قصف متبادل في غزة بعد وفاة قيادي فلسطيني معتقل

صواريخ تُطلق من قطاع غزة (رويترز)
صواريخ تُطلق من قطاع غزة (رويترز)
TT

قصف متبادل في غزة بعد وفاة قيادي فلسطيني معتقل

صواريخ تُطلق من قطاع غزة (رويترز)
صواريخ تُطلق من قطاع غزة (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إطلاق نيران مدفعيته رداً على إطلاق صواريخ من غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن إطلاق صفارات التحذير من وصول صواريخ في المناطق الإسرائيلية القريبة من غزة، وسط تزايد التوتر في القطاع بعد وفاة القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية خضر عدنان.
وكانت إدارة السجون الإسرائيلية أعلنت وفاة عدنان، اليوم الثلاثاء، في سجن إسرائيلي بعد إضراب عن الطعام استمر 87 يوماً، في أول وفاة لمعتقل فلسطيني مضرب عن الطعام منذ أكثر من 3 عقود.
وقال متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي اليوم (الثلاثاء)، إن دبابات الجيش تطلق النار رداً على إطلاق صواريخ من غزة صباحاً. وأضاف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «ندعو سكان سديروت ومنطقة غلاف غزة بالبقاء قرب الأماكن المحصنة». وأعلنت وسائل إعلام فلسطينية إطلاق أكثر من 20 صاروخاً من قطاع غزة تجاه مستوطنات إسرائيلية في مناطق الغلاف.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1653419343718301697?t=_S5R69-rLQ8IISGVpciuvw&s=08
من جانبها، أعلنت الغرفة المشتركة التي تمثل الفصائل المسلحة في غزة، بما في ذلك حركة «حماس» وحركة «الجهاد الإسلامي»، مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وجاء في بيان «الغرفة المشتركة إذ تنعى الشهيد المجاهد فإنها تعلن مسؤوليتها عن دك ما يسمى بمغتصبات غلاف غزة برشقات صاروخية مساء اليوم».
وتزايد التوتر في قطاع غزة بعد أن توعدت حركة «الجهاد الإسلامي» بالثأر لوفاة عدنان (45 عاماً). وأضرب عدنان عن الطعام فور اعتقاله آخر مرة في الخامس من فبراير (شباط) الماضي.
وقالت إدارة السجون الإسرائيلية، في بيان: «السجين الذي رفض الخضوع لفحوصات طبية وتلقي العلاج الطبي، وُجد صباح اليوم في زنزانته وهو مغمى عليه». وأضافت أنه نقل على إثر ذلك لمستشفى حيث أُعلن عن وفاته بعد محاولات لإنعاشه.
وخرج مئات الأشخاص في مظاهرة في قطاع غزة؛ للتعبير عن حزنهم على وفاته. وقال الجيش الإسرائيلي إن 3 صواريخ انطلقت من القطاع تجاه إسرائيل. وأضرب عدنان عن الطعام 3 مرات على الأقل منذ عام 2011؛ احتجاجاً على اعتقال إسرائيل له دون توجيه اتهامات. واعتاد معتقلون فلسطينيون الإضراب عن الطعام وأحياناً ينفذون ذلك بشكل جماعي. ووقعت آخر حالة وفاة لمعتقل مضرب عن الطعام عام 1992.
وقالت جمعية «نادي الأسير الفلسطيني» إن عدنان أضرب عن الطعام 6 مرات خلال فترات احتجاز مختلفة منذ عام 2004، من بينها إضرابه الأخير. ورفض محامي عدنان رواية إدارة السجون الإسرائيلية. واتهم المحامي جميل الخطيب ومنظمة حقوقية التقت بعدنان مؤخراً، إسرائيل بالإهمال الطبي. وقال الخطيب لوكالة «رويترز» للأنباء عبر الهاتف: «طالبنا بنقل الشيخ عدنان إلى مستشفى مدني ليتم متابعته بشكل أفضل، ولكن الطلب قوبل بتعنت ورفض من قبل سلطات السجون الإسرائيلية».
وقالت لينا قاسم حسن، من منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان» في إسرائيل، إنها رأت عدنان يوم 23 أبريل (نيسان) حين كان قد فقد 40 كيلوغراماً من وزنه، وكان يعاني من مشاكل في التنفس لكنه كان في وعيه. وأضافت لـ«رويترز»: «كان بالإمكان تفادي وفاته». وتابعت أن عدة مستشفيات إسرائيلية رفضت دخول عدنان بعد زيارات قصيرة لأقسام الطوارئ بها.
وعدنان من سكان جنين بالضفة الغربية المحتلة. وقالت مصادر بحركة «الجهاد الإسلامي» إنه كان قيادياً سياسياً بالحركة. ونشاط حركة الجهادي محدود في الضفة الغربية، لكنها ثاني أقوى فصيل مسلح في قطاع غزة الذي تديره حركة «حماس».



