بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

بوريل يدعو إلى تنفيذ دوريات أوروبية في مضيق الجزيرة

جنود أميركيون وفلبينيون على هامش تمارين في بحر الصين الجنوبي أمس أثارت حفيظة الصين (د.ب.أ)
جنود أميركيون وفلبينيون على هامش تمارين في بحر الصين الجنوبي أمس أثارت حفيظة الصين (د.ب.أ)
TT

بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

جنود أميركيون وفلبينيون على هامش تمارين في بحر الصين الجنوبي أمس أثارت حفيظة الصين (د.ب.أ)
جنود أميركيون وفلبينيون على هامش تمارين في بحر الصين الجنوبي أمس أثارت حفيظة الصين (د.ب.أ)

أعلنت الصين أمس (الأحد)، أنها قدمت شكوى لدى سيول على خلفية تصريحات «خاطئة» للرئيس يون سوك يول، حول تايوان، في وقت يشتدّ فيه الخلاف الدبلوماسي بين الجارين الآسيويين.
وتبادلت بكين وسيول انتقادات في أعقاب مقابلة أجرتها وكالة «رويترز» مع يون في وقت سابق الشهر الحالي، اعتبر فيها التوتر بين الصين وتايوان «مسألة دولية» على غرار كوريا الشمالية، ملقياً مسؤولية التوتر المتصاعد على «محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة». وتعتبر بكين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، مؤكدة عزمها على استعادة الجزيرة ولو بالقوة إن لزم الأمر.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية الطلب من مساعد وزير الخارجية سون ويدونغ، الخميس، تقديم شكوى لدى السفير الكوري الجنوبي على خلفية تصريحات يون. وقال سون للسفير إن تصريحات يون «مرفوضة تماماً»، وعبر عن «استياء عميق»، وفق الوزارة.
ويأتي البيان الصيني قبيل زيارة دولة سيجريها يون إلى الحليف الرئيسي الولايات المتحدة التي تقول بكين إنها تسلح تايوان وتشجع المسؤولين السياسيين المؤيدين للاستقلال. وقال سون إن قضية تايوان مسألة «تخص الصينيين ولا يمكن السماح لأي قوة بالتدخل»، داعياً سيول «للالتزام بـ(مبدأ صين واحدة) والحذر في الكلام والأفعال المتعلقة بالمسألة التايوانية».
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين، قد انتقد في وقت سابق تصريحات يون، مشيراً إلى «حقيقة عالمية معروفة»، مفادها أن مسألة تايوان لا تُقارن بالتوترات في شبه الجزيرة الكورية. ودفعت تلك التصريحات بوزارة الخارجية الكورية الجنوبية (الخميس) لانتقاد الصين على ما عدته «عدم لياقتها الدبلوماسية الكبيرة».
وتصاعد التوتر في مضيق تايوان في السنوات الماضية، وأجرت الصين في وقت سابق الشهر الحالي مناورات عسكرية في أعقاب زيارة الرئيسة التايوانية تساي إنغ-وين للولايات المتحدة.
- دعوة لـ«دوريات» أوروبية
في سياق متصل، دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في مقال له أمس (الأحد)، القوات البحرية للدول الأعضاء في التكتل إلى القيام بدوريات في مضيق تايوان. وشدد بوريل في المقال الذي نشرته صحيفة «لوجورنال دو ديمونش» الفرنسية، على ضرورة أن تكون أوروبا «حاضرة بشدة في هذه القضية التي تهمنا على صعيد الاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا». وأضاف: «لهذا السبب أدعو القوات البحرية الأوروبية للقيام بدوريات في مضيق تايوان للدلالة على حرص أوروبا على حريّة الملاحة في هذه المنطقة الحيوية للغاية».
وكان جوزيب بوريل قد قال (الثلاثاء) في افتتاح جلسة بالبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ حول الصين، إن «تايوان بالغة الأهميّة لأوروبا».
وتابع الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي: «تايوان جزء ثابت من محيطنا الاستراتيجي لضمان السلام والدفاع عن مصالحنا». وأضاف في مقاله: «هذا المضيق الأكثر استراتيجية في العالم، خاصة فيما يتعلق بالتجارة، يجب أن نكون حاضرين هناك من خلال عمليات حريّة الملاحة».
ويأتي ذلك بعد أسبوعين من تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد زيارته للصين، ورفض فيها «منطق الكتل» بشأن قضية تايوان، وحثّ أوروبا على «ألا تكون تابعاً» للولايات المتحدة أو الصين.
وبعد يومين من زيارة الرئيس ماكرون للصين في مطلع أبريل (نيسان)، عبرت فرقاطة مراقبة فرنسية مضيق تايوان أثناء تنقلها من فيتنام إلى كوريا الجنوبية. وكان هذا العبور «في المياه الدولية بموجب حريّة الملاحة» جزءاً من مهمة مخطط لها منذ فترة طويلة، بحسب ما قالت قيادة أركان الجيش الفرنسي.
- رئيس غواتيمالا إلى تايوان
من جهة أخرى، توجه رئيس غواتيمالا أليخاندرو جياماتي، إلى تايوان (السبت) في زيارة رسمية لدعم الجزيرة التي تعد بلاده من آخر الدول التي تعترف بها دبلوماسياً. وكتب جياماتي في تغريدة على «تويتر»: «نتوجه إلى تايوان لتوجيه رسالة واضحة جداً على المستوى الدولي، مفادها أن الدول لها الحق في حكم نفسها بنفسها، وأن يكون لها أراضيها (...) دون أن تغزوها دول أخرى أو تهددها».
وتستمر زيارة جياماتي الذي يسافر في رحلة تجارية مع توقف في الولايات المتحدة، لتايوان من (الاثنين) إلى (الخميس). وسيلتقي الرئيسة تساي إنغ-وين، التي زارت غواتيمالا وبيليز قبل ثلاثة أسابيع. وقال رئيس غواتيمالا خلال زيارة تساي، إن «الصداقة بين غواتيمالا وتايوان راسخة»، مؤكداً أن الجزيرة «دولة مستقلة والصين الحقيقية الوحيدة».
وفي طريق عودتها من أميركا الوسطى، التقت تساي، الرئيس الجمهوري لمجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي في لوس أنجليس. وأثار هذا الاجتماع غضب بكين التي ردت بتنظيم مناورات عسكرية واسعة استمرت ثلاثة أيام حول تايوان.
وغواتيمالا واحدة من 13 دولة في العالم ما زالت تعترف دبلوماسياً بتايوان. وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية في 1949. وهي تسعى إلى إعادة توحيد أراضيها، بالقوة إذا لزم الأمر، ولا تسمح لأي دولة بإقامة علاقات دبلوماسية معها ومع تايوان. وكانت هندوراس آخر دولة تقطع علاقاتها مع تايوان لصالح الصين في 26 مارس (آذار).


