«موانئ الخليج» تواجه تحدي تطوير خدماتها مع تنامي حركة مناولة البضائع

15 % معدل نمو متوقع للموانئ العربية

«موانئ الخليج» تواجه تحدي تطوير خدماتها مع تنامي حركة مناولة البضائع
TT

«موانئ الخليج» تواجه تحدي تطوير خدماتها مع تنامي حركة مناولة البضائع

«موانئ الخليج» تواجه تحدي تطوير خدماتها مع تنامي حركة مناولة البضائع

تواجه الموانئ الخليجية ارتفاعا في الطلب على خدماتها نظرا لموقعها المتميز الذي يمكن شركات النقل البحري العالمية من الوصول إلى الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأوروبا إلا أن نقص الخدمات اللوجيستية في موانئ المنطقة يحد من قدرتها على الاستجابة لطلب الناقلات البحرية بما يتزامن النمو المتزايد.
وقال أحمد باولس، الرئيس التنفيذي في ميسي فرانكفورت، الشركة الألمانية المتخصصة في الشحن والنقل والمناولة، إن موقع الموانئ الخليجية وحركة السلع فيها تلقى اهتمامًا بالغًا من الشركات الإقليمية والعالمية مما يتطلب توفير النقل والخدمات اللوجيستية من خلال بحث الحلول والتوجهات الصناعية الحديثة في عالم صناعة النقل والشحن والاستفادة من التجارب الناجحة لتطوير موانئ منطقة الخليج. وبين أن ممثلي الموانئ والشركات والمهتمين بصناعة الموانئ سيبحثون مزيدا من الحلول في معرض ماتريالز هاندلنج الشرق الأوسط 2015 الذي يقام في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض خلال الفترة بين 14و 16 سبتمبر (أيلول) المقبل، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة تشهد مؤشرات إيجابية لأداء الخدمات اللوجيستية بما يسهم في رسم خطط التوسع الاستراتيجي ومجالات التحسين والتطوير بما يخدم الحركة التجارية من وإلى المنطقة.
من جانبه، توقع كونراد إبيرل، متخصص في خدمات الموانئ، أن موانئ الشرق الأوسط تنمو بمعدل 15 في المائة سنويا وهذا الأمر يتطلب توفير خدمات لوجيستية مثل وجود آليات المناولة المتقدمة بالإضافة إلى شركات تطوير مستودعاته، وتحديدا مستودعات التحميل بطاقة ودوران مرتفعة.
أما إبراهيم العقيلي، رئيس اللجنة الجمركية في غرفة جدة (غرب السعودية)، فأوضح أن الموانئ في المنقطة شهدت الكثير من مشاريع التطوير خصوصا في السعودية والإمارات، حيث يقدر حجم الإنفاق على التطوير خلال الخمس سنوات الماضية بنحو 15 مليار دولار وأغلب هذه المشاريع مستمرة في مرحلة التطوير والتحسين بما يتوافق مع النمو المتزايد في الطلب على خدمات الموانئ.
وأضاف: «تشهد السعودية تطويرًا كبيرًا في الموانئ من خلال فتح مشاركة القطاع الخاص، مما أدى إلى تحسين الخدمات وتطوير الدعم اللوجيستي إلا أن هناك حاجة ملحة إلى استمرار التطوير، خاصة فيما يتعلق بتوفير شبكة النقل الداخلي والخارجي للموانئ السعودية بما يضمن انسيابية الحركة الملاحية ونقل البضائع».
ويشار إلى أن السعودية تعمل على تطوير البنية التحتية في كافة موانئ البلاد إلى جانب طرح موانئ جديدة بفضل توافر المواقع الاستراتيجية على المنافذ البحرية من خلال زيادة فرص مشاركة القطاع الخاص وتطوير الصناعات التي تساهم في سرعة المناولة وخفض تكاليف النقل بما ينعكس على أسعار السلع الواردة.
وكانت السعودية طرحت موانئ جديدة مثل ميناء الملك عبد الله في المدينة الاقتصادية، وميناء الليث الذي يجري العمل عليه حاليا وبذلك يرتفع عدد الموانئ في السعودية حاليا إلى تسعة موانئ موزعة على ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي، منها ستة موانئ تجارية وميناءان صناعيان أضيف إليهما أخيرا ميناء رأس الخير المخصص لخدمة الصناعات التعدينية وتضم جميع هذه الموانئ نحو 206 أرصفة تشكل في مجموعها أكبر شبكة موانئ في دول الشرق الأوسط.
وتخدم الموانئ السعودية أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، من خلال مناولتها 95 في المائة من صادرات وواردات المملكة (عدا النفط الخام)، تمثل ما نسبته 61 في المائة من حركة البضائع في دول مجلس التعاون الخليجي.
وبلغ حجم البضائع التي يتم مناولتها سنويا ما يزيد على 160 مليون طن من الواردات والصادرات، ودفعت هذه الكمية الضخمة من حركة البضائع جعلت العمل والاستثمار في الموانئ السعودية مجديا اقتصاديا، وهو ما أسهم في استقطاب عدد كبير من الشركات المتخصصة للاستثمار في الموانئ السعودية، الأمر الذي ساعد في تحسين كفاءة العمل وزيادة الكفاءة، وانعكس إيجابيا في زيادة عائدات الخزينة العامة للدولة والتي بلغت في العام الماضي نحو مليار دولار. كما تعمل مؤسسة الموانئ على رفع مستوى الإنتاجية وخفض تكلفة التشغيل وتقديم خدمات ذات كفاءة عالية، كما ساعد هذا التنظيم في المرحلة الجديدة في تطبيق برنامج إسناد الخدمات للقطاع الخاص.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».