كيف تستعد ليبيا «المنقسمة» لمواجهة النازحين من السودان؟

وسط تخوفات من تسرب «مهربين ومجرمين» عبر الصحراء المترامية

دورية أمنية تابعة لجهاز الهجرة غير المشروعة بغرب ليبيا تراقب الحدود مع السودان (جهاز الهجرة)
دورية أمنية تابعة لجهاز الهجرة غير المشروعة بغرب ليبيا تراقب الحدود مع السودان (جهاز الهجرة)
TT

كيف تستعد ليبيا «المنقسمة» لمواجهة النازحين من السودان؟

دورية أمنية تابعة لجهاز الهجرة غير المشروعة بغرب ليبيا تراقب الحدود مع السودان (جهاز الهجرة)
دورية أمنية تابعة لجهاز الهجرة غير المشروعة بغرب ليبيا تراقب الحدود مع السودان (جهاز الهجرة)

في ظل تصاعد الانقسام السياسي مجدداً بين حكومتي عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا، بدأت السلطات المحلية في ليبيا الاستعداد لأي قدوم مرتقب للنازحين السودانيين؛ بسبب الحرب الدائرة في بلادهم، وسط تخوفات من تسرب «مهربين ومجرمين» إلى البلاد عبر الصحراء المترامية.
وفي ظل انعدام الإحصائيات الرسمية عن عدد السودانيين الذين قد دخلوا ليبيا، قالت الأمم المتحدة على لسان رؤوف مازو، مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات بمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن نحو 73 ألفاً فروا بالفعل إلى الدول المجاورة للسودان، من بينها ليبيا، بالإضافة إلى جنوب السودان وتشاد ومصر وإريتريا وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى. ولفت المسؤول الأممي في مؤتمر صحافي من جنيف، مساء أول من أمس، إلى أن التشاور مع الحكومات والشركاء المعنيين جميعهم أسفر عن تحديد رقم تخطيطي يبلغ 815 ألف شخص قد يفرون إلى البلدان السبعة المجاورة، وتوقع أن التقدير يشمل نحو 580 ألف سوداني، مع لاجئين آخرين من جنوب السودان وأماكن أخرى.
ولم تعلن أي من حكومتي «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة الدبيبة، و«الاستقرار» بقيادة باشاغا، المتنازعتين حول السلطة، أي ترتيبات تتعلق بكيفية استقبال النازحين السودانيين، لكن بلدية الكفرة (جنوبي شرق) الموالية للأخير، قررت تشكيل غرفة طوارئ لمتابعة الأوضاع في السودان، ومن بينها حالات النزوح، واتخاذ إجراءات حيال أي مستجدات طارئة.
وقال عبد الرحمن فرج عقوب، عميد البلدية، إن غرفة الطوارئ، التي بدأت اجتماعاتها منذ صباح أمس، ستنكب على وضع الاستراتيجيات لمواجهة الطوارئ، ومتابعة حالات النزوح لتقديم المساعدات والخدمات وتذليل الصعوبات كافة، بالتنسيق مع الجهات المعنية. كما تختص الغرفة بالإشراف على استقبال البلاغات وتوجيهها إلى الجهات المختصة، إضافة إلى دراسة التقارير الدورية، التي تُرفع للغرفة من الجهات المعنية بخصوص المعوقات التي تحول دون التعامل الأمثل مع حالات المخاطر والطوارئ والأزمات، ووضع حلول مناسبة لها.
وترأس غرفة الطوارئ، عضو المجلس البلدي مسعود عبد الله، وعضوية مؤسسات أمنية وخدمية وأهلية، وقال عميد البلدية: «إن للغرفة الحق في الاستعانة بما تراه ضرورياً بغية إنجاز مهامها، كما أن لها صلاحيات تشكيل فرق عمل لمواجهة حالة الطوارئ، وتقديم تقرير أسبوعي» لعرضه على عميد البلدية.
وعادة ما تكون الصحراء الليبية، المترامية بطول الحدود مع بعض الدول الأفريقية، ملاذاً آمناً لمهربي البشر، والعناصر الإرهابية، وهو الأمر الذي حذر منه مسؤول أمني ليبي بجهاز الهجرة غير المشروعة، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس: «يجب على الأجهزة جميعها في عموم البلاد التعاون مع بعضها بعضاً لصد أي خروقات تسمح بتسرّب هذه العناصر إلى داخل البلاد».
وأضاف المسؤول الأمني، الذي تحفظ على ذكر اسمه، أن الصحراء الليبية «لا تزال بها جيوب لخلايا إرهابية، لذا يجب الحذر جيداً لقطع الطريق أمام هذه الفلول الهاربة، التي قد تحاول استغلال الأوضاع الإنسانية للنازحين».
وسبق أن أعلنت الأجهزة الأمنية في غرب ليبيا أنها بدأت تكثف رقابتها على الحدود مع السودان؛ لصد أي اختراقات من جانب «المهربين والمجرمين»، وقال جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بغرب ليبيا، منتصف الأسبوع الحالي، إن رئيس الجهاز العقيد محمد الخوجة، أصدر تعليماته لتكثيف عمل الدوريات الأمنية على الحدود مع السودان، ودعم التمركز الأمني بمنفذ العوينات البري، «بما يسهم في حفظ الأمن على الحدود الليبية - السودانية». كما أوضح الجهاز، في بيان أول من أمس، أن هذه الإجراءات تأتي «تجنباً لأي تطورات قد تؤثر سلباً في الحدود المشتركة، حيث يستغلها المجرمون والمهربون في التسرب إلى داخل ليبيا».


