هل «الطرف الثالث» هو الذي يقود الحرب في السودان؟

اتهامات للإسلاميين وأنصار البشير بإذكاء نار الحرب وتصعيدها

سودانيون وأجانب هاربون من المعارك الدائرة في العاصمة الخرطوم (أ.ف.ب)
سودانيون وأجانب هاربون من المعارك الدائرة في العاصمة الخرطوم (أ.ف.ب)
TT

هل «الطرف الثالث» هو الذي يقود الحرب في السودان؟

سودانيون وأجانب هاربون من المعارك الدائرة في العاصمة الخرطوم (أ.ف.ب)
سودانيون وأجانب هاربون من المعارك الدائرة في العاصمة الخرطوم (أ.ف.ب)

اعتاد السودانيون في السنوات الأخيرة على سماع كلمة «طرف ثالث»، بعد كل جريمة ترتكب، أو عملية قتل لمتظاهر خلال المسيرات المليونية الأخيرة، أو أي حادث ما مثير للجدل، تريد السلطات إبعاد مسؤوليتها عنه، فجريمة فض الاعتصام ارتكبها «طرف ثالث»، وجريمة قتل شباب وإلقائهم في النيل ارتكبها «طرف ثالث»، حتى هذه الحرب الأخيرة، يقودها «طرف ثالث». فما قصة هذا «الطرف الثالث»؟
برز تعبير «الطرف الثالث» في الصراع السوداني أول مرة إبان الثورة الشعبية التي أطاحت حكم «الإسلاميين» بقيادة الرئيس السابق عمر البشير، في أبريل (نيسان) 2019، حين اتهم مدير جهاز الأمن السابق، صلاح عبد الله، الشهير بـ«قوش»، طرفاً ثالثاً بقتل المتظاهرين السلميين، ليبرئ «جهازه» من التهمة الشنيعة.
وواصل مصطلح «الطرف الثالث» بروزه في العمليات التي نسبها البعض إليه بقتل مئات من المحتجين السلميين، أثناء النزاع بين المدنيين والعسكريين على تقاسم السلطة، الذي بلغ ذروته بجريمة «فض الاعتصام»، التي اتهمت فيها القوات المسلحة وقوات «الدعم السريع» المدعومة من أنصار البشير، فجرى الحديث عن وجود طرف ثالث، لكن التعبير كان يشير في كل مرة إلى من يطلق عليهم «كتائب ظل»، التابعة لنظام البشير السابق.
وعقب انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وإطاحة الجيش و«الدعم السريع» بحكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، لم يعد الطرف الثالث خفياً. فقد أعلن عن نفسه، وكوّن تشكيلات وكيانات حزبية وسياسية، ولم يعد دعمه للانقلاب المناوئ للثورة والثوار خفياً و«مدسوساً»، بل كثيراً ما هددت هذه التشكيلات بالانقضاض على المدنيين، ولم تكتفِ بالتهديدات، بل أخرجت المظاهرات والمواكب والاحتجاجات، وهذه المرة اتهم الانقلابيون «هذا الثالث» بقتل عشرات المتظاهرين السلميين، مبرئين أنفسهم من الجرم المشهود.

حرب الشوارع في الخرطوم طالت كثيراً من المدنيين وممتلكاتهم (أ.ب)

وقبيل اندلاع الحرب الجارية بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، عاد الإصبع ليشير هذه المرة بجرأة إلى «الطرف الثالث»، حين اشتعلت مواقع الدعاية التحريضية، بل التهديدية، ضد التقارب بين المدنيين والعسكريين وتوقيع الاتفاق الإطاري، وخرج رموزهم و«كبارهم» ليعلنوا للناس رفضهم الاتفاق والتهديد بإسقاطه، ودعوة الجيش إلى التراجع عنه و«إلّا»...
وقبل أيام من بدء الحرب، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي «تغريدة» على موقع الإسلامي المتشدد «عمار السجاد»، يدعو فيها المواطنين لمغادرة الخرطوم متى استطاعوا، ثم خرج عدد آخر من قادة الإسلاميين وشنوا حملات تحريض واسعة للجيش ضد قوات «الدعم السريع»، دعوا فيها صراحة للقضاء على «الميليشيا» (الدعم السريع) التي أعلن زعيمها دعمه للعملية السلمية وخروج الجيش من السياسة، ما يعني فقدانهم الامتيازات التي حصلوا عليها بالانقلاب.
تكونت قوات «الدعم السريع» خلال حكم الإسلاميين، كقوة رديفة للجيش السوداني، وكانت تتبع جهاز الأمن والمخابرات في المرة الأولى، ثم القائد العام للجيش مباشرة. لكنها، نتيجة لتقديرات اتخذتها قيادتها إبان الثورة، «قررت» التوقف عن دعم النظام الإسلامي، ما أسهم في سقوطه، وتبوأ قائدها منصب نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، ثم نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي.
وطوال الفترة الانتقالية، ظلت القوتان تعملان بتناسق تام، بل أوكلت لقائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) مهام في غاية الخطورة، مثل التفاوض باسم القوات المسلحة مع تحالف قوى إعلان «الحرية والتغيير»، والتفاوض مع الحركات المسلحة باسم حكومة السودان، وتوقيع اتفاق سلام جوبا، بل رئاسة اللجنة الاقتصادية التي كانت تتولى إعادة تأهيل اقتصاد البلاد.
وأثناء ربيع العلاقة بين الجيش و«الدعم السريع»، سمح رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، لـ«الدعم السريع» بالتمدد، فازداد عدده من نحو 30 ألفاً ليتجاوز 100 ألف، حسب تقديرات غير رسمية، كما سمح له بالاستيلاء على نصيب الأسد من عقارات «حزب المؤتمر الوطني» المحلول، ليستخدمها مواقع لقواته، إلى جانب استثماراته في الذهب وغيره، ما جعل منه قوة حقيقية.
لكن «شهر العسل» بين القوتين كان قصيراً، بسبب تزايد طموح قائديهما في السيطرة على منصب الرجل الأول في البلاد، وإقصاء الآخر، أو في الحد الأدنى «تهميش دوره»، وذلك بعد أيام من انقلاب أكتوبر الذي اتهم فيه البرهان بالاستعانة بأنصار النظام السابق من الإسلاميين، كظهير سياسي له في الصراع من «حليفه القديم»، (وهو ما نفاه أكثر من مرة)، بعد أن فشل فريقه السياسي الذي قاد ما يعرف باعتصام القصر في توفير مرجعية سياسية ذات شعبية له، فتزايد العداء بين حميدتي والإسلاميين، الذين صاروا يعتبرونه خائناً، وأنه «عض الأصبع» التي دعمته في النشأة والتكوين.
وتفرقت الصفوف حين نشبت الحرب بين القوتين، فأعلن الإسلاميون وأنصار نظام البشير صراحة وقوفهم ضد «الدعم السريع»، تحت ذريعة «أن الجيش السوداني هو الذي يمثل سيادة البلاد»، وشنوا حملات ترهيب وتخوين ضد كل من يقف بجانب «الدعم السريع»، بل ضد كل من ينادي بمجرد «وقف الحرب»، ولم يعودوا «طرفاً ثالثاً» مجهولاً، بل انضموا علانية إلى جانب الجيش في الحرب.
وكشف قائد قوات «الدعم السريع» في تصريحاته، التي نقلتها فضائية «العربية» الأسبوع الماضي، أن من يقود الحرب هم الإسلاميون، وليس الجيش، وأنهم من يحركون القيادة الحالية للجيش، قائلاً: «لن نفاوض البرهان، بل من يحركونه»، مشيراً إلى الأمين العام للحركة الإسلامية الفارّ منذ الانقلاب، علي كرتي، وإلى القيادي الإسلامي أسامة عبد الله، باعتبارهما القادة الحقيقيين للجيش، ليس منذ اندلاع الحرب، بل منذ أن سيطر الإنقاذيون على الحكم.
ودأبت قوى إعلان «الحرية والتغيير» والقوى الموقعة على الاتفاق الإطاري التي تمثل القوى المدنية، على اتهام من تسميهم بالإسلاميين في الجيش بالوقوف وراء نشوب الحرب واستمرارها. وقال المتحدث باسمها، خالد عمر يوسف، إن «أنصار النظام السابق هم من يذكون الصراع الدائر حالياً»، لأنهم يرون في العملية السياسية تهديداً لهم.
ولم يستطع قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، نفي دعم الإسلاميين وأنصار نظام البشير له، في تصريحه للفضائية نفسها (العربية)، واكتفى بنفي التهمة عنه شخصياً، بالقول: «حميدتي يعرف أنني لست إسلامياً، ولا علاقة لي بهم، وهذه أكاذيب يروجها الرجل».
لكن الراجح، الذي تتداوله وسائط التواصل الاجتماعي السودانية والمنصات الإعلامية، أن «أنصار البشير» هم من يقودون الحرب النفسية لصالح الجيش على الأقل، بل يهددون بالانقلاب على القيادة العسكرية للجيش في حال رضخت لوقف الحرب وقررت التفاوض مع «الدعم السريع».
ويجري بشكل واسع تداول تهديدات صادرة عن قادة إسلاميين، لا يمكن التحقق من صحتها، لكنها تتسق مع الموقف الملموس للتنظيم الرافض لوقف الحرب، أو الهدنة مع «الدعم السريع»، وإعلانهم صراحة أنهم أعدوا كتائبهم وقواتهم للحرب إلى جانب الجيش حتى تصفية آخر جنود «الدعم السريع». وفي حال رضوخ الجيش للضغوط، فإنهم قد ينقلبون عليه، ليأتوا بقيادة جديدة تمثلهم وتحفظ مصالح «الطرف الثالث».


