سقط رجل دين إيراني متنفذ من أعضاء «مجلس خبراء القيادة»، الأربعاء، بنيران حارس بنك، في مدينة بابُلسر بمحافظة مازندران، التي كانت إحدى بؤر الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد منذ منتصف سبتمبر (أيلول). ونفى مسؤول رفيع في المحافظة أن يكون الهجوم «إرهابياً».
وقالت وسائل إعلام إيرانية إن عباس علي سليماني 78 عاماً، قضى إثر تعرضه لإطلاق نار في بنك بميناء بابلسر الشمالي.
بدورها، نقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن حاكم محافظة مازندران، محمود حسين بور قوله إن الهجوم «لم يكن عملاً أمنياً أو إرهابياً»، مشيراً إلى أن «المهاجم من حراس البنك، ودوافعه غير معروفة».
وبحسب الوكالة، فإن حسين بور تعرض للهجوم بينما كان يقوم بأعمال مصرفية. وقال حسين بور إن «المهاجم لم تكن لديه معرفة دقيقة» برجل الدين المتنفذ. وشدد على أن «المهاجم من أهالي المدينة نفسها، وكان عاملاً في شركة مسؤولة عن أمن البنوك، ويقوم بواجبٍ بهوية معروفة وواضحة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الحادث.
وأصدر كل من وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، والمدعي العام محمد جعفر منتظري، أوامر منفصلة بإجراء تحقيق شامل في مختلف جوانب الحادث. ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن نائب الشؤون الأمنية لحاكم محافظة مازندران، أن المهاجم «اعتقل بجهود الأجهزة الأمنية».
وجاء ذلك، بعدما قال شاهد عيان لموقع «خبر أونلاين» المقرب من رئيس البرلمان السابق علي لاريجاني الذي يتحدر من المنطقة الشمالية نفسها، إن «سليماني كان جالساً في بنك ملي قبل أن يستولي المهاجم على أسلحة أحد الحراس ويطلق وابلاً من الرصاص على سليماني، ما أدى مقتله وجرح 3 آخرين».
وفي الأثناء، أوردت وكالة الصحافة الفرنسية، أن مسؤولاً أبلغ وكالة «إرنا» أن سليماني «اغتيل صباح اليوم (الأربعاء) في هجوم مسلح» في بلدة بابلسر الواقعة على بحر قزوين على بعد 230 كيلومتراً شمال طهران. وأضافت الوكالة أن «المهاجم اعتقل من قبل القوات الأمنية».
وشغل سليماني منصب الممثل السابق للمرشد الإيراني علي خامنئي في مدينة كاشان بمحافظة أصفهان لفترة وجيزة، قبل أن يتولى المنصب نفسه في مدينة زاهدان، مركز محافظة بلوشستان المحاذية لباكستان وأفغانستان، لمدة 18 عاماً، حتى تقديم استقالته في فبراير (شباط) 2019.
يضم «مجلس خبراء القيادة» 88 عضواً يجري انتخابهم كل 8 سنوات، ويضم عادة رجال دين متنفذين، ويجيز الدستور الإيراني للمجلس الإشراف على أداء المرشد الإيراني علي خامنئي، وتسمية خليفته، في حال تعذر مواصلة مهامه، وهي مهام يعتقد كثير من المحللين أنها معطلة منذ انتخاب خامنئي للمنصب في صيف 1989 بعد وفاة المرشد الإيراني الأول. ويترأس المجلس في الوقت الحالي، أحمد جنتي 97 عاماً، وهو من رجال الدين المقربين من خامنئي.
يأتي مقتل رجل الدين المتنفذ بعد فترة من تداول قنوات محسوبة على التيار الإصلاحي، معلومات عن ضغوط يتعرض لها أعضاء مجلس خبراء القيادة للموافقة على تسمیة خليفة المرشد الإيراني الحالي. ولم تتطرق المعلومات إلى هوية المرشح المحتمل، لكن التيار المحافظ في إيران يؤيد ترشيح مجتبى خامنئي، نجل المرشد الحالي، وكذلك الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. وفي المقابل، يدعم التيار الإصلاحي حفيد المرشد الأول حسن خميني.
وكانت محافظة مازندران من بؤر الاحتجاجات الأخيرة. وسقط أكثر من 41 قتيلاً من المتظاهرين في المحافظة الشمالية، بعد تدخل عنيف من القوات المسلحة، وذلك وفق إحصائية نشرها مركز حقوق الإنسان في إيران ومقره أوسلو، مطلع الشهر الحالي.
وتعد مازندران معقلاً تقليدياً للجماعات اليسارية، خصوصاً جماعة «مجاهدي خلق»، كما تضم شريحة واسعة من أنصار نظام الشاه، الذي يتحدر من مدينة سوادكوه الشمالية القريبة من قضاء بابُل.
وكان رجال الدين خلال الشهور الأخيرة هدفاً للمحتجين الغاضبين على الهيئة الحاكمة. وتم تداول فيديوهات لإسقاط العمائم من رؤوس رجال الدين، في ظاهرة جديدة انتشرت بالبلاد، فيما يصعّد أئمة الجمعة وممثلو خامنئي ضغوطهم على المسؤولين لضبط الحجاب.
ويأتي هذا التدهور الأمني وسط مخاوف من السلطات من تفجر موجة جديدة من الاحتجاجات، في ظل الوضع المعيشي المتدهور.
مقتل رجل دين إيراني متنفذ... والسلطات تستبعد «العمل الإرهابي»
مقتل رجل دين إيراني متنفذ... والسلطات تستبعد «العمل الإرهابي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة