هل هناك تواصل «رئاسي» بين «القوات اللبنانية» و«الوطني الحر»؟

(تحليل إخباري)

صور من موقع «القوات اللبنانية» لرايتها مع راية «التيار الوطني الحر»
صور من موقع «القوات اللبنانية» لرايتها مع راية «التيار الوطني الحر»
TT

هل هناك تواصل «رئاسي» بين «القوات اللبنانية» و«الوطني الحر»؟

صور من موقع «القوات اللبنانية» لرايتها مع راية «التيار الوطني الحر»
صور من موقع «القوات اللبنانية» لرايتها مع راية «التيار الوطني الحر»

مرّة جديدة يتحدّث فيها «التيار الوطني الحر» عن تواصل غير مباشر مع حزب «القوات اللبنانية» في ملف رئاسة الجمهورية، الأمر الذي يجدد الأخير نفيه، واضعاً إياه في خانة الرسائل التي يبعث بها «التيار» إلى «حزب الله» مع تأزم العلاقة بين الحليفين.
وبعدما سبق لعدد من المسؤولين في «التيار» أن أعلنوا عن قنوات تواصل بين الطرفين، عاد أمس (الأحد) النائب غسان عطا الله وتحدث عن الأمر نفسه، وقال في حديث إذاعي إن «هناك قنوات حوار غير مباشرة بين نواب من التيار وآخرين من حزب القوات اللبنانية، على أمل أن تحصل لقاءات بين الطرفين، لأن التوافق المسيحي مطلوب بالدرجة الأولى كي يأتي رئيس مدعوم من الكتل المسيحية الكبرى». وفيما ذكّر بأنه كانت لـ«التيار» مبادرة لوضع مواصفات أساسية للرئيس وهو منفتح للحوار في هذا الشأن، لفت إلى أنه «لا يريد طرح اسم لرئاسة الجمهورية غير مهيأ للوصول إلى سدة الرئاسة بل يتريث بانتظار نضوج المرحلة للوصول إلى نتيجة أكثر فاعلية».
وعن التحرك الفرنسي الداعم لترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، قال عطا الله: «أي فرض خارجي لاسم رئيس للجمهورية غير مرحب به والمطلوب من الخارج أن يدعم إجراء الاستحقاق بعيداً من الدخول في الأسماء وفرض أي شخصية على الكتل المسيحية»، مشدداً على أن «التيار» اليوم من «دعاة الحوار للتوافق على رئيس توافقي لجمهورية لبنان».
وردّت مصادر في «القوات» على ما يقوله مسؤولو «التيار» بين فترة وأخرى لجهة تواصل بين الطرفين في الملف الرئاسي بالقول لـ«الشرق الأوسط» إن «التيار» يرمي هذه المعلومات «كي يوجه رسائل للحزب بأنه إذا لم يأخذ في الاعتبار دوره وموقعه سيقوم بفتح قنوات تواصل جديدة». لكنها تقول في الوقت عينه: «قد نلتقي مع نواب البرلمان بشكل طبيعي كما غيرهم من النواب لكن ليس هناك أي تواصل رسمي بين الطرفين على المستوى الرئاسي لا عبر وفود ولا لجان ولا هيئات ولا غيرها من الأشكال». وتعيد المصادر التذكير بـ«التجربة السلبية» التي حصلت سابقاً بين «التيار» و«القوات» وتقول: «ننطلق من تجربة سلبية للغاية كما أنه حتى اليوم لا يزال رئيس (التيار) النائب جبران باسيل يضع الدولة ومن ثم المقاومة ضمن أولوياته بينما مصطلح المقاومة بالنسبة إلينا غير قائم وبالتالي الخلاف استراتيجي بيننا».