حقوقيون يوثقون آلاف الانتهاكات الحوثية في 3 محافظات يمنية

مسلحون حوثيون يحتفلون في صنعاء بأحقية زعيمهم في حكم اليمن (إ.ب.أ)
مسلحون حوثيون يحتفلون في صنعاء بأحقية زعيمهم في حكم اليمن (إ.ب.أ)
TT

حقوقيون يوثقون آلاف الانتهاكات الحوثية في 3 محافظات يمنية

مسلحون حوثيون يحتفلون في صنعاء بأحقية زعيمهم في حكم اليمن (إ.ب.أ)
مسلحون حوثيون يحتفلون في صنعاء بأحقية زعيمهم في حكم اليمن (إ.ب.أ)

سلطت تقارير حقوقية يمنية حديثة الضوء على آلاف الانتهاكات وأعمال التعسف والقمع التي ارتكبتها جماعة الحوثيين ضد المدنيين القاطنين في ثلاث محافظات خاضعة تحت سيطرتها.

وتنوعت الانتهاكات الحوثية التي طاولت المدنيين في محافظات البيضاء والجوف وتعز، بين جرائم قتل وإصابة وقتل بالألغام، وأعمال الملاحقة والخطف والتهجير القسري والحصار ونهب الممتلكات العامة والخاصة وفرض الإتاوات غير القانونية.

الانتهاكات الحوثية ضد المدنيين تشمل القتل والاختطاف والإخفاء القسري (رويترز)

وذكرت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات أنها وثقت 7742 واقعة انتهاك وتضرر بشري ومادي تعرض لها السكان المدنيون والممتلكات العامة والخاصة في محافظة البيضاء خلال الفترة من أول 2015 وحتى 30 يونيو (حزيران) من العام الحالي.

وقالت الشبكة إن محافظة البيضاء تعيش منذ أكثر من تسع سنوات تحت وطأة الحرب والحصار المفروضين عليها حيث تتواصل الانتهاكات الحوثية ضد المحافظة ومواطنيها، قصفاً وقنصاً وتفخيخاً واختطافاً ومصادرة ونهباً، دون أي اعتبار للقوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان.

وأدت الانتهاكات الحوثية في محافظة البيضاء - بحسب الشبكة - إلى مقتل 842 مدنياً، وإصابة 931 بينهم نساء وأطفال عبر طرق متنوعة منها القنص المباشر وإطلاق النار والقصف العشوائي والألغام والتصفية الجسدية وتفجير المنازل والتعذيب والدهس.

وتطرق التقرير إلى جرائم الاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب، حيث سجل الفريق الميداني للشبكة الحقوقية 2780 حالة اعتقال واختطاف، و366 وحالة إخفاء قسري، و132 حالة تعذيب نفسي وجسدي، كما وثق 2691 واقعة انتهاك طالت الأعيان المدنية العامة والخاصة.

12 ألف انتهاك

وفي سياق الانتهاكات الحوثية في محافظة البيضاء نفسها، أعلن مركز «رصد» للحقوق والتنمية (منظمة يمنية) توثيقه ارتكاب جماعة الحوثي أكثر من 12 ألفاً و557 حالة انتهاك خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) وحتى يوليو (تموز) من العام الحالي.

الجماعة الحوثية تتخذ من تفجير المنازل نهجاً لإرهاب خصومها والانتقام منهم (إكس)

ووثق المركز مقتل 693 مدنياً وإصابة 713 آخرين بينهم نساء وأطفال، و2950 حالة اعتقال وخطف، و421 حالة تهديد وإساءة ومنع التنقل، و6516 حالة نزوح وتهجير طالت السكان، مضافاً إليها ارتكاب الجماعة أكثر من 1280 حالة انتهاك طالت ممتلكات عامة وخاصة.

واتهم المركز الحقوقي الجماعة الحوثية بمواصلة ارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين والبنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة في البيضاء، وتسببها بتفاقم الأوضاع المعيشية للسكان، حيث يحتاج نحو 484 ألف شخص بتلك المحافظة إلى المساعدات الإنسانية والحماية العاجلة.

وطالب التقرير بضرورة العمل على وقف الهجمات والقصف الحوثي العشوائي وزرع الألغام والعبوات الناسفة، بعد أن أدى ذلك إلى مقتل وجرح آلاف المدنيين، وأعاق وصول آخرين إلى مزارعهم أو الانتقال بين القرى بشكل آمن.

انتهاكات في الجوف

ولم يكن السكان في محافظة الجوف اليمنية بمنأى عن ذلك الاستهداف الحوثي، فقد رصدت لجنة الحقوق والإعلام في المحافظة (حكومية) نحو 6 آلاف انتهاك حوثي سُجِلت خلال النصف الأول من العام الحالي ضد سكان قرى ومناطق تخضع لسيطرة الجماعة.

عناصر من الحوثيين على متن عربة في أحد شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

ووثقت اللجنة الحكومية 5963 انتهاكاً حوثياً ضد سكان الجوف بالفترة من 1 يناير وحتى 30 يونيو الماضي، شملت نحو 12 حالة قتل مباشر، و9 حالات قتل بالألغام و9 حالات إصابة و25 حالة إخفاء قسري، وإتلاف نحو 25 مركبة مدنية بالرصاص المباشر أو الألغام.

وتعرض سكان الجوف في مناطق «الحزم» و«الخلق» - وفق التقرير - لحملات عسكرية حوثية متكررة رافق بعضها فرض الجماعة حصاراً خانقاً على الأهالي والتسبب بترويع الأطفال والنساء، في حين استهدفت بقية الانتهاكات 5900 أسرة في المحافظة.

انتهاكات في تعز

وعلى صعيد الانتهاكات الحوثية التي تم تسجيلها خلال الأعوام التسعة المنصرمة ضد السكان في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب)، وثق «المركز الأميركي للعدالة»، وهو منظمة حقوقية يمنية مقرها في الولايات المتحدة، مقتل وإصابة نحو 10.623 مدنياً بفعل الانتهاكات المتنوعة التي مارستها جماعة الحوثيين في الفترة من مارس (آذار) 2015 وحتى ديسمبر (كانون الأول) 2023.

بقايا أحد المنازل التي فجرتها جماعة الحوثي انتقاماً من ملاكها (إكس)

وأوضح التقرير أن 3.455 مدنياً لقوا حتفهم، فيما أصيب 7.168 آخرون بفعل الانتهاكات الحوثية، شمل بعضها القنص المباشر والقصف وزراعة الألغام.

وأوضح المركز الحقوقي أن أغلبية الضحايا وقعوا نتيجة استهداف جماعة الحوثي القرى والأحياء السكنية الواقعة على خطوط التماس بالقصف الكثيف مستخدمة أسلحة ثقيلة ومتوسطة، ما تسبب بسقوط 6.205 ضحايا، بواقع 1.778 قتيلاً منهم 529 طفلاً، و228 امرأة، بالإضافة إلى 4.427 جريحاً، بينهم 1.717 طفلاً، و691 امرأة.