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

الرئيس الجزائري: قطاع الزراعة حقق 37 مليار دولار العام الحالي

الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الجزائري: قطاع الزراعة حقق 37 مليار دولار العام الحالي

الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، إن قطاع الزراعة يساهم بـ15 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي، مقابل 5 في المائة فقط لقطاع الصناعة، بحسب ما أوردته «وكالة الأنباء الألمانية».

وكشف تبون في كلمة له في احتفالية الاتحاد الجزائري للمزارعين بذكرى تأسيسه الـ50، عن أن قطاع الزراعة حقق العام الحالي ما قيمته 37 مليار دولار، مشيراً إلى أن ذلك «يبشر بالخير وصواب الأسلوب الذي تنتهجه الجزائر للتحرر من التبعية للمحروقات».

كما أكد الرئيس الجزائري أنه ينبغي للقطاع الزراعي والصناعي أن يسيرا بالتوازي، وأنه «لا فائدة من زراعة تسير بشكل مركزي، ولا تسيير ناجعاً خارج مبادرة المزارع». وقال بهذا الخصوص: «قد جعلت بلادنا من الأمن الغذائي رهاناً استراتيجياً، يتوجب علينا كسبه، في عالم أصبح فيه سلاح الغذاء أقوى الأسلحة وأشدها تأثيراً».

وأضاف الرئيس تبون: «علينا الوصول إلى تصدير منتجاتنا الزراعية. وانقطاع تموين السوق بالمنتج الزراعي من علامات التخلف التنموي. ولذلك آمر البنوك بفتح القروض لفائدة الفلاحين، لتشييد غرف التبريد، ولتخزين المنتج الزراعي بهدف ضمان استقرار السوق ومحاربة المضاربة»، كما أكد تبون أنه ستتم تسوية نهائية لملكية العقار الزراعي، وطي ملفه قبل نهاية 2025، لافتاً إلى تخصيص أكبر مخطط لاسترجاع المياه المستعملة المصفاة بنسبة لا تقل عن 30 في المائة. مشدداً على أن بلاده في مرحلة فارقة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، موجهاً الحكومة بعدم استيراد قنطار واحد من القمح الصلب خلال عام 2025.