مقالات ذات صلة

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

دافع وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عن الوضع القائم في تايوان، محذرا من عواقب اقتصادية مدمرة لحرب، في خطاب تبنى فيه أيضًا نبرة أكثر تصالحا حيال بكين. وقال كليفرلي في خطاب ألقاه مساء الثلاثاء «لن تكون حرب عبر المضيق مأساة إنسانية فحسب بل ستدمر 2,6 تريليون دولار في التجارة العالمية حسب مؤشر نيكاي آسيا». وأضاف «لن تنجو أي دولة من التداعيات»، مشيرا إلى أن موقعها البعيد لا يؤمن أي حماية مما سيشكل ضربة «كارثية» للاقتصاد العالمي والصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

أعلنت السلطات الصينية، الأربعاء، أن ناشراً تايوانياً، أُبلغ عن اختفائه، خلال زيارة قام بها إلى شنغهاي، يخضع لتحقيق في جرائم متعلقة بالأمن القومي. وقالت تشو فنغ ليان، المتحدثة باسم «المكتب الصيني للشؤون التايوانية»، إن لي يانهي، الذي يدير دار النشر «غوسا»، «يخضع للتحقيق من قِبل وكالات الأمن القومي، لشبهات الانخراط بأنشطة تعرِّض الأمن القومي للخطر». وأضافت: «الأطراف المعنية ستقوم بحماية حقوقه المشروعة ومصالحه، وفقاً للقانون». وكان ناشطون وصحافيون في تايوان قد أبلغوا عن اختفاء لي، الذي ذهب لزيارة عائلته في شنغهاي، الشهر الماضي. وكتب الشاعر الصيني المعارض باي لينغ، الأسبوع الماضي، عبر صفحته على «ف

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

وصل رئيس غواتيمالا أليخاندرو جاماتي الاثنين إلى تايوان في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع هذه الجزيرة التي تعتبر بلاده من الدول القليلة التي تعترف بها دبلوماسياً. وسيلقي جاماتي كلمة أمام البرلمان التايواني خلال الزيارة التي تستمر أربعة أيام.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
العالم بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

أعلنت الصين، اليوم (الأحد)، أنها قدمت شكوى لدى سيول على خلفية تصريحات «خاطئة» للرئيس يون سوك يول حول تايوان، في وقت يشتدّ الخلاف الدبلوماسي بين الجارين الآسيويين. وتبادلت بكين وسيول انتقادات في أعقاب مقابلة أجرتها وكالة «رويترز» مع يون في وقت سابق الشهر الحالي اعتبر فيها التوتر بين الصين وتايوان «مسألة دولية» على غرار كوريا الشمالية، ملقيا مسؤولية التوتر المتصاعد على «محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة».

«الشرق الأوسط» (بكين)

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

يشكّل تحديث العقيدة النووية لروسيا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، تحذيراً للغرب، وفتحاً ﻟ«نافذة استراتيجية» قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«إن تحديث العقيدة النووية الروسية يستبعد احتمال تعرّض الجيش الروسي للهزيمة في ساحة المعركة»، بيان صادر عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، لا يمكن أن يكون بياناً عادياً، حسب «لوفيغارو». فمن الواضح، حسب هذا التصريح الموجه إلى الغربيين، أنه من غير المجدي محاولة هزيمة الجيش الروسي على الأرض، لأن الخيار النووي واقعي. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعث بها فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عندما وقّع مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية المعتمد في عام 2020.

ويدرك الاستراتيجيون الجيوسياسيون الحقيقة الآتية جيداً: الردع هو مسألة غموض (فيما يتعلّق باندلاع حريق نووي) ومسألة تواصل. «وفي موسكو، يمكننا أن نرى بوضوح الذعر العالمي الذي يحدث في كل مرة يتم فيها نطق كلمة نووي. ولا يتردد فلاديمير بوتين في ذكر ذلك بانتظام، وفي كل مرة بالنتيجة المتوقعة»، حسب الصحيفة. ومرة أخرى يوم الثلاثاء، وبعد توقيع المرسوم الرئاسي، انتشرت موجة الصدمة من قمة مجموعة العشرين في كييف إلى بكين؛ حيث حثّت الحكومة الصينية التي كانت دائماً شديدة الحساسية تجاه مبادرات جيرانها في ما يتصل بالمسائل النووية، على «الهدوء» وضبط النفس. فالتأثير الخارق الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه لا يرتبط بالجوهر، إذ إن العقيدة النووية الروسية الجديدة ليست ثورية مقارنة بالمبدأ السابق، بقدر ارتباطها بالتوقيت الذي اختارته موسكو لهذا الإعلان.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس 2024 اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تابع لقوات الردع النووي في البلاد (أ.ف.ب)

العقيدة النووية الروسية

في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي حين شنّت قوات كييف في أغسطس (آب) توغلاً غير مسبوق في منطقة كورسك في الأراضي الروسية، رد فلاديمير بوتين بتحديد أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية تتلقى دعماً من دولة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. لكن في نسخة 2020 من الميثاق النووي الروسي، احتفظت موسكو بإمكانية استخدام الأسلحة الذرية أولاً، لا سيما في حالة «العدوان الذي تم تنفيذه ضد روسيا بأسلحة تقليدية ذات طبيعة تهدّد وجود الدولة ذاته».

وجاء التعديل الثاني في العقيدة النووية الروسية، الثلاثاء الماضي، عندما سمحت واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى: رئيس الكرملين يضع ختمه على العقيدة النووية الجديدة التي تنص على أن روسيا ستكون الآن قادرة على استخدام الأسلحة النووية «إذا تلقت معلومات موثوقة عن بدء هجوم جوي واسع النطاق عبر الحدود، عن طريق الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وحسب المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، هيلواز فايت، فإن هذا يعني توسيع شروط استخدام السلاح النووي الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

انتظار عودة ترمب

لفترة طويلة، لاحظ صقور الاستراتيجية الجيوستراتيجية الروسية أن الردع الروسي تلاشى. وبالنسبة إليهم، فقد حان الوقت لموسكو لإعادة تأكيد خطوطها الحمراء من خلال «إعادة ترسيخ الخوف» من الأسلحة النووية، على حد تعبير سيرغي كاراجانوف، الخبير الذي يحظى باهتمام فلاديمير بوتين. ةمن هذا المنظار أيضاً، يرى هؤلاء المختصون اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) 2022، متحدثين عن «عدوان» من الغرب لم تكن الترسانة النووية الروسية قادرة على ردعه. بالنسبة إلى هؤلاء المتعصبين النوويين، ينبغي عدم حظر التصعيد، بل على العكس تماماً. ومن الناحية الرسمية، فإن العقيدة الروسية ليست واضحة في هذا الصدد. لا تزال نسخة 2020 من العقيدة النووية الروسية تستحضر «تصعيداً لخفض التصعيد» غامضاً، بما في ذلك استخدام الوسائل غير النووية.

وحسب قناة «رايبار» المقربة من الجيش الروسي على «تلغرام»، فإنه كان من الضروري إجراء تحديث لهذه العقيدة؛ لأن «التحذيرات الروسية الأخيرة لم تُؤخذ على محمل الجد».

ومن خلال محاولته إعادة ترسيخ الغموض في الردع، فإن فلاديمير بوتين سيسعى بالتالي إلى تثبيط الجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وفي ظل حملة عسكرية مكلفة للغاية على الأرض، يرغب رئيس «الكرملين» في الاستفادة من الفترة الاستراتيجية الفاصلة بين نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الذي يتوقع منه بوتين مبادرات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

يسعى بوتين، وفق الباحثة في مؤسسة «كارنيغي»، تاتيانا ستانوفايا، لوضع الغرب أمام خيارين جذريين: «إذا كنت تريد حرباً نووية، فستحصل عليها»، أو «دعونا ننهي هذه الحرب بشروط روسيا».