيندي إن شقيق الرئيس الراحل جون كيندي والمرشحة ماريان ويليامسون. ومن غير المحتمل أن يعقد الحزب الديمقراطي أي مناظرات يشارك فيها بايدن ومنافسوه. ويقول المحللين إن النسبة العالية من الناخبين الديمقراطيين الذين يرغبون في مشاهدة مناظرات تمهيدية بين بايدن ومنافسيه، توضح أن هناك استياءً واسعاً من الاضطرار إلى اختيار جو بايدن مرشحاً رئيسياً لسباق 2024 وربما تشير إلى قلة الحماس، التي ستواكب حملة بايدن مع اقتراب موعد الانتخابات.
ترمب وشبكة «سي إن إن»
من جانبه، أعلن الرئيس السابق دونالد ترمب إنهاء القطيعة مع شبكة «سي إن إن»، التي استمرت طويلاً، والموافقة على المشاركة في جلسة مفتوحة في قاعة بلدية نيو هامبشاير، تستضيفها القناة الأربعاء المقبل، ويشارك فيها الجمهور. وهو ما يمثل تحولاً في استراتيجية ترمب الإعلامية، الذي دخل في علاقة عدائية مع القناة خلال وجوده في البيت الأبيض، ولطالما هاجم القناة الإخبارية ووصف تغطيتها بالعدائية والتوجه الليبرالي.
وقد قوبل الإعلان عن استضافة ترمب في قاعة بلدية نيو هامبشاير بانتقادات واسعة بين ناخبين وعدة منظمات ديمقراطية ترى أن ترمب متمرد ومعادٍ للنساء، واتهموا شبكة «سي إن إن» بمنحه وقتاً مجانياً يستغله في تكرار أكاذيبه وخطابه المليء بالكراهية. وأشارت عدة صحف يسارية إلى أن إجراء الحدث في قاعة المدينة، بدلاً من مقابلة فردية، يتيح لترمب إطلاق العنان لمعلومات مضللة وأنصاف حقائق. فيما جادل المدافعون أن سعي قناة «سي إن إن» لإجراء هذا الحدث يعني أنه لا يمكن تجاهل شخص مثل دونالد ترمب الذي يعد الأوفر حظاً في ترشيح الحزب الجمهوري لعام 2024.
ودافعت شبكة «سي إن إن» قائلة إنها وضعت قواعد صارمة لهذا، الحدث وأكدت أن استضافة مرشحين رئاسيين بارزين هو تقليد اتبعته منذ فترة طويلة، ويعد عنصراً حاسماً في تغطية الشبكة للحملات الانتخابية.
وقال محللون إن قرار ترمب المشاركة والخضوع لأسئلة القناة والجمهور يعد تحولاً كبيراً في تعامله مع وسائل الإعلام ومضيفي البرامج الحوارية، وهو يرسل بذلك رسالة إلى شبكة «فوكس نيوز» أنهم ليسوا اللاعبين الوحيدين في السباق، خاصة مع غضب ترمب من تسريب رسائل بريد إلكتروني لروبرت مردوخ مالك «فوكس نيوز»، أشار فيها إلى ازدراءه لترمب وادعاءاته الكاذبة بسرقة الانتخابات في 2020. ويقول محللون إن ترمب يسعى أيضاً إلى جذب ناخبين معتدلين من خلال التوجه لجمهور الشبكة في وقت انخفضت فيه تقييمات قناة «فوكس نيوز». وقد رفض ترمب المشاركة في مناظرة مع منافسيه الجمهوريين تستضيفها قناة «فوكس نيوز» في أغسطس (آب) المقبل في مدينة ميلووكي. وأشار ترمب إلى أنه لا يريد إعطاء دفعة لمنافسين بظهورهم معه.
ويحظى ترمب بتأييد 46 في المائة من الناخبين الجمهوريين وفقاً لاستطلاع شبكة «إن بي سي»، بفارق كبير عن بقية المنافسين بما في ذلك حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتوس الذي يحظى بتأييد 31 في المائة من الناخبين الجمهوريين.
شهوة السلطة
ولا يزال الجدل مستمراً حول عمر الرئيس بايدن الذي سيبلغ 82 عاماً في وقت إجراء الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بينما سيكون الرئيس السابق ترمب في عمر 78 عاماً. ويقول المحللون إن العمر المتقدم لكلا الرجلين لا يكبح جماح طموحاتهما للسلطة، ويتخوف بعض الاستراتيجيين في الحملات الانتخابية لأن أي أزمة صحية لبايدن أو ترمب في وقت يقترب فيه السباق من الخط النهائي قد يحدث صدمة سياسية مدوية. ويعترف الديمقراطيون سراً أنهم قلقون بشأن هذا الاحتمال، ولا يريدون أن تكون نائبة الرئيس كامالا هاريس هي المرشحة المحتملة، خاصة أنها لا تتمتع بشعبية كبيرة بين الأوساط الديمقراطية.
وستكون الأسئلة حول عمر بايدن وقدراته الذهنية أكثر الأسئلة التي سيواجهها بايدن وسيستغلها الجمهوريون في إبراز زلات لسانه المتكررة، ويجادلون أنه غير لائق لوظيفة رئيس الولايات المتحدة. ويتزايد القلق لدى الحزب الديمقراطي، إذا أصبح السباق بين بايدن المسن ومرشح للحزب الجمهوري أصغر سناً وأكثر حيوية مثل حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتوس.
إعلانات الذكاء الصناعي
وبينما كان الرئيس الأسبق باراك أوباما أول من استغل وسائل التواصل الاجتماعي في حملته الانتخابية عام 2008. بدأت التكنولوجيا الحديثة واستخدام الذكاء الصناعي تجد طريقاً إلى الحملات الإعلامية الانتخابية بعد أن أصدرت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري إعلاناً مدته 30 ثانية على موقع «يوتيوب» يصور تدهور الولايات المتحدة إذا تم إعادة انتخاب بايدن ويقدم صوراً لمهاجرين يتدفقون عبر الحدود الأميركية ومدينة سان فرانسيسكو مغلقة محاصرة بالجنود، وطائرات صينية تمطر القنابل على تايوان. وكلها صور تم خلقها باستخدام تقنية الذكاء الصناعي ولم تكن حقيقية، إلا أن بعض الناخبين قد يصدقون هذه الصور المزيفة. وبينما سخر الديمقراطيون من إعلان اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري واستخدامهم للذكاء الصناعي لتخيل عالم مروع إذا أعيد انتخاب بايدن لكن لا يوجد ما يشير إلى أنهم لن يستخدموا نفس السلاح ويروجون لإعلانات باستخدام الذكاء الصناعي تروج أيضاً لعالم مروع إذا أعيد انتخاب ترمب.
ويقول الخبراء إن الإعلانات المضللة والخادعة ليست بالأمر الجديد في الحملات السياسية، وقد أصدرت حملة ليندون جونسون الرئاسية في عام 1964 إعلاناً باسم DAISY GIRL الذي تخيل حدوث كارثة نووية إذا فاز خصمه باري غولد ووتر.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».