نجح المفاوضون بملف الزبداني والوسطاء الإقليميون في تحقيق تفاهم يرسي وقفا دائما لإطلاق النار في مدينة الزبداني بريف دمشق، بتمديد الهدنة المعلن عنها من 48 ساعة إلى 72 ساعة تنتهي صباح يوم غد.
وتتركز المفاوضات الحالية حول تحقيق هدنة طويلة الأمد ترافق المفاوضات، كما كشفت مصادر مطلعة عن إصرار إيراني على التوصل إلى اتفاق نهائي لأزمة المدينة بالتزامن مع حل أزمة كفريا والفوعة، واكبه نشاط تركي في هذا المجال.
ويدفع حزب الله باتجاه اتفاق يقضي بخروج المسلحين من الزبداني، وهو ما ترفضه رفضا قاطعا المعارضة السورية التي تصر على لعب ورقة الضغط على كفريا والفوعة لتحقيق مكاسب معينة في أي اتفاق مرتقب.
وأشارت مصادر واسعة الاطلاع على المفاوضات من جهة حزب الله والنظام السوري، إلى أن «ما يسعى إليه الحزب هو اتفاق طويل الأمد برعاية تركية يشمل خروج المسلحين من الزبداني لإعلانها مدينة محررة»، لافتة إلى أن النقاشات تطال أيضًا بلدات مضايا وسرغايا وبقين، المجاورة، وليس الزبداني وحدها.
وقالت مصادر حزب الله لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أن المهلة المحددة لوقف إطلاق النار تنتهي السبت، لكن ما نعمل لأجله هو أن تتمدد هذه الهدنة حتى تحقيق الاتفاق النهائي»، لافتة إلى أن البحث يطال حاليا التفاصيل التقنية، مضيفة: «ونحن نسعى لتأمين ممر آمن للمسلحين من الزبداني إلى ريف إدلب، كما نعمل على إجلاء المدنيين من كفريا والفوعة إلى شرق حمص».
وتتعاطى قوى المعارضة بكثير من الريبة مع طروحات حزب الله القائلة بنقل أهالي الزبداني وكفريا والفوعة إلى مناطق أخرى، وتضعها بإطار «سعيه لتقسيم سوريا طائفيا».
وأشار الناطق باسم مجلس قيادة الثورة في دمشق وريفها إسماعيل الدراني، إلى أن ما يؤكد دفع النظام السوري وحزب الله باتجاه هدنة طويلة الأمد في الزبداني، هو سحبهم في الساعات الماضية للمعدات والآليات الثقيلة والمدفعية من أطراف المدينة إلى جبهات أخرى، لافتا إلى أن «كل ما يُطرح عن اتفاق قد يفضي لإخراج المسلحين وتسليم الزبداني، مستحيل». وقال الدراني لـ«الشرق الأوسط»: «ما تفاوضت فصائل المعارضة عليه هو وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات والمواد الغذائية إلى الزبداني، بالتزامن مع إدخال المواد نفسها إلى كفريا والفوعة»، مرجحا أن «يستمر سيناريو الحصار والهدنة الهشة على أن تعود الاشتباكات لتحتدم بعد أيام أو أسابيع نظرا لكون المقاتلين على تماس داخل شوارع الزبداني». وأظهر عدد من الصور التي تم تسريبها من داخل المدينة بعد سريان الهدنة عددا من مقاتلي النظام السوري وحزب الله يقفون على إحدى الشرفات بلباسهم وعتادهم العسكري، وهم ينظرون باتجاه شرفة مقابلة حيث 3 من مقاتلي المعارضة يتكئون على الحافة بغياب أي وضعية قتالية. ولا تفصل إلا أمتار قليلة بين الطرفين المتقاتلين، فيوجد هؤلاء في مبان متلاصقة، دمرت أجزاء كبيرة منها».
ويترقب مقاتلو المعارضة القرار الذي سوف تتخذه قياداتهم للسير فيه، وهو ما أكد عليه المقاتل أبو عبد الرحمن الموجود في الزبداني في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، لافتا إلى أن الهدوء يلف أرجاء المدينة بعدما تم تمديد الهدنة 72 ساعة. وتحدث عبد الرحمن عن أوضاع صعبة ترزح تحتها الزبداني، لافتا إلى غياب تام للمواد الطبية واقتصار إسعاف الجرحى على الإسعافات الأولية، وأضاف: «أما المقاتلون الذين يواجهون إصابات بليغة فهم يعون تماما أنّهم سيستشهدون عاجلا أم آجلا».
وعن إمكانية أن يوافق على الخروج من المدينة في حال تم التوصل لاتفاق مماثل، أشار عبد الرحمن إلى أنّه ينتظر الأوامر العسكرية وسيلتزم بالقرار الذي ستتخذه قيادته، وأضاف: «بالإضافة للمقاتلين، هناك نحو 500 مدني لم يرغبوا بالخروج من المدينة أو لم يتمكنوا من ذلك».
وتُعتبر الزبداني آخر المدن السورية على الحدود اللبنانية التي تحكم قوات المعارضة فيها السيطرة على أجزاء من المدينة، رغم انتشار قوات المعارضة في تلال حدودية، أهمها جرود عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا.
تمديد الهدنة 24 ساعة.. ومساعٍ لإعلانها طويلة في الزبداني
حزب الله يدفع باتجاه خروج المسلحين من الزبداني.. والمعارضة ترفض
تمديد الهدنة 24 ساعة.. ومساعٍ لإعلانها طويلة في الزبداني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة