ملعب ممتلئ عن بكرة أبيه، قاعدة جماهيرية شغوفة ومولعة، سلسلة نتائج مبهرة مع نهاية الموسم...هكذا عاد بارتيزان بلغراد الصربي إلى الأدوار الإقصائية من بطولة أوروبا في كرة السلة (يوروليغ)، منهياً جفافاً استمر 13 عاماً.
بالألوف تدفقت الجماهير باللونين الأسود والأبيض، هذا الموسم بانتظام إلى ملعب ستارك أرينا الذي يتسع لـ18300 متفرج في بلغراد.
تصدر الفريق قائمة الحضور في يوروليغ هذا الموسم مع «معدل بلغ 17012 مشجعاً في المباراة الواحدة» وفق موقع «باسكيت نيوز».
يشتهر مشجعو الفريق - المعروفون باسم «غرايف ديغرز» (حفّارو القبور) بسبب ألوان النادي - بإخلاصهم الشديد.
كُرِّم تفانيهم هذا الموسم ليس فقط ببلوغ بارتيزان الأدوار الإقصائية، بل بفوزه في عقر دار ريال مدريد الإسباني، حامل الرقم القياسي بعدد ألألقاب (10)، في المباراة الأولى من سلسلة الدور الأول الثلاثاء.
لم يخوضوا أي مباراة أدوار إقصائية من بطولة أوروبية منذ دوري أبطال أوروبا لكرة السلة (باسكيتبول تشامبيونز ليغ) 2017، ولم يفوزوا بواحدة منذ أن حلوا في المركز الرابع في يوروليغ 2010.
يشكّل فريق كرة السلة جزءاً من نادٍ رياضي تأسّس عام 1945 ويضمّ فرقاً عديدة، بينها أحد أفضل فرق كرة القدم في صربيا.
يعد شغف الألتراس في فريق كرة السلة أكثر شيوعاً من ذاك في كرة القدم، حيث يقودون الجماهير بهتافات وأغان مدوية، بينما يلوحون بالأعلام والأوشحة.
قال الفرنسي ماتياس لوسور نجم بارتيزان لوكالة الصحافة الفرنسية: «لدينا أقوى أفضلية أرض في أوروبا. لا أعتقد أن أي فريق يمكنه منافسة في ذلك».
وتابع: «يساعدوننا على أرضنا بطريقة لا توصف».
بعد بداية صعبة للموسم، قلب بارتيزان الأمور ونجح في التأهل إلى الأدوار الإقصائية بقيادة المدرب زيليكو أوبرادوفيتش الذي قاد الفريق إلى لقبه الوحيد في يوروليغ عام 1992.
بعد أن درّب في إسبانيا وإيطاليا واليونان وتركيا حاصداً الألقاب، عاد أوبرادوفيتش الى بارتيزان في عام 2021 وأعاد إحياء الفريق وشغف الجماهير.
قال أمام الإعلام قبل المباراة ضد ريال مدريد: «هناك هذا الارتباط مع الدعم الهائل من المدرجات. لطالما كانت جماهير بارتيزان كذلك».
بينما اشتهرت صربيا منذ الزمن بثقافتها الشرسة في كرة القدم، فإن كرة السلة لها جذور عميقة أيضاً في البلاد ووصلت عبر مبعوث الصليب الأحمر الأميركي قبل قرن من الزمن.
بعد الحرب العالمية الثانية، استثمرت حكومة يوغوسلافيا الاشتراكية بسخاء في الرياضة، بما في ذلك كرة السلة مع وجود ملاعب في كل حي تقريباً.
لا يزال جنوب شرق أوروبا مَصدَراً ومصدّراً رائداً للمواهب.
تسعى كبار الأندية الأوروبية الأكثر ثراء ودوري كرة السلة الأميركي للمحترفين للحصول على خدمات اللاعبين الصرب المعروفين بصلابتهم وبراعتهم.
تألق نيكولا يوكيتش محلياً قبل أن ينتقل إلى دنفر ناغتس الأميركي، ما مكّنه من الفوز بجائزة أفضل لاعب في «إن بي إيه» في آخر موسمين.
مع رحيل اللاعبين الصرب إلى الخارج، كافح بارتيزان وغريمه الأزلي ريد ستار لسنوات وغابا عن الأدوار الإقصائية في يوروليغ لفترة طويلة.
لكن بارتيزان يوقع بدوره مع لاعبين من الخارج. من بين أفضل هدافيه الخمسة في يوروليغ هذا الموسم، ثلاثة أميركيين هم كيفن بانتر وزاك ليداي وجيمس نانيلي، بالإضافة إلى الأسترالي دانتي إكسوم ولوسور.
قال ماركو بينا، وهو مشجع يبلغ من العمر 27 عاماً عقب فوز الفريق على باناثينايكوس اليوناني في وقت سابق من هذا الشهر: «لقد انتظرنا طويلاً. مكان بارتيزان في اليوروليغ».
وتابع: «سنتأهل إلى المربع الذهبي».
العودة من القبور... بارتيزان وجماهيره الشغوفة في الأدوار الإقصائية بعد 13 سنة
العودة من القبور... بارتيزان وجماهيره الشغوفة في الأدوار الإقصائية بعد 13 سنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة