الحكومة اليمنية ترد على مقترحات ولد الشيخ الأخيرة برسالة إلى الأمم المتحدة

إسماعيل ولد الشيخ أحمد
إسماعيل ولد الشيخ أحمد
TT

الحكومة اليمنية ترد على مقترحات ولد الشيخ الأخيرة برسالة إلى الأمم المتحدة

إسماعيل ولد الشيخ أحمد
إسماعيل ولد الشيخ أحمد

أنهت الحكومة اليمنية أمس، إعداد رسالة موجهة إلى الأمم المتحدة ستبعث اليوم أو غدًا، وتتضمن رد الشرعية اليمنية على المطالب العشرة التي حمّلها إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي لليمن، خلال لقائه مع الميليشيات الحوثية في مسقط، وعرضها على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خلال لقائه بالرياض الأسبوع الماضي، مؤكدة أن أهم ما جاء في الرسالة، هو انسحاب المتمردين من المحافظات اليمنية، خصوصًا العاصمة صنعاء، وبسط نفوذ الدولة بما فيها صعدة، وتسليم أسلحة الدولة التي نهبت من قبل الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وأوضح عبد العزيز جباري، مستشار الرئيس هادي لـ«الشرق الأوسط»، أنه قام بإعداد رد على المقترحات العشرة التي قدمها إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي لليمن، على الحكومة اليمنية الشرعية، حيث سيجري تقدميها إلى الأمم المتحدة اليوم أو غدًا، وسيسلم نسخة منه للمبعوث ولد الشيخ، مشيرًا إلى أن المقترحات العشرة التي حملها من مسقط إلى الرياض مقر إقامة الحكومة المؤقتة، فيها التفاف على قرار المجلس الأمن الدولي 2216.
وقال جباري في اتصال هاتفي، إن «المبعوث الأممي لليمن حمل معه بعض المقترحات خلال زيارته ما قبل الأخيرة، وعندما عاد من مسقط خلال لقائه مع الميليشيات الحوثية، تفاجأت الحكومة بالمقترحات التي يحملها، خصوصًا أن هناك قرارًا دوليًا، حيث اجتمعت الحكومة اليمنية، والقوى السياسية، ومستشارون للرئيس هادي، وقاموا بإعداد رد مفصل على المقترحات لقاء مسقط».
وأشار مستشار الرئيس هادي إلى أن «أبرز مضامين رسالة الرد على المقترحات العشرة، تتضمن، الانسحاب من المحافظات اليمنية، خصوصًا العاصمة صنعاء، وكذلك بسط نفوذ الدولة على المدن والمحافظات، بما فيها صعدة، وتسليم أسلحة الدولة التي نهبتها الميليشيات الحوثية بمساعدة من الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وإطلاق سراح المختطفين السياسيين والعسكريين، وكذلك الإعلاميين.
وأكد جباري، أن هناك انتفاضات في معظم المحافظات اليمنية، خصوصًا في صنعاء، حيث يعكف الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، على رسم صورة مفادها بأنهم على استطاعة تامة في قيام عناصر الميليشيات الحوثية، في رسم صورة إيجابية بمقدرتهم على تنفيذ الانسحاب من المدن والمحافظات، إلا أنهم عكس ذلك على الأرض الواقع، إذ يقوم الحوثيون بعمليات تفجير المنازل والسيطرة على مرافق الدولة.
وأضاف: «كل هذا لا تنبئ بأن الحوثيين وصلوا إلى قناعة بالحل السياسي السلمي، الذي أجمع عليها العالم في قراراتها المختلفة، خصوصًا قرار مجلس الأمن الدولي 2216 الذي وافق عليه 14 دولة».
وكانت مصادر يمنية أكدت لـ«الشرق الأوسط» في وقتًا سابق، أن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي لليمن، أعلن تجاوب الميليشيات الحوثية سياسيًا وعسكريًا مع القرار مجلس الأمن الدولي 2216، شريطة الموافقة على 10 شروط، من بينها فرض مراقبين دوليين على الأراضي اليمنية، مشيرة إلى أن ولد الشيخ، أبلغ الرئيس اليمني أن الحوثيين اليوم، ليس كما هم الحوثيون بالأمس.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.