الدوري السعودي: النصر للخروج من دوامة الإخفاقات عبر بوابة الرائد

حمى الهروب من دائرة الهبوط تشعل مواجهات الجولة الـ24

لاعبو الرائد خلال تدريباتهم الأخيرة (الشرق الأوسط)
لاعبو الرائد خلال تدريباتهم الأخيرة (الشرق الأوسط)
TT

الدوري السعودي: النصر للخروج من دوامة الإخفاقات عبر بوابة الرائد

لاعبو الرائد خلال تدريباتهم الأخيرة (الشرق الأوسط)
لاعبو الرائد خلال تدريباتهم الأخيرة (الشرق الأوسط)

يسعى فريق النصر للخروج من دوامة الإخفاقات، التي كلفته أخيراً الخروج من بطولة كأس الملك على يد الوحدة، فضلاً عن ابتعاده بصورة نسبية عن المتصدر (الاتحاد)، في بطولة الدوري السعودي، وذلك عندما يستضيف الرائد، مساء اليوم، ضمن الجولة الـ24 من البطولة في ملعب «الأول بارك».
وودّع النصر بطولة كأس الملك، وهي ثاني البطولات التي يخسرها هذا الموسم بعد خسارته نصف نهائي كأس السوبر أمام الاتحاد، وكان خروج الفريق صادماً وغير متوقع أمام فريق الوحدة الذي أكمل المواجهة بعشرة لاعبين.
وعاش النصر في أيامه الماضية أوقاتاً عصيبة بدأت بتعادله السلبي مع الفيحاء، الذي قررت معه إدارة النادي إقالة الفرنسي رودي غارسيا مدرب الفريق وتعيين الكرواتي دينكو إيليتشيتش، قبل أن يخسر الفريق أمام الغريم التقليدي (الهلال) بثنائية، ثم يودع بطولة الكأس بعدها.
وغاب النصر، صاحب المركز الثاني برصيد 53 نقطة، عن التسجيل في آخر ثلاث مباريات، حيث يعود آخر أهدافه إلى ما يزيد على عشرين يوماً، حينما انتصر على العدالة بخماسية نظيفة حملت توقيع كل من البرتغالي كريستيانو رونالدو (هدفين)، وتاليسكا (هدفين)، وأيمن يحيى.

جانب من استعدادات النصر للمباراة (الشرق الأوسط)

ويتطلع النصر للوقوف مجدداً رغم تضاؤل آماله في المنافسة، حيث يحتاج إلى تعثر الاتحاد ثلاث مرات، علماً بأن الأخير يتفوق عليه في المواجهات المباشرة، وهو ما يتم اللجوء إليه لحسم الفائز باللقب في حال التساوي نقطياً بين فريقين.
حسابياً لا يزال النصر حاضراً في دائرة المنافسة، خصوصاً أن الاتحاد تنتظره مواجهات قوية ومهمة خلال الجولات المقبلة، كذلك النصر سيكون أمام عدد من اللقاءات الحاسمة.
وتبقى 6 جولات على إسدال الستار على منافسة النسخة الحالية من اللقب، حيث يسعى الاتحاد للتتويج بعد غيابه الطويل، بينما يحاول النصر العودة لمعانقة اللقب الذي حققه آخر مرة في 2019، وسط حظوظ مستمرة لفريق الشباب، وبدرجة أقل الهلال الذي ابتعد كثيراً عن دائرة المنافسة، إلا أنه حسابياً ضمن قائمة المرشحين للقب.
أما الرائد فسيكون في مهمة صعبة هذا المساء، ويتطلع للابتعاد عن خطر الهبوط، خصوصاً مع بقائه على رصيد ضئيل (26 نقطة)، وابتعاده عن الانتصارات في آخر ثلاث مباريات خاضها الفريق.
وفي مدينة الأحساء، يبحث الفتح عن إحكام قبضته على المركز الخامس الذي صعد إليه في الجولة الماضية، وذلك حينما يلاقي نظيره الوحدة المنتشي ببلوغه نهائي كأس الملك بعد فوزه على النصر قبل أيام عدة.
وسجل الفتح انطلاقة مميزة في آخر جولتين، انتصر فيهما على الخليج ثم الرائد، وتمكّن من بلوغ النقطة الـ38، ليواصل الفريق النموذجي حضوره في دائرة الأمان، ويسعى حالياً للخروج بمركز متقدم في الترتيب.
أما الوحدة، الذي أعاد كتابة التاريخ مجدداً ببلوغ نهائي الكأس، فإنه يبحث عن الخروج من دائرة خطر الهبوط، الذي بدأ يقترب منه أكثر، خصوصاً أن الوحدة يحتل المركز الثالث عشر برصيد 22 نقطة، وبفارق ضئيل عن أقرب المنافسين له.
وستنعكس الحالة المعنوية على الفريق بصورة إيجابية بعد بلوغه نهائي الكأس للمرة الأولى منذ 53 عاماً، حيث يتطلع التشيلي لويس سييرا لإكمال مهمته مع الفريق وضمان البقاء كذلك في الدوري.
وعلى ملعب الأمير محمد بن فهد بمدينة الدمام، يستضيف الاتفاق نظيره ضمك في مهمة المواصلة بدائرة الانتصارات، بعد الفوز الثمين الذي حققه (فارس الدهناء) في اللحظات الأخيرة من مواجهة الفيحاء قبل التوقف.
ورفع الاتفاق رصيده إلى 27 نقطة، ويحاول الاستمرار في التقدم نحو المناطق الأكثر دفئاً والحصول على مركز متقدم بعد تراجع مستويات الفريق وأدائه بصورة عامة هذا الموسم.
أما ضمك فقد سجل بداية مثالية مع الروماني كوزمين كونترا المدرب الذي حل بديلاً هذا الموسم، وحقق الفوز في مواجهتي الطائي والباطن، قبل أن يتعرض لخسارة أمام الاتحاد، ثم يخرج متعادلاً أمام العدالة في الجولة الأخيرة.
ويملك فريق ضمك 29 نقطة أسهمت في ابتعاده بصورة نسبية عن مناطق خطر الهبوط، إلا أنه لا يزال في الدائرة، حيث التقارب النقطي بين المتنافسين يبدو كبيراً للغاية، خصوصاً بعد فوز الباطن صاحب المركز الأخير، على الهلال في الجولة ذاتها بالمباراة المقامة بينهما، وبلوغه النقطة الـ15.
وفي مدينة المجمعة، يتطلع الفيحاء لاستعادة توازنه على حساب الخليج الذي سيخوض مبارياته على طريقة نهائيات الكؤوس إذا ما أراد ضمان البقاء موسماً آخر بين الكبار.
ويعاني الفيحاء، الذي توج بلقب كأس الملك في النسخة الماضية، من تراجع أدائه هذا الموسم، إذ يحتل المركز الـ12 برصيد 25 نقطة، ويدرك أن تعثره أمام الخليج قد يبعثر أوراق الفريق في الجولات المقبلة.
أما فريق الخليج، الذي خسر بنتيجة مثيرة أمام الشباب 2 - 3 في مباراته الأخيرة، فإنه يدرك أن التعثرات المقبلة ستجعل مهمته في البقاء صعبة، خصوصاً مع تقدم الباطن نقطياً، ويحتل الخليج المركز قبل الأخير برصيد 17 نقطة.


مقالات ذات صلة

الأهلي السعودي يفوز على الغرافة القطري ودياً

رياضة سعودية جانب من مواجهة الأهلي السعودي والغرافة القطري ودياً (الشرق الأوسط)

الأهلي السعودي يفوز على الغرافة القطري ودياً

واصل فريق الأهلي السعودي انتصاراته في مبارياته الودية ضمن معسكره المقام حالياً في النمسا استعداداً للموسم الجديد.

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة سعودية من مواجهة الهلال السعودي وماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي ودياً (الشرق الأوسط)

الهلال يخسر ثالث مبارياته الودية بمعسكر النمسا

تلقى فريق الهلال الخسارة في ثالث مبارياته التجريبية في معسكره الاستعدادي الحالي المقام في مدينة باد إيرلاخ شرق النمسا، وذلك عندما تغلب عليه ماميلودي صن داونز.

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية جياكومو بونافينتورا (فيورنتينا الإيطالي)

الإيطالي بونافينتورا على مشارف الشباب

يستعد الدولي الإيطالي جاكومو بونافينتورا للانتقال إلى الدوري السعودي؛ إذ اختار لاعب خط الوسط الإيطالي في الواقع الانضمام إلى نادي الشباب.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية يهدف الاتحاد السعودي بدعمه إلى رفع مستوى المسابقات النسائية (الاتحاد السعودي)

الاتحاد السعودي يعزز دعم دوري السيدات بـ60 مليون ريال

أطلق الاتحاد السعودي لكرة القدم، اليوم (الجمعة)، النسخة الثانية من برنامج دعم وتطوير الفرق النسائية المشارِكة في الدوري الممتاز ودوري الدرجتين الأولى والثانية.

لولوة العنقري (الرياض)
رياضة سعودية ميشيل غونزاليس مدرب القادسية يُعطي التعليمات للاعبيه خلال التدريبات الأخيرة (الشرق الأوسط)

القادسية يختبر نجومه الجدد أمام أولمبياكوس اليوناني

يخوض فريق القادسية، اليوم الجمعة، ثالث مبارياته الودية في معسكره الحالي في هولندا حينما يواجه فريق أولمبياكوس اليوناني المنافس في الدوري الممتاز.

علي القطان (الدمام)

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
TT

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)

حققت الأفغانية مانيزها تالاش حلمها بالأداء خلال مسابقات «أولمبياد باريس 2024» المقامة في العاصمة الفرنسية، ضمن فريق اللاجئين، بعد هروبها من قبضة «طالبان».

وترقص تالاش (21 عاماً) «بريك دانس»، وكانت أول راقصة معروفة في موطنها الأصلي (أفغانستان)، لكنها فرَّت من البلاد بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021. ومع ظهور رقص «البريك دانس» لأول مرة في الألعاب الأولمبية في باريس، ستصعد تالاش إلى المسرح العالمي لتؤدي ما هي شغوفة به.

وتقول تالاش في مقابلة أُجريت معها باللغة الإسبانية: «أنا أفعل ذلك من أجلي، من أجل حياتي. أفعل ذلك للتعبير عن نفسي، ولأنسى كل ما يحدث إذا كنت بحاجة إلى ذلك»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

ترقص تالاش «بريك دانس» وهي في عمر السابعة عشرة (حسابها الشخصي - إنستغرام)

شبح «طالبان»

يرفض العديد من الأفغان المحافظين الرقص، وفكرة مشاركة النساء محظورة بشكل خاص. وفي ظل حكم «طالبان»، مُنعت النساء الأفغانيات فعلياً من ممارسة العديد من الأنشطة الرياضية. منذ عودة الجماعة إلى السلطة قبل 3 سنوات، أغلقت الحكومة مدارس البنات، وقمعت التعبير الثقافي والفني، وفرضت قيوداً على السفر على النساء، وحدَّت من وصولهن إلى المتنزهات وصالات الألعاب الرياضية.

مقاتل من «طالبان» يحرس نساء خلال تلقي الحصص الغذائية التي توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أ.ب)

وقال تقرير للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان هذا العام إن «عدم احترام (طالبان) للحقوق الأساسية للنساء والفتيات لا مثيل له في العالم». منذ اليوم الذي بدأت فيه تالاش الرقص، قبل 4 سنوات، واجهت العديد من الانتقادات والتهديدات من أفراد المجتمع والجيران وبعض أفراد الأسرة. وقالت إنها علمت بأنها إذا أرادت الاستمرار في الرقص، فليس لديها خيار إلا الهروب، وقالت: «كنت بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة».

فريق اللاجئين

سيضم الفريق الذي ظهر لأول مرة في ألعاب «ريو دي جانيرو 2016»، هذا العام، 36 رياضياً من 11 دولة مختلفة، 5 منهم في الأصل من أفغانستان. وسيتنافسون تحت عَلَم خاص يحتوي على شعار بقلب محاط بأسهم، للإشارة إلى «التجربة المشتركة لرحلاتهم»، وستبدأ الأولمبياد من 26 يوليو (تموز) الحالي إلى 11 أغسطس (آب). بالنسبة لتالاش، التي هاجرت إلى إسبانيا، تمثل هذه الألعاب الأولمبية فرصة للرقص بحرية، لتكون بمثابة رمز الأمل للفتيات والنساء في أفغانستان، ولإرسال رسالة أوسع إلى بقية العالم.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

وفي فبراير (شباط) الماضي، تدخلت صديقة أميركية لتالاش، تُدعي جواركو، بالتقديم إلى عناوين البريد الإلكتروني الأولمبي لمشاركة الفتاة الأفغانية، وفي اليوم التالي، تلقت رداً واحداً من مدير فريق اللاجئين الأولمبي، غونزالو باريو. وكان قد تم إعداد فريق اللاجئين المتوجّه إلى باريس، لكن المسؤولين الأولمبيين تأثروا بقصة تالاش وسارعوا إلى تنسيق الموارد. وافقت اللجنة الأولمبية الإسبانية على الإشراف على تدريبها، وكان المدربون في مدريد حريصين على التطوع بوقتهم.

وقال ديفيد فينتو، المدير الفني للمنتخب الإسباني: «شعرت بأنه يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا. في شهر مارس (آذار)، حصلت تالاش على منحة دراسية، مما سمح لها بالانتقال إلى مدريد والتركيز على الاستراحة. وبعد بضعة أسابيع فقط، وصلت الأخبار بأنها ستتنافس في الألعاب الأولمبية». يتذكر جواركو: «لقد انفجرت في البكاء، وكانت تبتسم».

وقالت تالاش: "كنت أبكي بدموع الفرح والخوف".وجزء من مهمة الألعاب الأولمبية المعلنة هو "دعم تعزيز المرأة في الرياضة على جميع المستويات" وتشجيع "مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة". ولهذا السبب، كانت العلاقة بين الحركة الأولمبية وأفغانستان مشحونة منذ فترة طويلة. وقامت اللجنة الأولمبية الدولية بتعليق عمل اللجنة الأولمبية في البلاد في عام 1999، وتم منع أفغانستان من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني.

شغفها حقق هدفها

لم يغِب عن تالاش أن موسيقى «البريك» و«الهيب هوب»، المحظورة في موطنها، أعطتها هدفاً لحياتها، وساعدت أيضاً في إنقاذ عائلتها. وقالت: «هذا أكبر بكثير من أي حلم حلمت به من قبل أو حتى يمكن أن أفكر فيه»، مضيفة: «إذا قالت (طالبان) إنها ستغادر في الصباح، فسوف أعود إلى منزلي بعد الظهر».

ويحكي جواد سيزداه، صديق تالاش وزعيم مجتمع «الهيب هوب» في كابل: «إذا سألت الأجانب عن أفغانستان، فإن الشيء الوحيد الذي يتخيلونه هو الحرب والبنادق والمباني القديمة. لكن لا، أفغانستان ليست كذلك». وأضاف: «أفغانستان هي تالاش التي لا تنكسر. أفغانستان هي التي أقدم فيها بموسيقى الراب، ليست الحرب في أفغانستان وحدها».

وعندما كانت تالاش في السابعة عشرة من عمرها، عثرت على مقطع فيديو على «فيسبوك» لشاب يرقص «بريك دانس» ويدور على رأسه، في مشهد لم يسبق لها أن رأت شيئاً مثله. وقالت: «في البداية، اعتقدت أنه من غير القانوني القيام بهذا النوع من الأشياء». ثم بدأت تالاش بمشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو، وأصابها الذهول من قلة الراقصات. وأوضحت: «قلتُ على الفور: سأفعل ذلك. أنا سوف أتعلم».

وقامت بالتواصل مع الشاب الموجود في الفيديو (صديقها سيزداه) الذي شجعها على زيارة النادي المحلي الذي تدرب فيه، والذي كانت لديه محاولة لتنمية مجتمع «الهيب هوب» في كابل، ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة جميع الأعمار والأجناس للرقص وموسيقى الراب. كان هناك 55 فتى يتدربون هناك. كانت تالاش الفتاة الأولى.

وقال سيزداه (25 عاماً): «إذا رقص صبي، فهذا أمر سيئ في أفغانستان وكابل. وعندما ترقص فتاة، يكون الأمر أسوأ. إنه أمر خطير جداً. رقص الفتاة أمر غير مقبول في هذا المجتمع. لا توجد إمكانية لذلك.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

كنا نحاول أن نجعل الأمر طبيعياً، لكنه كان صعباً للغاية. لا يمكننا أن نفعل ذلك في الشارع. لا يمكننا أن نفعل ذلك، كما تعلمون، في مكان عام»، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

كانت تالاش أول فتاة تنضم إلى نادي الرقص «Superiors Crew» في كابل.

تهديدات بالقتل

بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، فرَّ أعضاء النادي إلى باكستان. وفي أحد الأحداث الجماعية الأولى للفريق في النادي الصغير، انفجرت سيارة مفخخة في مكان قريب. ووقعت إصابات في الشارع، لكن الراقصين بالداخل لم يُصابوا بأذى. ومع انتشار أخبار بأن تالاش كانت ترقص، بدأت تتلقى تهديدات بالقتل.

مقاتل من «طالبان» يقف في الحراسة بينما تمر امرأة في العاصمة كابل يوم 26 ديسمبر 2022... وشجب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيود المزدادة على حقوق المرأة بأفغانستان (أ.ب)

كان من المفترض أن يكون النادي مكاناً آمناً، ولكن في أحد الأيام دخل رجل مدعياً أنه راقص يريد التعلم. وبدا مريباً لباقي الأعضاء، ووفقاً لتالاش وسيزداه، سرعان ما داهمت قوات إنفاذ القانون النادي، وألقت القبض على الرجل الذي كان يحمل قنبلة. قال سيزده: «إنهم قالوا إنه عضو في (داعش). لقد أراد فقط أن يفجِّر نفسه».

رحلة الهروب للنجاة!

وبعد بضعة أشهر من الواقعة، غادرت قوات «حلف شمال الأطلسي» والجيش الأميركي أفغانستان، وعادت «طالبان» إلى السلطة في 2021، وقال سيزداه إن مالك العقار اتصل به وحذره من العودة، وإن الناس كانوا يبحثون عن أعضاء الفريق، وقال سيزداه: «هناك أسباب كثيرة» للمغادرة. «الأول هو إنقاذ حياتك».

وقام العشرات من أعضاء نادي «الهيب هوب» بتجميع ما في وسعهم وتحميلهم في 3 سيارات متجهة إلى باكستان. أخذت تالاش شقيقها البالغ من العمر 12 عاماً، وودعت والدتها وأختها الصغرى وأخاً آخر.

وقالت تالاش: «لم أكن خائفة، لكنني أدركت أنني بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة. كان هذا مهماً بالنسبة لي. لم أغادر قط لأنني كنت خائفة من (طالبان)، أو لأنني لم أتمكن من العيش في أفغانستان، بل لأفعل شيئاً، لأظهر للنساء أننا قادرون على القيام بذلك؛ أنه ممكن». اضطرت تالاش إلى ترك والدتها في أفغانستان، وتحقق الحلم الأولمبي ولم شمل الأسرة.

لمدة عام تقريباً، عاشوا بشكل غير قانوني في باكستان دون جوازات سفر وأمل متضائل. لم يشعروا بالأمان في الأماكن العامة، لذلك قضى 22 شخصاً معظم اليوم محشورين معاً في شقة. لم يكن هناك تدريب أو رقص. تلقت تالاش كلمة مفادها أن مسؤولي «طالبان» اتصلوا بوالدتها في كابل للاستفسار عن مكان وجود الفتاة الصغيرة. وقالت: «أحياناً أتمنى أن أنسى كل ذلك»، ثم تواصل أعضاء نادي «الهيب هوب» مع السفارات ومجموعات المناصرة والمنظمات غير الحكومية للحصول على المساعدة. وأخيراً، وبمساعدة منظمة إسبانية للاجئين تدعى People HELP، تم منحهم حق اللجوء في إسبانيا.

انقسم الفريق، وتم نقل تالاش وشقيقها إلى هويسكا، وهي بلدة صغيرة في شمال شرقي إسبانيا. كانت لديها وظيفة تنظيف في صالون محلي، ورغم عدم وجود استوديو أو نادٍ مخصص للاستراحة، فقد وجدت صالة ألعاب رياضية تسمح لها بالرقص بعد ساعات العمل. بعد سنوات من الانفصال، تم لم شمل تالاش وعائلتها أخيراً حيث يعيشون الآن في نزل للاجئين بمدريد.