الطيران العراقي يقصف خطأ مستشفى الأطفال في الرمادي

محافظ الأنبار يطلق حملة إصلاحات جريئة في محافظته

الطيران العراقي يقصف خطأ مستشفى الأطفال في الرمادي
TT

الطيران العراقي يقصف خطأ مستشفى الأطفال في الرمادي

الطيران العراقي يقصف خطأ مستشفى الأطفال في الرمادي

حمّل مجلس محافظة الأنبار وزارة الدفاع العراقية أمس مسؤولية مقتل العشرات من النساء والأطفال، نتيجة القصف العشوائي على مستشفى وسط مدينة الفلوجة 50 كلم شرقي الرمادي مركز محافظة الأنبار.
وقال المجلس في بيان له تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه، بأن «مستشفى الفلوجة للنسائية والأطفال الواقع غربي المدينة، تعرض لقصف عنيف من قبل طائرات أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من النساء والأطفال نتيجة ذلك القصف العشوائي الذي طال المدنيين الأبرياء». وأضاف البيان أن «عدد القتلى والجرحى من النساء والأطفال تجاوز الـ53 من المدنيين من أهالي الفلوجة». وحمل المجلس، وزارة الدفاع مسؤولية القصف العشوائي الذي يطال المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، لافتا إلى أن «مستشفى الفلوجة للنسائية والأطفال هو مؤسسة صحية تقدم الخدمات للمدنيين وخاصة النساء والأطفال فقط». وطالب المجلس، وزارة الدفاع بإبعاد القصف العشوائي عن المدنيين في مناطق الأنبار والتركيز على قصف مواقع تنظيم داعش الإرهابي وخاصة في مدينة الفلوجة.
من جهته أعلن محافظ الأنبار صهيب الراوي عن الشروع بحملة إصلاحات كبرى ستشهدها محافظة الأنبار بدأها بإعفاء عدد كبير من معاونيه ومستشاريه والمديرين العامين الذين ثبت «تقصيرهم» في مهام عملهم الوظيفي ضمن المرحلة الأولى لحزمة الإصلاحات التي انطلقت وتنفذ الآن في عدد من المراكز المهمة والدوائر الحكومية في المحافظة.
وقال صهيب الراوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن «حزمة الإصلاحات الأولى التي أطلقناها الآن في الأنبار تأتي ضمن مشروع الإصلاح والتغيير ومكافحة الفساد التي أطلقها رئيس الوزراء حيدر العبادي وسوف نعمل بها من أجل الوصول بالمحافظة إلى الطريق الصحيح والقويم لبناء وتطوير مدن الأنبار بشكل حضاري بعيدًا عن الفساد المالي والإداري والهدر في المال العام». وأضاف: «قررنا إعفاء معاوني المحافظ والمستشارين بحسب الصلاحيات الدستورية الممنوحة لنا، وأن الحزمة الأولى من الإصلاحات في الأنبار التي ننفذها الآن تشمل إعفاء مديري الدوائر العامين ومديري الدوائر الذين مضى على تعيينهم في المنصب أكثر من 4 سنوات مع إعفاء مديري الدوائر ممن ثبت تقصيرهم في أداء واجباتهم الوظيفية».
وأكد الراوي على أن «المحافظة ساعية إلى إلغاء الأوامر الإدارية الخاصة بتكليف رؤساء الوحدات الإدارية وفتح باب الترشيح من قبل المجالس المحلية لاختيار رؤساء الوحدات خلال مدة أقصاها خمسة عشر يومًا، وبخلاف ذلك سيتم المضي بإجراء حل تلك المجالس».
وحول عدم سعيه كمحافظ للأنبار لإجراء هذه الإصلاحات سابقا، ولماذا قبل بهذا الخراب أن يستمر، قال: «إن نظام الحصص للكتل السياسية كان من أهم الأسباب التي أدت إلى وصول الأمور إلى ما وصلت إليه حيث لم تشهد الأنبار بكل مدنها حملة بناء أو تطوير بسبب تقاتل تلك الكتل على المناصب والاختلاف في تنفيذ المشاريع التي تخدم المحافظة وأهلها، أما اليوم فقد اختلف الأمر وسنطبق في المحافظة صورة طبق الأصل لما سيجري في بغداد من إصلاحات حكومية في كل مفاصل الدولة، لقد عانى أهلنا الكثير من الفساد المالي والإداري الذي توّج بدخول تنظيم داعش لاحتلال مدن الأنبار التي هيأها ذلك الفساد للرضوخ لسطوة المسلحين».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.