الجزائر: عطاف يستعجل أطراف صراع مالي لتسوية خلافاتهم

قلق متزايد إثر اغتيال مسؤول بالرئاسة الانتقالية

وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (أرشيفية)
وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (أرشيفية)
TT

الجزائر: عطاف يستعجل أطراف صراع مالي لتسوية خلافاتهم

وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (أرشيفية)
وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (أرشيفية)

بحث وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، اليوم (الأربعاء)، في مالي، مع المسؤولين الحكوميين وممثلين عن حركات التمرّد في الشمال، حل خلافاتهم السياسية بشكل عاجل والتقيد بـ«اتفاق السلام» المتعثر، وفق مصادر تتابع الموضوع، وذلك بهدف قطع الطريق أمام الجماعات المتطرفة، التي عادت إلى واجهة الأحداث الأمنية في الأيام الأخيرة، باغتيال مسؤول بارز في السلطة الانتقالية.
وبحسب المصادر ذاتها، حل عطاف، بباماكو، مساء أمس، قادماً من موريتانيا، بغرض تسليم رسالة من الرئيس عبد المجيد تبون، لرئيس الحكم الانتقالي العقيد عاصيمي غويتا، تتضمن أهمية الخروج من المأزق السياسي الذي يتخبط فيه هذا البلد الحدودي مع الجزائر، وتشدد على تطبيق «اتفاق السلام» الذي ترعاه الجزائر منذ إمضائه، على أرضها، عام 2015، من طرفي النزاع، وهما الحكومة المركزية وتنظيمات الطوارق المسلحين في الشمال.
يُشار إلى أن عطاف بحث في موريتانيا، الاثنين والثلاثاء، الأوضاع الأمنية بالحدود في ضوء تعرض قوافل التجارة الجزائرية لاعتداءات متكررة. وأكد بيان للخارجية الجزائرية أن عطاف تحادث، أمس، مع العقيد مالك ديالورئيس «المجلس التشريعي الانتقالي»، بشأن «تجسيد الاستحقاقات الوطنية المالية ذات الصلة بتسيير المرحلة الانتقالية، فضلاً عن التطورات المتعلقة بتنفيذ اتفاق السلم والمصالحة، والوضع السائد على الصعيد الإقليمي ودور لجنة الأركان العملياتية المشتركة، في مواجهة التهديدات التي يشكلها انتشار آفتَي الإرهاب والجريمة المنظمة في المنطقة».
وتم إطلاق «لجنة الأركان»، عام 2013، بتمنراست جنوب الجزائر، وتضم قادة جيوش مالي والنيجر وموريتانيا إضافة إلى الجزائر، مهمتها تتمثل في توجيه ضربات عسكرية استباقية ضد معاقل المتطرفين المسلحين بالمنطقة جنوب الصحراء، وأيضاً الحد من دور القوات الفرنسية بالمنطقة في حربها ضد المتطرفين، وصولاً إلى إبعادها نهائياً، وهو ما حصل العام الماضي، برحيل «قوة برخان» الفرنسية (5 آلاف عسكري) عن مالي.
ويأتي تنقل عطاف إلى مالي في ظرف دقيق يتميز بعودة لافتة للجماعات الإرهابية إلى نشاطها؛ ففي 18 من الشهر الحالي، قتل تنظيم محسوب على «القاعدة»، يسمى «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، عمر تراوري رئيس الديوان بالرئاسة الانتقالي، و3 عساكر ماليين، في كمين وسط البلاد. والمعروف أن الجزائر تعتبر مالي عمقاً لها، خصوصاً من الناحية الأمنية، وتحرص على أن تحتفظ بموطئ قدم به سياسياً وأمنياً، وألا ينافسها أحد بذلك.
وينتظر الماليون انتخابات رئاسية في 4 فبراير (شباط) 2024 تنهي المرحلة الانتقالية التي دخلت فيها البلاد، بعد الانقلاب على الرئيس إبراهيم أبو بكر كايتا في 20 أغسطس (آب) 2020، وتسلم الحكم من طرف الضابط الشاب عاصيمي غويتا.
وأعلنت الجزائر، أمس، أن عطاف يزور مالي «في إطار تعزيز العلاقات الثنائية، ودعم السلم والاستقرار في هذا البلد الشقيق والجار». وقد التقى في بداية زيارته نظيره عبدو اللاي ديوب، ووزير الدفاع الوطني وقدماء المحاربين، ووزير المصالحة الوطنية المكلف باتفاق السلم.
وأكد بيان للخارجية الجزائرية أن عطاف بحث معهم «تجاوز العقبات التي تعترض حالياً جهود استكمال مسار السلم والمصالحة في مالي. كما تم بحث التعاون الثنائي في المجالات المتعلقة بالاتصالات السلكية واللاسلكية، والألياف البصرية والمحروقات والتعليم العالي، والتكوين ورفع عدد الرحلات الجوية من الجزائر نحو باماكو، بغية جعلها قطباً جهوياً قارياً».
وأضاف البيان أن عطاف بحث مع المسؤولين الماليين «الاستحقاقات المقبلة التي تجمع بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، فضلاً عن متابعة تنفيذ المشروعات المقررة من قبل السيد رئيس الجمهورية (الجزائري) لفائدة منطقة كيدال، التي تتكفل بها «الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية»، في إشارة إلى أعمال تخص البنية التحتية بالمنطقة الحدودية مع الجزائر، وتخص الخدمات الطبية والتكوين المهني والطاقة.



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.