وتربط المصادر بين أي اتفاق محتمل مع «التيار» في سياق الاتفاق الشامل مع المعارضة، وتوضح أن «باسيل يدرك جيداً أن أي اتفاق معنا يعني اتفاقاً مع المعارضة، لأن الرهان اليوم هو على إبقاء صفوف المعارضة موحدة». وتضيف: «إذا أراد أن ينضم إلى صفوف المعارضة لتشخيص الأزمة وتبني مرشحها لا مشكلة لكن الأهم أن رهان (القوات) هو على وحدة المعارضة وليس الاتفاق مع باسيل الذي لا يزال يراهن على حزب الله ليتخلى عن فرنجية لأنه يستطيع أن يتقاسم مع الحزب ما لا يستطيع أن يتقاسمه مع المعارضة». يأتي ذلك في وقت لا يزال فيه الانقسام الداخلي بين الأفرقاء على حاله حيال ملف انتخابات الرئاسة، حيث يقف جزء من المعارضة خلف ترشيح النائب ميشال معوض رغم قناعة الجميع بعدم قدرته على الوصول، في حين تتصدر المشهد المعلومات التي تؤكد الدفع الفرنسي باتجاه إيصال فرنجية، مرشح «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل).
وأمس عاد نائب أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم ودعا لاختيار الأقرب إلى الفوز، واصفاً فرنجية بـ«المرشح الجدي» وبأن خيار المعارضة هو الفراغ. وكتب على حسابه على «تويتر» قائلاً: «الصورة على حالها منذ ستة أشهر. مرشح رئاسي لديه عدد وازن من أصوات النواب هو الوزير السابق سليمان فرنجية، ومرشح تبحث عنه كتلٌ تصنِف نفسها في المعارضة ولم تصل إلى اتفاق عليه حتى الآن، من بين عددٍ من المرشحين ليس لأحدٍ منهم أصوات وازنة». وأضاف: «البلد أمام مرشحين: أحدهما جِدِي والآخر هو الفراغ، وكل المؤشرات المحلية والتطورات الإقليمية لا تنبئ بتغيُر المشهد. لنحسم خيارنا اليوم باختيار الأقرب إلى الفوز بالرئاسة، بالحوار وتذليل العقبات لإنقاذ البلد، وعدم إضاعة الوقت سدى بتحقيق النتيجة نفسها بعد طول انتظار».
لكن في المقابل، دعا أمس النائب في «اللقاء الديمقراطي» مروان حماد إلى البحث عن مرشح وسطي. وقال في حديث إذاعي: «الاجتماع الخماسي (بين فرنسا وأميركا ومصر والسعودية وقطر) لن يأتي باسم رئيس للجمهورية لأن الموضوع الرئاسي هو لبناني ولكن بغلاف إقليمي دولي»، مؤكداً أن «الرئيس المرتقب يجب أن يكون وسطياً، وإصلاحياً وسيادياً، وعليه العمل على إعادة الاستثمارات من أجل ازدهار لبنان». وأضاف: «كفى إصراراً على فرنجية ولنفتش عن مرشح وسطي». كذلك رأى النائب فراس حمدان، أن هناك ضرورة «للاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية، لافتاً إلى أن «نواب التغيير سبق أن طرحوا أسماء للرئاسة قوبلت بالرفض من قبل الكتل الأخرى».
ومع تأكيده أن «نواب التغيير يؤيدون إجراء حوار داخلي في مجلس النواب حول أي رئيس جمهورية نريد»، اعتبر أن «الاستحقاق لم يعد مرتبطاً بالمجلس النيابي بل بات في موضع بحث في الخارج».
وفي الإطار نفسه، كان النائب في «اللقاء الديمقراطي» وائل أبو فاعور أمل أن «تحمل الأيام القادمة حلاً لمعضلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية»، معتبراً أن «الكرة عادت لتكون في ملعب القوى السياسية الداخلية بعد أن استنفدت الاتصالات الخارجية».
وأضاف: «لبنان ليس على جدول الحراك الإقليمي والمصالحات الإقليمية، لكنه قد يستفيد من هذا المناخ والمطلوب مجدداً حراك داخلي يقود إلى التفاهم على رئيس يقبل به الجميع في الداخل»، داعياً إلى انتخاب رئيس «يحظى بقبول العرب ويكون قادراً على التفاهم مع الخارج، ونريده أن يكون رئيساً وفاقياً جامعاً يقبل به الجميع ويمثل الجميع».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

إسرائيل تستهدف أحياء مسيحية ملاصقة للضاحية الجنوبية لبيروت

الدخان والنيران يتصاعدان من مبنى لحظة استهدافه بصاروخ اسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)
الدخان والنيران يتصاعدان من مبنى لحظة استهدافه بصاروخ اسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تستهدف أحياء مسيحية ملاصقة للضاحية الجنوبية لبيروت

الدخان والنيران يتصاعدان من مبنى لحظة استهدافه بصاروخ اسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)
الدخان والنيران يتصاعدان من مبنى لحظة استهدافه بصاروخ اسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)

تجدّدت الغارات الإسرائيلية، الجمعة، على الأحياء المسيحية المقابلة لضاحية بيروت الجنوبية، عقب إنذارات وجّهها الجيش الإسرائيلي للسكان بإخلاء خمسة أبنية، يقع أحدها في شارع مكتظ.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين، بعد ظهر الجمعة، على مبنيين يقعان على أطراف ضاحية بيروت الجنوبية في منطقة الشياح المعروفة باسم «طريق صيدا القديمة»، التي تفصل الشياح عن عين الرمانة، وهي خطوط التماس القديمة، خلال الحرب اللبنانية. كما قصف، مساء، مبنى يقع خلف خط بولفار كميل شمعون، الذي يفصل الضاحية الجنوبية عن المناطق ذات الغالبية المسيحية التي يقع فيها المبنى المستهدف.

صورة لأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله قرب موقع الاستهداف في الشياح (أ.ف.ب)

ويضمّ المبنى، في طوابقه الأربعة الأولى، مؤسسات تجارية عدة ونادياً رياضياً ومختبراً، بينما الطوابق السبعة الأخرى سكنية. واستهدف الصاروخ القسم السكني من المبنى، ما أدى إلى انهياره، بينما صمدت الطوابق الأولى. وجاء استهداف المبنيين بعد إنذار إسرائيلي لسكانهما ومحيطهما بالإخلاء، قالت الوكالة الوطنية إنه أسفر عن «حركة نزوح ملحوظة» من منطقة عين الرمانة المتاخمة للشياح، والتي تقطنها غالبية مسيحية. وجاءت الضربات بعد غارات مماثلة استهدفت، صباح الجمعة، ثلاثة أبنية في منطقتي الحدث وحارة حريك، بعد إنذار إسرائيلي.

وأظهر البث المباشر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، سحب دخان وغبار تتصاعد على أثر الغارات الثلاث على المنطقة. وأفادت الوكالة بأن غارتين شنّهما «الطيران الحربي المُعادي» استهدفتا منطقة الكفاءات في الحدث، مشيرة إلى «تصاعد الدخان بشكل كثيف من محيط الجامعة اللبنانية». وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت لاحق، أن مقاتلاته الحربية «أتمّت جولة جديدة من الضربات» على ضاحية بيروت الجنوبية.

امرأة وأطفال ينزحون من موقع قريب لمبنى دمرته غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية (أ.ف.ب)

وجاءت غارات الجمعة، غداة شنّ إسرائيل سلسلة غارات كثيفة استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان وشرقه. وشنت إسرائيل ضربات على مناطق عدة في جنوب لبنان، بعد أوامر إخلاء للسكان شملت مبنى في مدينة صور الساحلية، وبلدتين في محيطها. وارتفعت وتيرة الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في لبنان، منذ إنهاء المبعوث الأميركي آموس هوكستين زيارته إلى بيروت، الأربعاء، في إطار وساطة يتولاها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل. وللمرة الأولى منذ بدء عملياتها البرية، توغّلت القوات الإسرائيلية إلى داخل بلدة دير ميماس، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية، مشيرة إلى أن «طائرة استطلاع معادية» حلقت فوق البلدة، وهي «تطلب من المواطنين عدم الخروج من منازلهم». وأعلن «حزب الله»، الجمعة، استهدافه، مرتين، جنوداً إسرائيليين عند أطراف كفركلا، «بقذائف المدفعية».