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

«الدعم السريع» تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«الدعم السريع» تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد ساعات قليلة من إعلان الجيش السوداني استرداد مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، أعلنت «قوات الدعم السريع» تنفيذ ما أسمتها «عملية نوعية» في منطقة وادي سيدنا العسكرية شمال مدينة أم درمان، ودمّرت عدداً من الطائرات الحربية والمسيّرات والآليات، «واستهدفت خبراء أجانب تابعين للحرس الثوري الإيراني»، يعملون في المنطقة العسكرية المهمة، وذلك من دون تعليق من الجيش على ذلك.

وقال الناطق الرسمي باسم «قوات الدعم السريع»، في نشرة صحافية (الأحد)، إنها نفَّذت فجراً «عملية نوعية ناجحة، استهدفت منطقة وادي سيدنا العسكرية بأم درمان، ودمَّرت خلالها عدداً من الطائرات الحربية من طراز (أنتنوف)، ومقاتلات من طراز (K8) صينية الصنع، وعدداً من المسيّرات والمعدات العسكرية في قاعدة وادي سيدنا الجوية بالمنطقة العسكرية».

ولم يصدر أي تعليق من الجيش على مزاعم «قوات الدعم السريع»، وسط ترحيبه الكبير باسترداده مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، التي كانت قد فقدتها في يونيو (حزيران) الماضي... وعادة لا يشير كلا الطرفين، إلى خسائرهما في المعارك.

وتضم منطقة وادي سيدنا العسكرية التي تقع شمال مدينة أم درمان، أكبر قاعدة جوية عسكرية، وفيها المطار الحربي الرئيس، إلى جانب الكلية الحربية السودانية، وبعد اندلاع الحرب تحوَّلت إلى المركز العسكري الرئيس الذي يستخدمه الجيش ضد «قوات الدعم السريع».

وقال البيان: «إن العملية النوعية التي نفَّذتها القوات الخاصة التابعة للدعم السريع، تأتي تنفيذاً للخطة (ب)، التي أعلن عنها قائد القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) في آخر خطاباته الجماهيرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي»، عقب خسارة قواته منطقة جبل موية الاستراتيجية بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض.

وتوعدت «الدعم السريع» بمواصلة «العمليات الخاصة النوعية»، لتشمل «جميع المقرات والمواقع العسكرية لميليشيات البرهان والحركة الإسلامية الإرهابية»، واعتبارها أهدافاً في متناولها.

جندي من الجيش السوداني يقوم بدورية خارج مستشفى في أم درمان في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

ووعدت بحسب البيان، بأن تكون الحرب الحالية «آخر الحروب» في البلاد، وبإنهاء ما أسمتها «سيطرة الحركة الإسلامية الإرهابية على بلادنا»، و«إعادة بناء وتأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة عادلة، تحقق السلام والاستقرار والعدالة لجميع الفئات السودانية، التي عانت من ظلم واستبداد الدولة القديمة».

وعلى صفحته بمنصة «إكس»، قال مستشار قائد «قوات الدعم السريع»، الباشا طبيق، إن «خبراء أجانب يعملون مع الجيش في قاعدة وادي سيدنا الجوية، وإن معظمهم تابعون للحرس الثوري الإيراني، استهدفتهم العملية»، وإن ما أُطلق عليه «دك وتجفيف منابع الإرهاب» يعدّ من أولويات الخطة (ب) التي أعلن عنها حميدتي أخيراً.

وفي النيل الأبيض، اقتحمت «قوات الدعم السريع» المناطق الشمالية لمدينة الدويم، بولاية النيل الأبيض، وعند محور الأعوج وقرى المجمع، والسيال، واللقيد، وشمال الأعوج، التي لجأ إليها عددٌ كبيرٌ من الفارين من القتال، وأطلقت الرصاص؛ ما أدى لمقتل شخص واحد على الأقل، وإصابة آخرين.

جنود من «قوات الدعم السريع» خلال دورية بمنطقة شرق النيل (أرشيفية - أ.ب)

واستنكر الناشط المتابع للأحداث محمد خليفة، وفقاً لحسابه على «فيسبوك»، الذي يتابعه مئات الآلاف، «عدم تصدي القوات المسلحة للقوات المهاجمة؛ دفاعاً عن المواطنين». وقال: «إن القرى والبلدات التي اقتحمتها (قوات الدعم السريع)، تبعد عن منطقة تمركز بنحو كيلومترين فقط...قوات الجيش لم تتحرك من مكانها، وقوات الميليشيا لا تزال في تلك المناطق المنتهكة».

وكان الجيش قد أعلن (السبت) استرداد مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، من قبضة «الدعم السريع»، أسوة باسترداد المدن والبلدات الأخرى جنوب الولاية مثل الدندر، والسوكي. وقال القائد العام، الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي وصل إلى المدينة غداة استردادها، إن قواته عازمة على «تحرير كل شبر دنسه العملاء والخونة، ودحر الميليشيا الإرهابية التي تستهدف وحدة السودان».